المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس - كان مكبّل اليدين

خرج مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان الاحد مكبل اليدين خلف ظهره من مفوضية الشرطة في نيويورك، حيث كان موقوفًا، لنقله الى وجهة غير معروفة.


نيويورك: يمثل دومينيك ستروس-كان الاثنين امام قاض في نيويورك ويعتزم quot;الدفاع عن نفسه بقوةquot; من اتهامات وجهتها اليه عاملة تنظيف في فندق سوفيتيل بمحاولة اغتصابها، ما اثار صدمة في الاوساط السياسية في فرنسا.

وكان ستروس-كان خرج مساء الاحد مكبل اليدين من مفوضية الشرطة في نيويورك حيث كان موقوفا بعد ان اتهمته عاملة تنظيف في فندق سوفيتيل بالاعتداء جنسيا عليها.

وافاد مراسل فرانس برس ان مدير صندوق النقد الدولي خرج من مقر مفوضية الشرطة الواقع في حي هارلم عند قرابة الساعة 23,00 الاحد (3,00 تغ الاثنين).

وصعد بعدها ستروس-كان في سيارة للشرطة حيث جلس على المقعد الخلفي محاطا بشرطيين.

وتظهر صور هذا الرجل البالغ من العمر 62 عاما الذي بدا متعبا، الوضع الصعب الذي يواجهه ستروس-كان منذ توقيفه بعد ظهر السبت على متن رحلة لشركة اير فرانس.

واحدثت هذه الفضيحة زلزالا داخل الطبقة السياسية في فرنسا قبل عام من الاستحقاق الرئاسي الذي كان ستروس-كان الاوفر حظا للفوز به. كما اغرقت صندوق النقد الدولي في حال من الارباك في حين تتولى هذه الهيئة تسوية ازمة الديون في دول اوروبية عدة.

وخرج مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان قرابة الساعة 23:00 الاحد (3:00 تغ الاثنين) مكبّل اليدين خلف ظهره من مفوضية الشرطة في نيويورك، حيث كان موقوفًا، لنقله الى وجهة غير معروفة، فيما يؤكد محاموه انه يعتزم quot;الدفاع عن نفسه بقوةquot; ضد اتهامات الاعتداء الجنسي الموجهة اليه.

وخرج ستروس كان، وهو يبدو متعبًا من مركز الشرطة الواقع في حي هارلم، بعد حوالي ثلاثين ساعة على توقيفه من على متن طائرة تابعة لشركة اير فرانس. وصعد بعدها في سيارة للشرطة، حيث جلس على المقعد الخلفي محاطًا بشرطيين، وفق ما افاد صحافي فرانس برس.

ولم يقل شيئًا للصحافيين المحتشدين منذ مساء اليوم السابق في انتظار خروجه بعدما وجّه اليه القضاء الاميركي تهمة quot;الاعتداء الجنسي ومحاولة الاغتصابquot; بحق موظفة تنظيف في فندق سوفيتيل حيث كان ينزل في نيويورك.

واعلن احد محاميه بنجامين برافمان متوجها للصحافيين امام محكمة جنوب مانهاتن، حيث سيمثل ستروس كان امام قاض، انه quot;يعتزم الدفاع عن نفسه بشدة ضد التهم، وهو ينفي اي سلوك غير لائقquot;.

وارجئ مثول ستروس كان امام القاضي الى صباح الاثنين بعدما كان مقررًا الاحد للسماح للمحققين باجراء تحاليل جديدة، وفق ما قال محامي اخر هو ويليام تايلور. واوضح ان quot;موكلي وافق بملء ارادته على اجراء تحاليل جديدةquot;.وقال للصحافيين ان ستروس كان quot;متعبًا، لكنه في حال جيدةquot;.

واعلن المتحدث باسم شرطة نيويورك جون غريمبل الاحد لفرانس برس ان ستروس كان quot;غادر وحدة الضحايا الخاصةquot; وهي وحدة الشرطة الواقعة في حي هارلم والمكلفة الجرائم الجنسية وquot;سيمثل الاثنين الساعة 10:30quot; (14:30 تغ) امام المحكمة، حيث توجه اليه التهم.

وتابع انه quot;سيعود للقاضيquot; المكلف القضية ان يقرر في ما بعد إن كان من الممكن اطلاق سراحه بكفالة ووفق اي شروط. وافاد المتحدث من جهة اخرى ان شرطة نيويورك حصلت على مذكرة جديدة لتفحص ملابس مدير صندوق النقد بحثًا عن اثار جديدة للحمض الريبي النووي.

وقال انه تم اصدار مذكرة جديدة quot;لملابسهquot;، موضحًا ان اثار الحمض الريبي النووي التي يتم البحث عنها يمكن ان تكون quot;شعرًا او سائلا منوياquot; او غيره. واضاف ان الشرطة تسعى إلى الحصول على تفويض اخر لتفتيشه جسديًا.

وردا على سؤال عما اذا كانت الشرطة تبحث عن اثار اظافر، مثلما افادت وسائل الاعلام الاميركية، قال quot;نعم، هذا ما يجريquot;. وقال المتحدث ان ستروس كان quot;لا يحظى بالحصانة الدبلوماسيةquot;.

