بعد إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تصفية قواته زعيم القاعدة أسامة بن لادن، تتجه الأنظار الى أيمن الظواهري الذي انتقل من كونه quot;الرجل الثاني: في تنظيم القاعدة إلى الزعيم الجديد لها، وسط تساؤلات عن مصيره واستحالة تواجده مع بن لادن ليلة اصطيادهquot;.

أيمن الظواهري وزعيم القاعدة الذي صفّته القوات الأميركية أسامة بن لادن

الرياض: بعد الإعلان رسمياً عن تصفية الولايات المتحدة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، تحولت الصفة الدائمة التي لازمت أيمن الظواهري من quot;الرجل الثانيquot; إلى الزعيم الجديد لهذا التنظيم، وسط تساؤلات عن مصير هذا الطبيب المصري الذي رصدت أميركا جائزة مالية كبرى لمن يساعد في اعتقاله.

ورغم أن التقارير الصحافية لم تشر إلى احتمال تواجد الظواهري برفقة بن لادن في ليلة اصطياد الأخير، إلا أن العارف ببواطن التنظيم يدرك أن تواجدهما في مكان واحد هو أمر يكاد يكون مستحيلاً لدواع أمنية واحتياطية.

وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في وقت متأخر مساء الأحد مقتل بن لادن في عملية أميركية ما زال الكثير من ظروفها غامضًا.

ومن المعروف منذ انطلاقquot; الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيينquot; الذي أطلقه الرجلان في فبراير 1998 أن كل من يلتحق بتنظيم القاعدة يجب أن يبايع بن لادن.

والبيعة هنا تعني الاعتراف بولايته على أمر المسلمين والخضوع التام لأوامره وفق التسلسل التنظيمي للقاعدة، وحالياً يبدو أن الظواهري هو صاحب البيعة بالنظر إلى أنه أقرب الشخصيات من بن لادن وأهم رجل يتحدث ويقدم رسائل التنظيم للعالم بعد خفوت صوت بن لادن عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

و لطالما كان الظواهري المطلوب الثاني بعد أسامة بن لادن لدى الولايات المتحدة وأجهزة الاستخبارات في العالم، وبالتبعية سيصبح المطلوب الأول الآن بعد الخلاص من بن لادن، فيما يتوقع مراقبون أن يضفي الظواهري طابعا أكثر دموية على القاعدة كونه أكثر تشددا من بن لادن حسبنا يقول العارفون بخبايا هذا التنظيم.

وظهر الظواهري باستمرار طوال السنوات الماضية عبر أشرطة صوتية للتعبير عن مواقف القاعدة من المستجدات في المنطقة، وكان الظهور الأخير له قبل عدة أسابيع حينما هاجم قوات التحالف في ليبيا وطالب المسلمين بمحاربة هذا الحلف، متهما إياه باحتلال ليبيا، رغم تحريضه السابق على الإطاحة بالعقيد معمر القذافي.

وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية الظواهري أحد قادة جماعة الجهاد المصرية واحدا من ألدّ أعدائها، وقد وضعه مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) في قائمة المطلوبين للاشتباه به في عدة قضايا منها تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998 والمدمرة كول في عدن عام 2000 وتفجيرات مركز التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع الأميركية عام 2001.

ينتمي أيمن الظواهري المولود في 19 يونيو/ حزيران 1951 إلى أسرة مصرية عريقة ميسورة، فجده الشيخ الظواهري أحد شيوخ الجامع الأزهر السابقين، وجده لأمه الدكتور عبد الوهاب عزام شغل مناصب عدة مرموقة، فهو أستاذ الآداب الشرقية وعميد كلية الآداب ورئيس جامعة القاهرة ثم عمل سفيرا لمصر في باكستان والسعودية واليمن، وفي الوقت نفسه كان يعتبر أحد كبار المتصوفين في مصر حتى لقب quot;بالدبلوماسي المتصوفquot;.

أما والد أيمن فهو الدكتور محمد ربيع الظواهري الأستاذ في كلية الطب جامعة عين شمس وأحد أشهر أطباء مصر قبل وفاته عام 1995.

تلقى الظواهري تعليمه الأولي في مدارس مصر الجديدة والمعادي قبل أن يلتحق بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة ويتخرج فيها عام 1974 بتقدير جيد جدا، ثم حصل على درجة الماجستير في الجراحة العامة عام 1978. وفي العام التالي تزوج من إحدى خريجات قسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة القاهرة وأنجب منها أربع بنات وولدا واحدا.

كان عضو في خلية سرية تكونت سنة 1968، وظهر لدى القبض عليه في 23 أكتوبر 1981 أنه وصل إلى درجة أمير التنظيم ومشرفا على التوجيه الفكري والثقافي لحركة الجهاد والجماعة.

وبحلول سنة 1979، انضم الظواهري إلى منظمة الجهاد الإسلامي وانتظم فيها إلى أن أصبح زعيم التنظيم ومن المسؤولين على تجنيد الدماء الجديدة في صفوف التنظيم. وحينما اغتال خالد الإسلامبولي الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، نظمت الحكومة المصرية حملة اعتقالات واسعة وكان الظواهري من ضمن المعتقلين، إلا أن الحكومة المصرية لم تجد للظواهري علاقة بمقتل السادات وأودع الظواهري السجن بتهمة حيازة أسلحة غير مرخصة.

في سنة 1985 أفرج عنه فسافر إلى المملكة العربية السعودية ليعمل في أحد المستشفيات ولكنه لم يستمر في عمله هذا طويلا.

و بعد ذلك سافر إلى باكستان ومنها لأفغانستان حيث التقى أسامة بن لادن وبقي في أفغانستان إلى أوائل التسعينات حيث غادر بعدها إلى السودان ولم يغادر إلى أفغانستان مرة ثانية إلا بعد أن سيطرت طالبان عليها بعد منتصف التسعينات.