ما من شك في سرعة وفعالية الصحافة الإلكترونية، بالمقارنة مع نظيرتها الورقية. لكن ثمة أصوات تردد أن الإعلام الاجتماعي بفروعه المختلفة مثل فايسبوك وتويتر والمدونات وغيرها سرقت الدور الذي تفردت به الصحافة الإلكترونية. للوقوف على الموضوع، تستطلع إيلاف آراء نخب سعودية.


من هنا كان لا بد أن تستطلع إيلاف آراء نخب مهمة في المجتمع السعودي تزامناً مع العيد العاشر لإيلاف عن هذا الأمر، فإن كان الأمر بالفعل صحيحًا حول سرعة شبكات الإعلام الاجتماعي فأين يكمن الفرق إذن عن الصحافة الإلكترونية؟

يقول وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة: في هذا العام، بدأ التحدي الحقيقي الذي يواجه الإعلام الإلكتروني. في البدء، كانت المنافسة محصورة بين الإعلام الإلكتروني والإعلام التقليدي، وكانت النتيجة ndash; من حيث المبدأ ndash; تميل لصالح الإعلام الإلكتروني بسبب التفاعلية والحيوية وارتفاع هامش الحرية. شبكات التواصل الاجتماعي ndash; في العالم العربي ndash; دخلت كمنافس جدي للإعلام التقليدي والإعلام الإلكتروني، بل أستطيع أن أقول إن الإعلام التقليدي خرج من المنافسة مع الإعلام الإلكتروني ndash; فيما عدا القوة المالية ndash; وأصبحت المنافسة بين جناحي الـ (نيو ميديا).

شبكات التواصل الاجتماعي غيّرت مفهوم الصحافة والصحافي، والإعلام على وجه العموم، أصبح بإمكان المواطن العادي أن يصبح مراسلاً وصحافياً ومصدراً للخبر وليس فقط متلقياً، ووصل الأمر إلى أن أصبح بعض مستخدمي الشبكات الاجتماعية هم من يصنعون الحدث. كيف سيواجه الإعلام الإلكتروني والصحافة الإلكترونية هذا التحدي الجدي والجديد؟ هذا هو السؤال!.

رئيس تحرير عكاظ سابقاً الدكتور سعيد السريحي: إن الإعلام الإلكتروني شكل نقطة تحول في الوعي العربي ويعود ذلك إلى عدد من العوامل من أهمها ما يتميز به من قدرة على التواصل السريع والمباشر مع متلقيه بصرف النظر عن موقعه وثقافته، وهو الدور الذي لم يكن متحققا للإعلام بمفهومه التقليدي سواء كان ورقيا أو إذاعيا أو متلفزًا، إذ تحول المسافات والحدود دون التواصل المباشر مع الإعلام الورقي كما تحول إمكانات البث ودوائر الانتشار وإمكانات المواطن العربي دون تلقي البث الإذاعي والتلفزيوني.

غير أن أهم ما يميز الإعلام الالكتروني أنه إعلام تفاعلي لا يقتصر فيه دور المشارك العربي على التلقي بل يمتد ليصبح صانعا للفكرة وناقلا للمعلومة وعلى أقل تقدير يصبح قادرا على تسجيل رأيه وموقفه وهو الأمر الذي من شأنه أن يشعر المتلقي بدوره في صناعة الحدث وتطويره.

الكاتب السعودي شتيوي الغيثي: برأيي إن الإعلام الإلكتروني يتميز بخاصيتين لا توجدان في غيره وهي (السرعة والمهنية) وهذا ما ينقص الإعلام التقليدي فهو يدور في عالم الأخبار الرسمية أو الأخبار التي فات عليها الزمن، لكن ينافس الإعلام الإلكتروني في ذلك مواقع الشبكات الاجتماعية لكن مشكلتها في مدى مهنيتها أعني أن الخبر يمكن له أن يسبق حتى المواقع الإلكترونية في نشره لكن تبقى نوعية المصداقية فيها مثيرة للشك إلى حد ما بحكم أنها تأتي كأخبار فردية ينقصها التثبت لأن الإعلام الإلكتروني يتميز بانضباطية أكثر.

الكاتب السعودي والناشط في حقوق الإنسان عقل الباهلي: يتميز الإعلام الإلكتروني عن الإعلام التقليدي بالحرية مع أنها نسبية وكذلك سرعة وصول المعلومة ومجانية الوصول لها . ويتميز عن الشبكات الاجتماعية بالمصداقية وإمكانية المساءلة.

الكاتب السعودي عبدالله العلمي: التميز المؤثر هو نشر المعلومة بسرعة لم يسبق لها مثيل. وأكبر دليل هو تفاعل المواطنين والمراسلين على حد سواء مع الأحداث العربية مؤخراً حيث نقلوا الوقائع لحظة بلحظة. أصبح بإمكاننا اليوم متابعة سقوط مدن وتنحي رؤساء حين حدوثها بعد أن كان الانتظار الممل يجثم على صدورنا لحين تلقي الخبر. هذه قفزة نوعية وجذرية مختلفة تماماً عن الإعلام التقليدي. من الواضح أن على الإعلام التقليدي اليوم أن يسارع في اللحاق لتغطية الأحداث.

الكاتب والمدون السعودي أمجد المنيف: لا بد أن نتفق أولاً على أن الإعلام الإلكتروني لم يلغ وجود الإعلام التقليدي؛ بل كان محرضاً لتطوير أدائه، ولا أعتقد أنه سيندثر في الوقت القريب. أما ما يتعلق بالفرق، فهو أن quot;الإلكترونيquot; يبدو أسرع في جلب المعلومة للمتلقي، لكنه (مع الأسف) يفتقد المصداقية أحياناً، وهذا الأمر ينطبق على الدخلاء عليه وليس الاحترافيين، ما يدعو القارئ في الخلط بين الجدي و غير ذلك. الشبكات الاجتماعية تبدو أسرع منهما، ولكن بشكل غير موثوق وغير مرتب، و رغم التسارع بهذه الشبكات إلا أن الكثير ما زال يفتقد إلى احترافية الاستخدام.

الكاتب السعودي ورئيس لجنة رعاية السجناء في جدة الدكتور عبدالله مرعي بن محفوظ: تميز الإعلام الإلكتروني عن التقليدي بأنه أصبح مرتبطًا بتطور التكنولوجيا المرئية والسمعية وأصبح هذا المثلث [الخبر - الصوت -الصورة] في وقت الحدث تقريبا هو التميز عن الإعلام التقليدي ، أما الاميز فهو إمكانية التعليق المباشر وبصورة عفوية دون الحاجة إلى ان تكون متمرسًا إعلاميا أو خبيرًا في الحدث. أما الشبكات الاجتماعية فقد لاحظت التغير الكبير في مطلع عام 2011 حين تحولت من تكوين صداقات والتعبير الشخصي إلى أداء للتجمع الإنساني يبحث فيها الحقوق الإنسانية والمستجدات السياسية والاقتصادية والتي أمكن ربطها بالإعلام الإلكتروني وأصبحا يسيران بخط متوازٍ للامام وبسرعة كبيرة عن الإعلام التقليدي الذي يكاد لا يراه شباب العشرين تماما.

مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية خالد الخيبري: يتميز الإعلام الإلكتروني من حيث التأثيرفي الإعلام التقليدي وعن الشبكات الاجتماعية بالسرعة في نقل الخبر وأوشك أن يضاهي الإعلام المرئي وهو يختلف عن شبكات التواصل الاجتماعي لكونه يدار بواسطة مؤهلين وفق إدارة منظمة له على العكس من قنوات التواصل الاجتماعي التي تدار بواسطة الأفراد وفق توجهاتهم من دون تنظيم ويحركهم الموقف.

الكاتب السعودي عبدالعزيز السويد: اعتبر الشبكات الاجتماعية جزءا من الإعلام الالكتروني أو الإعلام الرقمي أو الجديد، والتميز عن التقليدي يأتي من سرعة البث والتلقي والتفاعل مع مساحة أرحب في حرية النشر.

مدير حملة سكينة لمحاربة الإرهاب في السعودية عبد المنعم المشوح: تُقرر الإحصاءات الحديثة أن 30 % من سكان العالم يستخدمون الإنترنت، ما يعني أن ملياري مُستخدم للانترنت حول العالم يدخلون الشبكة ويتعاطون معها، وتأتي الدول quot;الإسلاميةquot; في المرتبة الأولى تناميا في انتشار الإنترنت واستخدامه في السنوات الأخيرة؛ نظرا لتسهيلات توفر الخدمة.

وهذا يجعل الوجود الإعلامي في عالم الإنترنت أولوية ذات أهمية فكريةوثقافية عالية، خاصّة وأن طبيعة الإنترنت المفتوحة تُشجّع على التعاطي والتفاعل مع طرح مواقع إعلامية تُخاطب الجماهير وتحاول الوصول إلى أكبر عدد منهم والتأثير فيهم.

الكاتب السعودي جمال بنون: في البداية أهنئ صحيفة إيلاف الالكترونية على احتفالها بمرور عشر سنوات على تأسيسها، وهي بصراحة استطاعت أن تضع قدمها في مصاف الصحف الالكترونية الأكثر متابعة واهتمامًا من القراء لما تحتويه من موضوعات وأخبار وسبق وانفراد في الكثير من الموضوعات المطروحة، تهنئة شخصية إلى فريق العمل والقائمين على الصحيفة وأتطلع إلى أن أرى مستقبلا تلفزيون إيلاف الإخباري ومؤتمرات وفعاليات إعلامية تحت مظلة هذا الكيان الإعلامي. إن الإعلام الالكتروني قد قلب الطاولة رأسا على عقب على الإعلام التقليدي، من حيث الملاحقة الخبرية وتقديم المادة الصحافية طازجة من الحدث إلى القارئ مباشرة، وساعد في هذا ان مراسل الصحف الالكترونية ليس مركزيا ولا يحتاج إلى مكتب وجهاز إرسال مادة، بل انه متحرر وبإمكانه تحرير مادته من موقع الحدث مع إمكانية إرسال الصورة والمادة، وفي تلك اللحظة تصل المشاركة إلى كل القراء والمتابعين. فاليوم نحن نعيش توفر أدوات النقل السريع للأخبار بسرعة تقنية الاتصالات، فهذا يعني أننا أمام وسائل متطورة لنقل الأخبار.