وكان غريمبل اشار قبل قليل الى انه تم رصد موقع ستروس كان في مطار كينيدي بعدما اتصل بالفندق لاعطاء تعليمات بشأن هاتفه النقال، الذي نسيه في غرفته، مؤكدًا بذلك معلومات اوردتها صحيفة وول ستريت جورنال.

الصحافة الفرنسية بين الشك والذهول

بين الشك والذهول كانت الصحافة الفرنسية تحت وقع الصدمة الاثنين بعد اعلان نبأ اعتقال رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان بتهمة الاعتداء الجنسي ومحاولة الاغتصاب، وطرحت تساؤلات عن عواقب الفضيحة على الحزب الاشتراكي والانتخابات الرئاسية في 2012.

وكتبت الصحف quot;غير معقول، امر لا يصدق ومستحيلquot; مشيرة الى quot;فخquot; وquot;صاعقةquot; وquot;مكيدةquot; او سيناريو رواية بوليسية او فيلم رديء من الدرجة الثانية او فيلم تشويق اميركي وتساءلت خصوصا عن المستفيدين من هذه الفضيحة.

وقالت quot;لا نوفيل ريبوبليك دو سانتر اويستquot; انه quot;سيناريو مثالي لفيلم رديء من الدرجة الثانيةquot; في حين تساءلت quot;مين ليبرquot; عما اذا وقع ستروس-كان quot;في فخ جدير بافلام التشويق الهوليووديةquot;.

وذكرت quot;ليبراسيونquot; اليسارية ان quot;دومينيك ستروس-كان كان يعلم بانه اخطر عدو لنفسه. خرج ستروس-كان من السباق الانتخابيquot;.

وترى quot;لو فيغاروquot; المحافظة انه من الواضح ان quot;دومينيك ستروس-كان لن يكون الرئيس المقبل للجمهورية الفرنسيةquot;. وقالت quot;اليسار يرى ان السيناريو الذي كشفته استطلاعات الرأي ورجح فوز دومينيك ستروس-كان شبه المؤكد في الانتخابات في ربيع 2012 قد اختفىquot;.

وتساءلت quot;بريس اوسيانquot;، quot;من المستفيد من الفضيحة؟ المستفيد الرئيسي من احتمال ابعاد دومينيك ستروس-كان من السباق الانتخابي يدعى نيكولا ساركوزي. ويرى الرئيس منافسه الرئيسي في موقع حرج والحزب الاشتراكي في مأزق والرأي العام مرغما على التمييز بين مرشح يساري متهم بالاعتداء الجنسي واخر يميني يرجح ان يكون اب اسرة قريبا في اطار الرابط المقدس للزواجquot;.

وترى بعض الصحف مثل quot;لي ديرنيار نوفيل دالزاسquot; ان quot;استبعاد (دومينيك ستروس-كان) ليس امرا سيئا للحزب الاشتراكي ولا جيدا لساركوزي. لا شيء نأسف عليه اذا ما استبعد دومينيك ستروس-كان من مشهد سياسي يتغير باستمرار. هذا الرجل اللامع كان يطرح تهديدا على معسكرهquot;.

اما quot;لا كرواquot; الكاثوليكية فتتحدث على غرار صحف اخرى عن quot;الاذلالquot;. وكتبت quot;اذلال لدومينيك ستروس-كان وذويه اذا تبين انه بريء. واذلال لفرنسا في جميع الاحوال لان صورة بلادنا في الخارج تأثرت لا محالةquot;.

توقيف ستروس كان في نيويورك قد يوقف سباقه الرئاسي في فرنسا

يحتمل ان يؤدي توقيف المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان السبت في نيويورك الى وقف السباق الرئاسي للمرشح الاشتراكي المرجح لدى الفرنسيين في استطلاعات الرأي لمنافسة نيكولا ساركوزي في 2012.

ويتوقع ان يحدث هذا الاتهام الموجّه رسميًا الى المدير العام لصندوق النقد الدولي زوبعة في حملة الانتخابات الرئاسية، أولاً لدى المعسكر الاشتراكي، حيث يبرز دومينيك ستروس-كان في استطلاعات الراي كمرشح مرجح لخوض الانتخابات باسم الحزب الاشتراكي في العام 2012، ثم لدى الطبقة السياسية الفرنسية بكاملها.

وما يزيد من حدة هذه الزوبعة أن استطلاعات الرأي الاخيرة ترجّح فوز دومينيك ستروس-كان في مواجهة الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يتوقع ان يترشح العام المقبل.

وقد تحدثت رئيسة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري اليوم الاحد عن quot;صاعقةquot; بعد اتهام ستروس-كان، وعبّرت عن quot;ذهولهاquot;، داعية حزبها الى البقاء quot;موحداquot;.

