وقع المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني بدار الرئاسة على المبادرة الخليجية، فيما أكد الرئيس علي عبد الله صالح ضرورة حضور المعارضة لتوقيعه على المبادرة.

سلطان عبدالله، وكالات: أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اليوم الأحد أنه لن يوقع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة في بلاده الا بحضور المعارضة اليمنية مراسم التوقيع في القصر الجمهوري. واتهم صالح في خطاب بثه التلفزيون اليمني أحزاب اللقاء المشترك بالتوقيع على المبادرة في الغرف المغلقة حتى تتنصل منها، مجددا مطالبته احزاب المعارضة بالحضور الى القصر الجمهوري للتوقيع على الاتفاقية، مشيرا الى أن حضور المعارضة للقصر الجمهوري يعني قبولها التام بالاتفاق.
واعتبر أن حضور المعارضة سيقرر طبيعة التعامل في المرحلة القادمة التي تشمل تشكيل حكومة انتقالية ستؤدي القسم أمامه وليس quot;عبر التلفونquot;.
وقال: quot;ان على أحزاب المعارضة ان تتحمل مسؤولية سفك الدماء واندلاع حرب اهلية اذا حدث ذلك في اليمنquot;. واشاد صالح بجهود الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ودول الخليج الرامية لانهاء الازمة السياسية في بلاده.
وكان المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وقع اليوم الأحد بدار الرئاسة على المبادرة الخليجية، فيما أكد الرئيس صالح ضرورة حضور المعارضة لتوقيعه على المبادرة.
حيث وقعها عن المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي كل من النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام الدكتور عبد الكريم الإرياني والأمناء المساعدين للمؤتمر الشعبي صادق أمين أبو رأس والدكتور أحمد عبيد بن دغر والدكتورة أمة الرزاق علي حمد ورئيس مجلس التحالف الوطني الدكتور قاسم سلام.
وكانت مصادر خليجية موثوقة أكدت اليوم لـquot; إيلافquot; أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعلنون في ختام اجتماعهم الاستثنائي مساء اليوم الأحد في الرياض انسحاب دولهم من الجهود المبذولة لحل الأزمة اليمنية وبالتالي سحب المبادرة الخليجية بهذا الشأن في حال مماطلة أطراف النزاع التوقيع على المبادرة.
وسيكون الاجتماع الذي يبدأ أعماله السابعة مساء برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني.
وتردد بعد ظهر اليوم أن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن إمتنع اليوم الأحد عن توقيع المبادرة الخليجية التي تدعوا الرئيس علي عبد الله صالح الى التخلي عن السلطة متذرعا بقيام عشرات الآلاف من مناصريه بمحاصرة كلية الشرطة التي كان صالح يعقد اجتماعا حزبيا فيها.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية للحزب الحاكم طارق الشامي quot;لا زلنا محاصرين بمقر كلية الشرطة ولم نتمكن من الخروج بسبب قيام عشرات الآلاف من مناصري الرئيس ومنعه من التوقيع على المبادرة لمطالبتهم بمعرفة بنود الاتفاقية وكيفية تنفيذهاquot; .
وردا على سؤال حول رفض المعارضة اليمنية quot;اللقاء المشتركquot; الحضور إلى القصر الجمهوري لتوقيع المبادرة بعدما كانت وقعتها منفردة أمس السبت قال الشامي quot;لا يمكن التوقيع عليها إلا بحضور الأطراف المعنية ولا يصح ان ننجز اتفاقية بين أطراف العمل السياسي عبر المراسلةquot;.
وهدد الشامي بالعودة إلى الشعب في حال رفضت المعارضة التوقيع على الاتفاقية التي قال أنها يجب أن توقع بحضور جميع الأطراف وممثلين عن للولايات المتحدة والاتحاد الأوربي ودول أخرى.
وقال شهود أن عشرات المناصرين لصالح قطعوا معظم الطرق الرئيسية المؤدية إلى القصر الجمهوري وحتى الطرق السريعة المؤدية إلى العاصمة صنعاء من جميع الجهات .
وكان الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان قال في وقت سابق quot; إن المعارضة اليمنية ترفض التوقيع على اتفاق نقل السلطة في القصر الجمهوري ، كما اشترط حزب المؤتمر الشعبي الحاكمquot;.
وتنص المبادرة الخليجية على تشكيل حكومة برئاسة المعارضة بالمناصفة بين الطرفين ومرحلة انتقالية لمدة ثلاثة أسابيع تؤدي الى تقديم صالح استقالته إلى مجلس النواب ونقل صلاحياته إلى نائبه
يشار إلى أن قطر أعلنت انسحابها من المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، في وقت سابق بسبب المماطلة والتأخير في التوقيع عليها، واستمرار المواجهات التي تتنافى مع المبادرة.