وهذا ما جعل وسائل الإعلام تستفيد منها في مواقع الأخبار أو الرسائل النصية، ولا يفصل بين الحدث او الخبر سوى ثوانٍ أو دقائق معدودة، كما أن إمكانية متابعة الحدث من خلال مقاطع الفيديو جعلت بالإمكان متابعة الحدث بتفاصيله من خلال quot;اليويتوبquot; كل هذه الأدوات ساعدت في تفوق الإعلام الالكتروني على التقليدي الذي يحاول أن يستفيد من هذه التقنيات. إلا انه غير قادر. ونحن في العالم العربي لا نزال ننظر إلى الإعلام التقليدي على انه الإعلام الرسمي الناطق باسم الدولة، ويعبر عن توجهاتها ورؤيتها، بينما الإعلام الالكتروني هو منبر حر لنشر الأخبار والموضوعات الساخنة ذات الطابع الجريء في الطرح، هذه المساحة الموجودة في الإعلام الالكتروني هي التي ميزته وأعطته اهتمامًا كبيرًا ومتابعة من قبل القراء، كما أن الكثير من المواقع نتيجة مصداقيتها وقوتها في الطرح تتعرض لإغلاق صفحاتها أو حجبها في كثير من الدول نتيجة ضغوط حكومية ورقابة على الإعلام.

المدير الإقليمي لقناة العربية في السعودية خالد المطرفي: إن الإعلام الإلكتروني أصبح للناس والوصول إليه سهل من خلال وسائل الاتصال المتعددة ، فالآن تشاهد العالم من خلال المحمول في يدك، وأنت في السيارة، في الطائرة، على سرير النوم.

الإعلامي حسن زيتوني: كان لي الشرف أن أكون أول من أجرى أول لقاء مع الأستاذ عثمان العمير عندما أسس مشروع إيلاف قبل عشرة أعوام خلت وسألته آنذاك عن طبيعة هذا المشروع أجابني بما يلي: quot;انه يعمل على انترنت الانترنتquot; عبارة مفاجئة كيف يمكننا انترنت الانترنت كيف يمكننا استخدام الشبكة العنكبوتية بهذا الشكل الأمر بدا غريبا في تلك الفترة غير أن التقدم الذي أحرزته تكنولوجيا المعلومات في العشرية الأخيرة جعل المستحيل ممكنا و مشروع إيلاف كان مشروعا رائدا في عالمنا العربي من حيث الغرض والهدف.

واليوم هناك نماذج مماثلة عديدة لهذا الإعلام الالكتروني أصبحت تلعب دورا كبيرا في نقل المعلومات والأخبار ومواكبة الأحداث والمفارقة الغريبة أن هذا الإعلام الالكتروني بتركيبته المعروفة بالشبكية الاجتماعية أصبح مصدرا لكثير من الأخبار التي تتناولها القنوات الفضائية وأصبح الإعلام الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياة الأفراد ولقيت هذه الشبكات الاجتماعية مثل quot;فيسبوكquot; و يوتيوب وquot;تويترquot; رواجا كبيرا خصوصا في الأوساط الشبابية. ومن حيث التأثير اعتقد أن الشبكات الاجتماعية في طريقها إلى تغيير المعادلة في منافسة الإعلام التقليدي بأشكاله السمعية والمرئية والمقروءة

المذيعة الأردنية عُلا الفارسي: برأيي هو مكمل لتوليفة الإعلام بكل أشكاله المرئي والمسموع والمكتوب لكنه تمكن في الآونة الأخيرة من كسب ثقة المتصفح في ظل الثورة التكنولوجية إذ بات عدد كبير من الأشخاص يفضلون هذه الوسيلة على وسائل أخرى لسرعة إمكانية الوصول إلى الخبر من خلال الهواتف النقالة وغيرها من أدوات إلكترونية ترافق الشخص أينما حل وارتحل، في وقت تجاوز فيه عدد مستخدمي الهواتف المحمولة على مستوى العالم أربعة مليارات مستخدم، وهذا مكمن قوة يميز الإعلام الالكتروني وجعله الأكثر تأثيرا.

إعداد:غادة محمد - أمل اسماعيل - فاطمة العوفي