ألقي القبض منتصف الشهر الجاري على كاهن من الكنيسة الكاثوليكية بتهم تتعلق التحرش الجنسي بالأطفال والمخدرات ليضاف إلى جملة فضائح الكنيسة.

البابا بنديكتوس السادس عشر

القاهرة: في فضيحة جديدة من فضائح الاعتداء والتحرش الجنسي بحق الأطفال والمرتكبة من قِبل بعض قساوسة الكنيسة الكاثوليكية، في أكثر من بلد، ألقي القبض في الثالث عشر من الشهر الجاري على الأب ريكاردو سيبيا، 51 عاماً، كاهن الرعية في قرية ساستري بونينتي قرب جنوى، بتهمة استغلال الأطفال جنسياً وتهم تتعلق بالمخدرات.

اللافت في الأمر أن الأب سيبيا كان يعمل مع البابا بنديكتوس السادس عشر حول رزمة من الإصلاحات للرد على الفضائح السابق للكهنة الشواذ جنسياً. وقال محققون إنهم توصلوا، من خلال محادثات عبر الهواتف المحمولة تم التنصت عليها، إلى أن سيبيا طلب من تاجر مخدرات مغربي أن يرتب له مقابلات جنسية مع فتيان شباب وضعاف.

وأوردت اليوم مجلة quot;التايمquot; الأميركية في هذا السياق جزءً مما قاله سيبيا خلال محادثاته مع تاجر المخدرات المغربي، حيث قال له نصاً :quot; لا أريد فتيان يبلغون من العمر 16 عاماً، وإنما أريد من أهم أصغر سناً، لا سيما إن كانوا يبلغون من العمر 14 عاماً. ولك أن تبحث عن الصبية المحتاجين الذين يعانون من مشاكل أسريةquot;.

ولفتت المجلة الأميركية في نفس الإطار إلى أن مطران جنوى، أنجيلو باغناسكو، وهو رئيس مؤتمر الأساقفة الايطاليين، كان يعمل مع بنديكتوس لوضع سياسة صارمة جديدة في جميع أنحاء العالم، تم الكشف عنها هذا الأسبوع، بشأن الطريقة التي يجب أن يتعامل من خلالها الأساقفة مع الاتهامات المتعلقة باعتداءات الكهنة الجنسية.

وقال باغناسكو إنه عندما التقى البابا في عطلة نهاية هذا الأسبوع، طلب الحصول على نعمة خاصة لأبرشيته في ضوء الجرائم المزعومة، مضيفاً أنه مثل أي أب تجاه ابنه، شعر بألم عميق لمشاهدته عدم إخلاص أحد الكهنة لمهنته. هذا وقد أثنى المتحدث باسم الفاتيكان، الأب فيديريكو لومباردي، على الطريقة التي تعامل من خلالها باغناسكو مع قضية ساستري بونينتي. وقام الكاردينال يوم الرابع عشر من الشهر الجاري بزيارة كنيسة سانتو سبيريت، التي كان يعمل بها سيبيا ككاهن للرعية.

وبحسب ما ذكره المحققون، فإن سيبيا أخبر أحد أصدقائه ndash; الذي يخضع حالياً للتحقيق ndash; أن مراكز التسوق في المدينة هي أفضل الأماكن لإغراء القصر. وتبين من خلال محادثات هاتفية تم التنصت عليها، أن الاثنين تجاوزا بحق المولى ( عز وجل ). ووُجِّهَت لسيبيا اتهامات بمحاولته تقبيل ولمس صبي قاصر يعمل في مذبح الكنيسة وكذلك تبادله الكوكايين نظير القيام بجماع جنسي مع صبية تزيد أعمارهم عن الـ 18 عاماً.

وفي المقابل، قالت المجلة إنه من المتوقع أن يقوم محاميو سيبيا بالتأكيد على أن تلك المحادثات ndash; التي تم التنصت عليها منذ العشرين من شهر تشرين أول / أكتوبر الماضي ndash; كانت مجرد كلمات وألعاب جنسية يمارسها الأشخاص البالغون. وخلال استجوابه بصورة رسمية في السادس عشر من الشهر الجاري أمام قاضي التحقيق في جنوى، آثر سيبيا ألا يرد. وقرر القاضي احتجازه في السجن، لتجنب خطر الانتكاس أو العبث بالأدلة. وقال وكيل الدفاع، باولو بوناني، إن الدفاع يريد تقييم جميع التهم، محتفظاً بحق الرد على المدعي العام، ستيفانو بوبو، خلال الأيام القادمة.

وعند سؤاله من قِبل المحققين، أكد الصبي الذي يعمل في المذبح مراراً وتكراراً أنه تعرض بالفعل لمحاولة التقبيل من جانب سيبيا. وسيتم التحقيق قريباً مع صبي قاصر آخر، قال المحققون إنه كان يتعرض للمطاردة بالرسائل والدعوات الملحة. وأشارت المجلة كذلك إلى أن أطباء نفسيين يساعدون ضباط الشرطة في الحصول على شهادات من الضحايا المزعومين، الخجولين من التحدث والاعتراف بما حدث لهم. كما اتضح ndash; من خلال المحادثات الهاتفية ndash; أن تاجر المخدرات المغربي اتصل بالصبية وأعطى أرقام هواتفهم إلى الكاهن، الذي كان يمنحهم كوكايين أو 50 يورو، في كل مرة كان يجامعهم جنسياً. ويقوم المحققون أيضاً الآن بفحص ثلاثة حواسيب مصادرة: بعد أن تردد أن الكاهن كان يبحث عن شركاء عبر خدمة الدردشة كذلك.
في غضون ذلك، نُشِرت يوم الأربعاء الماضي دراسة شاملة تغطي 60 سنة من المزاعم المتعلقة بالانتهاكات الجنسية ضد الكنيسة الكاثوليكية الأميركية، ولم تحدد أي سبب واضح للأزمة، واقترحت تغييرات من شأنها أن تتطلب إصلاحات جذرية لسلمها الوظيفي.

وأنجز هذا التقرير المكون من 300 ورقة على مدار خمسة أعوام باحثون في كلية quot;جون جاي للعدالة الجنائيةquot; في نيويورك. وقد جاءت تلك الدراسة في وقت مازالت تعصف فيه فضائح الانتهاكات الجنسية للكهنة بالكنيسة الكاثوليكية، في أوروبا والولايات المتحدة، على حد سواء، والتي كان آخرها تلك التي وقعت في مدينة فيلادلفيا. وجاءت نتائج الدراسة لتقوض بعض من الحجج المفضلة للنقاد وتصور قيادة الكنيسة أنها أكثر تركيزاً على حماية المسيئين عن تقديم يد العون للضحايا.
ولم يتمكن الباحثون في حقيقة الأمر من تحديد أي سمات شخصية يمكنها أن تشكل لمحة عن أحد الكهنة المسيئين بعد دراسة بيانات اختبارات الذكاء والاختبارات النفسية، وكذلك التاريخ
الخاص بالنشاط الجنسي والتنموي للكهنة المتجاوزين. وبالنسبة للفرص، قرر الباحثون أن الكهنة لم يكونوا ينتقون ضحايا ذكور أو حتى ضحايا شباب. وخلصت الدراسة أيضاً إلى أن الكنيسة اتخذت بالفعل خطوات أدت إلى حدوث انخفاض حاد في قضايا الانتهاك الجنسي على مدار العقود القليلة الماضية. وتركزت التوصية النهائية للدراسة على وضع سياسات موحدة لتشجيع الشفافية والمساءلة.