فقد أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أجرى اتصالا هاتفيا مساء الثالث عشر من الشهر الجاري مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، وأبلغه بقرار قطر الانسحاب من المبادرة الخليجية.
وأوضح المصدر أنquot;الدوحة اتخذت هذا القرار مضطرة بسبب المماطلة والتأخير بالتوقيع على الاتفاق المقترح في المبادرة، مع استمرار حالة التصعيد وحدة المواجهات، بما يتنافى مع روح المبادرة الهادفة إلى حل الأزمة في اليمن في أسرع وقت، بما يحقق طموحات الشعب اليمني الشقيق ويحفظ الأمن والاستقرار فيهquot;.
ووصل إلى صنعاء مساء أمس السبت أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج عبد اللطيف الزياني في مسعى لتوقيع الرئيس علي عبد الله صالح والمعارضة quot;اللقاء المشتركquot; انتقال السلطة إلى نائبه والتي اقترحتها دول المجلس .
ولم يدل الزياني بأي تصريحات لدى وصوله صنعاء والوفد المرافق.
وأوضحت الأمانة العامة لمجلس التعاون في بيان صحافي أصدرته أن زيارة الزياني إلى صنعاء تأتي بناء على دعوة من الحكومة اليمنية لاستكمال الإجراءات المتعلقة بالتوقيع على الاتفاق الخاص بتسوية الأزمة في اليمن.
وأقر اجتماع برئاسة الرئيس علي عبد الله صالح مساء السبت أن تجري مراسم التوقيع على اتفاقية المبادرة الخليجية المقدمة من وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في القاعة الكبرى بالقصر الجمهوري اليوم الأحد .
وقال بيان صادر عن الاجتماع بثه التلفزيون اليمني quot;بأن الاجتماع اقر ان يتم التوقيع بحضور كافة الأطراف السياسية المعنية بالتوقيع المؤتمر الشعبي العام وحلفائه أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وأحزاب اللقاء المشترك وشركائه.
إخلاء دبلوماسيين محاصرين
افاد شهود انه تم مساء الاحد اجلاء الوسيط الخليجي للازمة اليمنية ودبلوماسيين غربيين بينهم سفير الولايات المتحدة في صنعاء بواسطة مروحيتين بعدما حاصرهم مئات من المسلحين الموالين للنظام اليمني في مبنى سفارة الامارات.
الا ان مصدرا دبلوماسيا خليجيا اكد لوكالة فرانس برس ان سفراء بريطانيا والاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي لا يزالون محاصرين في مبنى السفارة الاماراتية.
وذكر المصدر ان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وسفير الولايات المتحدة هما فقط من تم اجلاؤهما بواسطة المروحيات الى القصر الجمهوري.
وشارك المبعوثان في القصر الجمهوري في مراسم توقيع مسؤولي الحزب الحاكم، من دون صالح، على المبادرة الخليجية.
وانتقل الزياني بعد ذلك بواسطة مروحية الى مطار صنعاء حيث انطلق الى الرياض للمشاركة في اجتماع يعقده وزراء خارجية مجلس التعاون حول الازمة في اليمن.
قيادة الجيش اليمني تؤيد إجراءات القيادة السياسية للخروج من الأزمة
وفي سياق آخر، أكدت قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية تأييدها للقيادة السياسية فيما تتخذه من إجراءات للخروج من الأزمة الراهنة وما يجنب اليمن الانزلاق إلى ما وصفته بـquot;الفوضى والتخريب والدمارquot;.
جاء ذلك خلال اجتماع موسع لقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة برئاسة اللواء الركن محمد ناصر أحمد وزير الدفاع وبحضور اللواء الركن أحمد علي الأشول رئيس هيئة الأركان العامة، حيث ناقش الاجتماع عددا من القضايا المرتبطة بجوانب البناء العسكري والجاهزية القتالية والفنية لوحدات القوات المسلحة.
وأكد الاجتماع على أهمية تعزيز وحدة وتماسك القوات المسلحة والأمن كمؤسسة وطنية رائدة تتجسد في صفوفها أروع صور الوحدة الوطنية للشعب وكذلك الحفاظ على الممتلكات العامة ومضاعفة الجهود في مجالات التأهيل والتدريب والإعداد القتالي بما يمكنها من أداء واجباتها الوطنية والدستورية بكفاءة واقتدار عاليين. ووقف المجتمعون أمام التطورات الراهنة في الساحة اليمنية ومايمر به اليمن من أزمة تستهدف الأمن والاستقرار والجهود المبذولة للخروج من هذه الأزمة بما يضمن الحفاظ على وحدة الوطن وأمنه واستقراره.