يعتبر عبد ربه منصور هادي، الذي تولى مهام رئيس الجمهورية اليمنية، أحد الأسماء التي تضمنتها مبادرة الخليج لحلّ الأزمة اليمنية، حيث أشارت في بند لها إلى توكيل مهام الرئاسة بعد شهر إلى نائب رئيس الجمهورية، الذي نجا من قتل وشيك بعد الهجوم الذي تضرر منه علي صالح.

الرياض: كان نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي تربع على كرسي الرئاسة بعد مغادرة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح في وقت متأخر من مساء السبت إلى الرياض، كان أحد المصابين الذين نقلوا إلى المستشفى للعلاج، وهو في حالة صحية حرجة.

إلا أنهعاد وكأن شيئًا لم يكن، فالأمر عصيب والضحية وطن، وكل شيء يتشتت في حضرة الكرسي، الكرسي، الذي تربّع عليه صالح لزمن يربو على اثنين وثلاثين عامًا، من دون أن يمسّه أحد، رغم تداعيات الاهتزازات من شمال الدولة المهزوز، وجنوبها الساعي إلى الانفصال والعودة إلى سابق العهد.

الانتقال إلى نائب رئيس الجمهورية، الذي يكفله الدستور، كان هو أحد أهم بنود المبادرة الخليجية المعلقة والمعدلة خمس مرات، إذ إن انتقال السلطة في غضون شهر، وتسليم الرئاسة إلى نائب الرئيس عبد ربه هادي كان أبرز ما تحويه، إضافة إلى منح علي عبدالله صالح حصانة من الملاحقة القضائية، والخروج الآمن من السلطة.

هذه البنود يبدو أنها لم تضل الطريق، بل جاءت بمساهمة قذائف سقطت على مسجد النهدين في محيط القصر الرئاسي، عجلت من خروج صالح، وهو الخروج الذي يهلل له المحتجون في اليمن كثيرًا. معتبرين أنهأولى الخطوات نحو أهداف الثورة التي ينادي بها أطراف اللقاء المشترك، مع تأييد فاتر من قبائل الجمهورية.

عبد ربه الخارج من مسجد النهدين محمولاً، يُحمل هذه المرة على كرسي الرئاسة، بفعل ظروف يجهل الجميع المتسبب فيها، رغم تأكيد من صالح، الذي يتلقى العلاج حاليًا في المستشفى العسكري في الرياض أن جماعة الأحمر هي الفاعل، مع نفي الأخيرة ذلك.

نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي

ويعتبر عبد ربه المختصر اسمه، والمحول من أساسه عبدالرحمن منصور هادي، أحد أهم أركان الجيش اليمني، حيث تدرج بصورة سريعة وكبيرة في وظائف ومراتب عسكرية عليا، أتقن فيها العديد من المهمات والدورات العسكرية والقتالية، منها تدربه في روسيا الاتحادية على القتال عبر الدبابات والآليات والمدرعات العسكرية.

في عام 1972 انتقل إلى محور quot;الضالعquot;، وعُيّن نائباً ثم قائداً لمحور quot;كرشquot;، وكان عضو لجنة وقف إطلاق النار، ورئيس اللجنة العسكرية في المباحثات الثنائية التالية للحرب مع الشمال، ثم استقر في مدينة عدن مديراً لإدارة التدريب في الجيش.

وفي عام 1983، رُقّي إلى درجة نائب لرئيس الأركان لشؤون الإمداد والإدارة معنياً بالتنظيم وبناء الإدارة في الجيش، وكان رئيس لجنة التفاوض في صفقات التسليح مع الجانب السوفيتي، وتكوين الألوية العسكرية الحديثة.

أما في عام 1994 فعيّن نائبًا لرئيس الجمهورية، وتدرج في رتب عسكرية حتى وصل إلى رتبة فريق في العام 1997، نال نوط الأركان والقيادة من روسيا بعد تأليفه كتاب quot;الدفاع في المناطق الجبلية في إستراتيجية الحربquot;.