لندن: شهدت ساحة التحرير بوسط بغداد اليوم تظاهرات احتجاج جديدة تحت شعار quot;جمعة الوعد الكاذبquot; للمطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد واطلاق المعتقلين حيث اعتقلت السلطات اربعة من ناشطي هذه الاحتجاجات التي بدأت في 25 شباط الماضي.

وابلغ احد منظمي الاحتجاجات quot;ايلافquot; في اتصال هاتفي من بغداد ان السلطات العراقية قد اغلقت الطرق المؤدية الى ساحة التحرير واعاقت وصول الكثيرين اليها. واكد ان الاجهزة الامنية اعتقلت اربعة من الناشطين الذين تحركوا اليوم في quot;جمعة الوعد الكاذبquot; تحت مظلة quot;هيئة تنسيق الحراك الشعبيquot; التي تشكلت مؤخرا وتضم 20 منظمة ناشطة. واشار الى ان المعتقلين هم: مؤيد فيصل وجهاد جميل واحمد علاء البغدادي وعلي عبد الخالق الجاف.

واضاف ان المحتجين رفعوا شعارات تنادي بالقضاء على الفساد والبطالة وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين واطلاق سراح المعتقلين الابرياء ورحيل القوات الاميركية عن البلاد وعدم التمديد لبقائها بعد الموعد المحدد لمغادرتها في نهاية العام الحالي كما نددوا ببناء الكويت لميناء مبارك الذي يقول العراق انه سيقضي على الدور الاقتصادي لموانئه الجنوبية.

وجرت تظاهرات اليوم للمرة الاولى باشراف هيئة تنسيق الحراك الشعبي التي اعلن عن تشكيلها الاسبوع الماضي من اجل التحضير لما اسموها بالانتفاضة الثانية وذلك في جمعة quot;القرار والرحيلquot; يوم العاشر من الشهر المقبل بعد ثلاثة ايام من انتهاء مهلة المائة يوم التي اعلنها المالكي ووعد بها الشعب العراقي لانجاز الاصلاح المنشود quot;لكنه فشل في تحقيق مطالبه المشروعة في الامن والخدمات والقضاء على الفسادquot; كما قال احدهم.

واضاف ان مكتب القائد العام للقوات المسلحة قد كلّف اللواء قاسم عطا الناطق بأسم قيادة عمليات بغداد وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية أعداد قائمة بأسماء الصحافيين والناشطين الذين ينظمون التظاهرات التي تشهدها بغداد وباقي المدن العراقية منذ الخامس والعشرين من شباط (فبراير) الماضي والتي اطلق عليها الانتفاضة الاولى.

وتضم هذه القائمة حوالي 250 صحافيا وناشطا سيجرى التعامل معهم أمنياً أما بالقاء القبض عليهم مثلما حدث لرئيس حركة 15 شباط الناشط حسن جمعة أو تهديدهم بالاعتداء عليهم كما واجه كمال جبار عضو حركة كفى تحسبا ليوم جمعة القرار والرحيل وذلك من اجل الحيلولة دون انتشار تظاهرات الاحتجاج في عموم محافظات البلاد مثلما حدث في جمعة الغضب العراقي في شباط الماضي.

واضاف الناشط ان تكريس الطائفية في إدارة البلاد والأجهزة الأمنية وتفشي الفساد وإنعدام الامن والخدمات يدفع العراقيين الى المطالبة برحيل الحكومة الحالية وسحب الثقة عنها في التظاهرات الاحتجاجية التي يجري التحضير والاستعداد لها عبر ندوات واجتماعات تقيمها حركات شبابية في عدد من مدن العراق.

كما سيتم خلال الايام اقليلة المقبلة تنظيم اجتماع موسع لهذه الحركات للتدوال والتنسيق وتوحيد الخطاب والمطالب والدعوة للمشاركة الواسعة في احتجاجات quot;جمعة القرار والرحيل quot; في ساحة التحرير ببغداد وساحات مدن العراق كافة والتي سيصاحبها تنظيم اعتصامات مفتوحة تطالب مجلس النواب بسحب الثقة عن حكومة المالكي وتكليف غيره بتشكيل حكومة جديدة من الكفاءات والتكنوقراط.

وكان المالكي قد حدد في السابع والعشرين من شباط الماضي بعد يومين من الاحتجاجات التي عمت مدن العراق مدة مائة يوم للوزارات والمؤسسات الحكومية لتحسين أدائها وتطوير الخدمات في البلاد.

ولوح المالكي بالمطالبة بإقالة الحكومة في حال عجزها عن تحقيق المشاريع بعد مهلة المائة يوم مؤكدا أن المهلة تشمل مجلس النواب أيضا موضحا أن رئيس الوزراء من حقه المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة. كما هدد رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي هدد عقب تلك التظاهرات التي شهدتها البلاد بسحب الثقة من الحكومة الحالية وإسقاطها ما لم تلب مطالب المواطنين، فضلاً عن سحب الثقة من كل وزير لا يستطيع تنفيذ نسبة 75% من البرامج الموضوعة لوزارته.

وتشهد محافظات العراق منذ 25 شباط (فبراير) الماضي تظاهرات أحتجاج تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة وتوفير الخدمات العامة ينظمها ناشطون وشباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت.