لم يؤكّد مصدر عسكري مأذون ثبوت تهمة الموقوف الأمين العام لـ quot;المجلس الإسلامي العربيquot; رجل الدين اللبناني محمد علي الحسيني مع إسرائيل، لكون الأخير لم يقرّ بها بعد، إلا أنّ المصدر يوضح لـ quot;إيلافquot; أنّ المعطيات التي تجمّعت في ملفه يمكن البناء عليها للتوسع في التحقيق.


الأمين العام لـ quot;المجلس الإسلامي العربيquot; محمد علي الحسيني

إبراهيم عوض من بيروت: تابعت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تحقيقاتها اليوم الثلاثاء مع الأمين العام لـ quot;المجلس الإسلامي العربيquot; رجل الدين اللبناني محمد علي الحسيني الذي أوقفته أول من أمس في مكان سكنه في مجمع الرز في مدينة صور في جنوب لبنان، للاشتباه في تعامله مع الاستخبارات الإسرائيلية.

فيما لم يؤكد مصدر عسكري مأذون ثبوت التهمة المذكورة على الموقوف لكون الأخير لم يقرّ بها بعد، إلا أنه يوضح لـ quot;إيلافquot; أن المعلومات والمعطيات التي تجمعت في ملفه يمكن البناء عليها للتوسع في التحقيق، وهذا ما حمل مديرية المخابرات في الجيش على اتخاذ قرارها بتوقيف quot;رجل دينquot; مع إدراكها بحساسية الموقع الذي يشغله ووضعه داخل أبناء طائفته.

هذا وعلمت quot;إيلافquot; أن التحقيقات الأولية مع العلامة محمد علي الحسيني أظهرت حيازته كميات ضخمة من المال، وقيامه بعدد كبير من الأسفار خارج البلاد، خصوصاً إلى أميركا وأوروبا، لدرجة يمكن معها القول إنه كان يقيم في الخارج أكثر من إقامته في لبنان، وفي مدينة صور حيث يقطن، علماً أن حركة السفر النشطة هذه، قد تكون طبيعية أو متعمدة بهدف التضليل والحؤول دون معرفة ما إذا كان القصد من بعضها الاجتماع مع الجانب الإسرائيلي.

رئيس المجلس الإسلامي العربي متّهم بالتعامل مع إسرائيل

وذكرت المعلومات أن قضية محمد علي الحسيني ليست وليدة الساعة، بل تعود إلى عام مضى، عندما اكتشف فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي حركة اتصالات هاتفية مشبوهة كان يقوم بها مع جهات عرف عنها الانتماء إلى إسرائيل من خلال استخدامها أرقام هواتف أمنية معينة.

وقد عمد الفرع المذكور حينذاك إلى إعلام كل من مخابرات الجيش وجهاز أمن المقاومة التابع لحزب الله بأمر المشتبه فيه، الذي وقع تحت المراقبة من قبل الأجهزة الثلاثة، حتى تم توقيفه على يد مخابرات الجيش أول من أمس.

وذكر في هذا الإطار أن مبادرة فرع المعلومات إلى إشراك جهاز أمن المقاومة في التحريات عن الحسيني نابعة من معرفتها بحساسية هذه القضية لكونها تتعلق برجل دين، وقد تردد أن الجهاز المذكور قام بما يلزم، وتوصل إلى أدلة أطلع مخابرات الجيش عليها، وهذا ما حمل الأخيرة إلى توقيفه وإخضاعه للتحقيقات اللازمة.

وفي نظرة إلى سيرة محمد علي الحسيني، تبين أنه غير معروف في محيطه بالقدر الكافي، رغم انتهاجه سياسة معارضة لحزب الله وإيران وسوريا، ومجاهرته بذلك، والإعلان عن تأسيسه quot;المجلس الإسلامي العربيquot;، الذي تسلم أمانته العامة، وقيامه بتوزيع شرائط تظهر مجموعات صغيرة جداً من المقاتلين تحت اسم quot;المقاومة الاسلامية العربيةquot; يقومون بعمليات تدريب ومناورة سميت إحداها بـ quot;يوم القيامةquot;، مدّعياً أن مجموع هذه القوات بلغ 1500 مقاتل، الأمر الذي نفاه مرجع أمني متابع لهذا الملف، مشيراً الى أن التدقيق في هذه الشرائط أظهر أنها مفبركة.