رغم أن تفاصيل العملية التي أدت إلى مقتل بن لادن مساء الأحد الماضي لاتزال مجهولة، أكد رئيس حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف - أكبر الأحزاب المعارضة- عضو مجلس الشيوخ الباكستاني راجا ظفر الحق أنه لا يشكّ في الخبر طارحًا علامات استفهام عدة حول توقيت العملية وموقف باكستان منها.


عناصر من الجيش الباكستاني يحرسون المنزل الذي كان يسكنه بن لادن

إسلام آباد: من الغريب أن أربع طائرات أميركية طارت من مطار جلال آباد في ولاية ننكرهار الأفغانية، كما تدعي أميركا، لتصل إلى تخوم باكستان في مدينة أيبت آباد العسكرية، وتنفذ عملية تدوم 40 دقيقة، ثم تعود إلى أفغانستان من دون أن يتعرض لها أحد.

وعندما تنبهت السلطات الباكستانية لما جرى داخل دارها، كانت المروحيات الأميركية تحلق على جبال الشريط القبلي الباكستاني لدخولها الأجواء الأفغانية. وهذا ما أثار جدلاً واسعًا على المستوى الدولي والداخلي.

جرت تلك العملية من دون علم من باكستان، كما أكدت الولايات المتحدة والخارجية الباكستانية؛ بيد أن الولايات المتحدة بررت عدم تصدي باكستان للمروحيات الأميركية، التي حلقت في أجوائها، بدون أي إذن أو اطلاع مسبق، لموافقة باكستان على تلك العملية.

الأمر الأكثر غرابة هو أن باكستان لم تستنكر تلك العملية بعدُ على وجه تدعو إليه سيادة البلاد، في حين بدأ اللؤم يتوالى عليها من قبل القوى الدولية، بسبب تقصيرها في الحرب على الإرهاب والتقاعس في قتل بن لادن. وقد أكدت تقارير نقلتها صحف أميركية أن الولايات المتحدة لم تطلع باكستان عن نواياها حول تلك العملية، مخافة أن تساعد الأخيرة بن لادن في الهروب.

وقد أجرت إيلاف حوارًا مع رئيس حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف - أكبرالأحزاب المعارضة- عضو مجلس الشيوخ راجا ظفر الحق لبحث بعض الأسئلة المشتعلة.

وقال راجا ظفر الحق quot;أنا متأكد أن أسامة بن لادن قتل، لكن التفاصيل عن مقتله لا تزال غامضة. لم يعرف بعد من قتله ومن قام بأي دور. اليوم سمعت بيانًا لسكرتير الخارجية يقول إننا قلنا قبل سنتين أننا نشك في احتمال وجود بن لادن في البيت الذي قتل فيه؛ لكن السؤال ماذا فعلوا بعد ذلك خلال عامين؟ وماذا فعل الأميركيون؟. كان ينبغي أن ينظروا بأنفسهم...quot;.

في إطار الآراء المتضاربة حول علم باكستان بالعملية الأميركية لاغتيال بن لادن من عدمه، والتزام الحكومة الباكستانية الصمت عليها بدلاً من استنكار انتهاك أجوائها من قبل الولايات المتحدة والتجاوز على سيادتها، يقول ظفر الحق quot;إن باكستان فقدت ثقتها بسبب هذه العملية على المستوى الدولي والداخلي. وهذا الانطباع سيتطلب وقتا طويلاً لزواله. كما إن باكستان ستبقى تحت ضغط شديدquot;.

وردًا على السؤال: هل يعني ذلك أن باكستان لن تفعل شيئًا، ولو تكرر ما حدث مستقبلاً؟ أبدى راجا أسفه قائلاً quot;لا أرى أنه قد تتمكن باكستان من فعل أي شيء، خاصة إذا جاء أي أمر من قبل الأميركيين. ومن العبث أن نتوقع من القيادة الحالية أن تقوم بالدفاع عن سيادة الوطن وترابها؛ لأنها لا تقدر على ذلكquot;.

في سياق الأنباء والتكهنات التي تشير إلى أن باكستان كانت باعت أسامة بن لادن من الولايات المتحدة قبل فترة؛ إلا أن الأخيرة اختارت التوقيت المناسب لها لتقوم بعمل التصفية، يشير السناتور إلى أن quot;الأمور لا تزال مغمورة. وهي ستحتاج وقتًا لتتبلور، وتتضح أدوار جميع الأطراف فيهاquot;.

أما بالنسبة إلى موقف حزبه لما جرى، يؤكد راجا ظفر الحق: quot;نرى أنه لم يبق أي تبرير لبقاء الولايات المتحدة في أفغانستان. وما دامت الأوضاع متقلبة في أفغانستان، فلن تتحسن الأوضاع في باكستان. كما يجب على القيادة الباكستانية السياسية والعسكرية مراجعةكل السياسات في هذا الصددquot;.

وعندما تساءلت إيلاف عن ردّ فعل حزبه حول العملية الأميركية في مدينة أيبت آباد، وهي مخالفة وقحة للأعراف والتقاليد الدولية، أفاد ظفر الحق قائلاً: quot;نرى أن ما يجري، نتيجة لتلك الاتفاقيات التي وقّعها مشرف. وينبغي مداولة هذا الأمر ومناقشته. ولم يمض على هذه الحادثة وقتاً طويلاً. وخلال أيام سنوضح موقفناquot;.