واعتبرت رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتشدد في فرنسا مارين لوبن المرشحة الى الانتخابات الرئاسية quot;ان الوقائع المنسوبة الى دومينيك ستروس-كان، ان تبينت صحتها، هي على جانب كبير من الخطورة. وقد فقد مصداقيته تمامًا كمرشح لأعلى منصب في الدولةquot; بعد اتهامه في الولايات المتحدة بالاعتداء الجنسي ومحاولة الاغتصاب.

واضافت quot;ان باريس كلها، باريس الصحافة وباريس السياسة، تضجّ منذ اشهر بشأن العلاقات المرضية (...) التي يقيمها ستروس-كان على ما يبدو مع النساء. كنت انا نفسي ضحية بعض الشيء في مبارزة معه، حيث كان غير لائق في كلامهquot;.

ومنذ زيارته الى باريس في نهاية نيسان/ابريل الماضي، يتعرض ستروس-كان لانتقادات شديدة من قبل قسم من الصحافة لنمط حياته وإرثه العائلي. ويظهر في احدى الصور في سيارة بورش امام منزله الباريسي في بلاس دو فوج، ما اعتبر خطأ اعلاميا quot;طائشًاquot; بحسب المقربين منه، وخطوة خاطئة تمامًا بحسب الغالبية الرئاسية.

وقد قرر الجمعة شنّ هجوم مضاد بإعلانه بصوت أحد محاميه ملاحقات قضائية ضد صحيفة فرانس سوار. ويرى المؤيدون لستروس-كان في هذه الحملة الصحافية يدًا للرئيس ساركوزي.

فبتوقيفه السبت في نيويورك، اصبح وضع دومينيك ستروس-كان معقدًا للغاية. ففي العام 2008 طلب صندوق النقد الدولي اجراء تحقيق بشأنه اثر علاقة عاطفية مع مسؤولة سابقة في دائرة افريقيا في الصندوق بيروسكا ناغي. وقد تمت تبرئته في ذلك الحين، لكن مجلس ادارة صندوق النقد أخذ عليه حينها quot;خطأ خطرًا في التقديرquot;.

وكانت زوجته آن سانكلير الصحافية التلفزيونية المشهورة السابقة اكبر المساندين له بطيّ quot;الصفحةquot; بالنسبة إلى علاقته العابرة.

وبحكم واجب التحفظ، الذي يفرضه منصبه على رأس صندوق النقد الدولي، التزم ستروس-كان الصمت بشأن نواياه حول الترشح الى الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الاشتراكي لخوض الانتخابات الرئاسية، لكن ايًا من اصدقائه لا يشك في انه سيذهب في هذا الاتجاه بعد انعقاد قمة مجموعة الثماني في دوفيل في اواخر ايار/مايو والخطة الجديدة لانقاذ اليونان. لكن هذه القضية تثير الشكوك.

ويستفيد الفريق الرئاسي ايضًا من ضعف موقف ستروس-كان، إذ إن عددًا من مسؤوليه يعتبرون انه المرشح الاكثر خطورة.

حتى ان البعض اسروا في اواخر الاسبوع بانه quot;الرجل الواجب اسقاطهquot;. ووصفوا رئيس الدولة نيكولا ساركوزي بالمنافس، الذي سيتحدى quot;المرجح الكبيرquot; دومينيك ستروس-كان.

ومنذ العام 2008 وعلاقته العاطفية خارج نطاق الزواج يشير اليمين الى ان الجانب الجذاب لدى المدير العام لصندوق النقد الدولي يشكل نقطة ضعفه.

ستروس ينفي التهم الموجهة إليه

نفى المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان الذي اتهم الاحد بالاعتداء الجنسي ومحاولة الاغتصاب في الولايات المتحدة، كل التهم الموجهة اليه وسيدفع ببراءته كما اكد محاميه وليام تايلور لوكالة فرانس برس. واكد المحامي في اتصال هاتفي اجرته معه فرانس برس انه quot;سيدفع ببراءتهquot;.

وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان ذلك يعني انه ينفيكل التهم الموجهة اليه اجاب quot;نعمquot;. لكنه رفض الإدلاء بأي تعليق حول الاجراء.

وتعرفت موظفة التنظيف في فندق سوفيتيل في نيويورك رسميًا الاحد الى مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان في مفوضية الشرطة على انه تعدّى عليها جنسيا في غرفته في الفندق، على ما افاد متحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس.

وردا على سؤال عما اذا كانت الضحية المفترضة تعرفت إلى ستروس كان ضمن مجموعة رجال في مركز الشرطة قال المتحدث quot;هذا صحيحquot;، مؤكدًا بذلك نبأ بثته شبكة فرانس 24.

واضاف المتحدث ان المحققين quot;جمعوا أدلة في غرفةquot; الفندق التي كان ستروس كان ينزل فيها، ولا سيما عناصر تتضمن الحمض الريبي النووي.

وغادرت موظفة الفندق، البالغة من العمر 32 عامًا، مفوضية الشرطة قرابة الساعة 16:45 (20:45 تغ) في شاحنة صغيرة للشرطة، وقد غطّت وجهها لعدم رؤيتها، بعدما طلب شرطي من الصحافيين عدم تصوير quot;الضحيةquot;.