صنعاء: حين أُعلن نبأ رحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى العربية السعودية للعلاج ترددت اصداء الفرحة التي لاقاها النبأ في سائر انحاء العاصمة صنعاء، وتعالت الهتافات بين آلاف المحتشدين في ساحة التغيير ابتهاجا برحيله.

ورغم رحيل صالح في النهاية إثر هجوم على المجمع الرئاسي فان الذين اصبحت ساحة التغيير بيتهم كانوا سعداء برضوخ الرئيس اليمني اخيرا لمطلبهم بعد كل ما تعرضوا له من اعمال عنف على امتداد اربعة اشهر في اطول حركات الاحتجاج زمنا في الربيع العربي.

ولكن مراقبين يتساءلون عما إذا كانت فرحتهم سابقة الأوان مشيرين الى ان حواجز الجيش ما زالت في المدينة، والأشد خطرا ان افراد قوى الأمن المركزي التي ظلت موالية للرئيس صالح بقيادة ابن اخيه يحيى عبد الله صالح ما زالت تجوب الشوارع وتفتش السيارات، وبخلاف عمه فان يحيى لم يغادر صنعاء ولا نجله الأكبر احمد قائد الحرس الجمهوري غادرها.

ويبدو ان وجود وحدات ما زالت موالية للرئيس اقنع بعض قادة المعارضة بأن الاحتفالات ربما كانت قبل الأوان.

وقال الناشط اليمني عادل السريبي ان لا احد متأكد من شيء حتى الآن، ولعل السريبي محق في شكوكه إزاء تشديد مسؤولين يمنيين على ان زيارة صالح للرياض مؤقتة وسيعود عندما تتيح له صحته ان يستأنف مهام عمله.

وقال مسؤول يمني طلب عدم ذكر اسمه لمجلة تايم quot;ان الرئيس سيعود الى صنعاء بعد تماثله للشفاء وليس هناك شك في ذلكquot;.

وفي غمرة الاحتفالات برحيل صالح أبدى محتجون حذرهم، وقال الكاتب والناشط إبراهيم المثنى ان الغموض يكتنف الوضع quot;ولا نعرف ما الذي يدور في رأس صالح. فهو قد لا يعود ونحن بالتأكيد نأمل بألا يعود. ولكن الحقيقة انه قد يعود في اي لحظةquot; مشيرا الى ان ذلك يعتمد على وضعه الصحي. ولكن محتجين آخرين ظلوا يتحدثون بلغة تحدٍ، وقال محمد القاضي الذي جاء من اطراف صنعاء ان المحتجين لن يسمحوا لصالح بالعودة وسيحتلون المطار قبل ان تطأ قدماه ارض اليمن من جديد.

واشار القاضي الى جندي يحتفل مع المحتجين الذين أُرسل لحمايتهم قائلا ان الفرقة المدرعة الأولى التي انشقت عن النظام معهم.

ولكن قائد الفرقة اللواء علي محسن الأحمر لم يأمر رجاله بالتقدم على مواقع القوات الموالية للنظام منذ اتخذ جانب المعارضة.

ولم يغادر جنود الفرقة مواقعهم حتى عندما تعرضت تظاهرة المحتجين الى نيران مسلحين بملابس مدنية على بعد مسافة قريبة خارج ساحة التغيير.

في غضون ذلك حلت مجاهيل الليل محل احتفالات النهار ومعها خرق ثاني هدنة توصل اليها الفرقاء بجهود سعودية في اقل من 24 ساعة.

واستأنفت القوات الموالية بقيادة نجل صالح وابن اخيه قصف مواقع القبائل المعارضة في صنعاء يوم الأحد، ولليوم الثاني عشر نامت صنعاء على صوت القصف.