كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن قصص غريبة يكون الجن طرفا فيها، ويقوم بأفعال تجاه الإنسان، يرى كثير من أهل العلم أنه يعجز عن فعلها في واقع الحال، لكن بعض "الرقاة" لهم آراء مختلفة، ويقول أحدهم أن الجن لديه القدرة على معاشرة الإنس، ساردا أكثر من قصة لفتيات "فُضّت" بكارتهن بفعل من الجن، وليس الإنسان، وهو أمر يرفضه كثيرون ويعتبرون أن بعض الفتيات يقمن بالفاحشة ومن ثم يدّعين أن الجان هو من أفقدها عذريتها.

تتباين الآراء حول امكانية ممارسة الجن للجنس مع الإنسان


جدة: قال الأمين العام المساعد للهيئة العالمية لتعريف بالنبي محمد الدكتور خالد الشايع أكد لـ"إيلاف" أن ممارسة الجنس بين الإنس والجن أمر غير وارد معتبراً إياه ضمن الأمور المسلمة التي لا تقلب التشكيك، مشيراً أنه لا خلاف على وجودهم وتلبسهم للإنسان.

وطالب من أصحاب التجارب الشخصية الذي يدخلون أنفسهم ضمن الرقاة الشرعيين أن يعرضونها على أهل العلم والاختصاص لدراستها قبل ظهورها للعامة منعاً لأية تفسيرات غير دقيقة للأطروحة الفردية، معتبراً الشايع أن عالم الجن عالم غيبي ومن الغير منطقي أن يُسمح بفتح بابه بل ويؤكد على معاشرات الإنس للجن، محذراً من اتخاذها عذراً لأجل النساء اللواتي يقمن بالفاحشة ويدعون أن الجان هو من عمل معها وأفقدها عذريتها، منبهاً على أن الجن لها سلطة محددة ومعينة يستحيل تجاوزها على الإطلاق.

وبدوره لم يستبعد الداعية والباحث الإسلامي الشيخ محمد الزراع تلبس الجن للإنس، مؤكداً في حديث لـ"إيلاف" أن الجان فعلاً يمارس الجنس مع الإنس ويضاجعه لكن في المنام، كونه لا يستطيع أن يأتي إليها بصورة ملموسة على الإطلاق، مشدداً على سحر التفرقة لا علاقة له بالجان العاشق أبداً.

الشيخ الزراع رفض أن يشارك في حملة تأييد إخضاع الرقاة العالمين بدهاليز عالم الجن إلى أنظمة الجهات الدينية في بلادهم أو خارجها كونه يرى أن الراقي الشرعي يجب أن يكون أهلاً لتعامل مع مداخل ومخارج الجن، مؤكداً على أنه التقى أناساً لديهم من العلم في عالم الجن ما ليس عندهم.

خطيب مسجد وزارة الأوقاف المصرية أحمد المهدي قال في مدونته عبر الانترنت "أن الشيخ عبد الخالق العطار أكد أن عالم الجن الذي نتكلم عنه هو الموصوف بأنه جسم دقيق رقيق لطيف وهذا النوع هو الذي يدخل جسم الإنسان ويقترن به ، والنكاح بين هذا النوع من الجن وبين الإنس يتم بطريق الإثارة والتهيج من الجن إلى الإنس في موضع الإثارة العظمى بفرج الإنسي ذكرا أو أنثى".

وتابع "أطمئن بناتي من بني الإنس أن هذا النكاح لا يترتب عليه هتك غشاء البكارة ولا ينجم عنه حمل لأنه لا يعدو إثارة وتهيج في موضع العفة للفتاة الإنسية حتى تفرز وتقذف ماءها هي لا ماء الجني الذي أثارها وهيجها حتى أمنت أي من الأمناء، معتبرا أن هذا العمل شبيه بالاستمناء والسحاق وهو المشهور بالعادة السرية".

لكن الراقي الشرعي عمر العاطفي يستغرب الآراء الرافضة لفكرة المعاشرة بين الجن والإنس، مؤكدا لصحيفة "عكاظ" السعودية وجود حمل ومعاشرة فعلية مستشهدا بفتاة كان يعالجها، وقال "جاءتني فتاة عفيفة ملتزمة، لكنها متأثرة من تلبس جني عاشق بها، ووجدت في رحمها عظاما وأسلاكا، وبفضل القرآن قتل الجنين في بطنها".

وأضاف "علق الجني الذي حملت منه الفتاة قائلا إن المولود إن خرج، فسيكون على شكل آدمي محجوب عن البشر، يعيش بين الجان".

وحول طريقة الاتصال الجنسي، أوضح العاطفي أن المرأة أو الرجل ربما شعرا بالمعاشرة، أو يصور لهم ذلك، أو يريانه أحيانا في المنام، فيشعران بذلك، بل بعض من يخضع للعلاج يعلم متى تكون العملية ويشعر بها، وإن كان لا يرى شكلا أو جسدا أمامه.

وبين العاطفي أن الجني العاشق غالبا ما يساوم على عدم الخروج من المعشوقة، وقال "طلب مني جني أن أتركه ولا أجبره على الخروج من جسد امرأة وعرض على أن يسجد لي مقابل ذلك، وذكر أن أكثر ما يخيف الرقاة التعامل مع جني عاشق وساحر في الوقت ذاته"، مشيرا إلى أن هذه من الحالات الحرجة، كونه محبا، إضافة تمكنه من السحر. وأضاف "بعض الرقاة لا يوفقون في علاج بعض الحالات، وطالبهم بالصبر على العلاج، واستخدام الطرق المتنوعة".

وتابع "بعض الجان العاشق يفض غشاء بكارة المرأة حتى لا تتزوج، وتظل متفردة له.. ونجد بعض الأمور الغريبة عند بعض المعشوقين، كأمواس للحلاقة وإبر وسبح، وهذا بفعل سحرة الجان، خصوصا أن من الجان من له سحر وتأثير قوي، ومنهم من دون ذلك، وكل حالة تعالج حسب وضعها"، مبينا أن حالات العشق واردة، وهي تعلق غير طبيعي، كتعلق البشر ببعضهم، فأحيانا يكون التعلق شديدا وتارة أقل حدة،.

وخلص إلى القول "يدخل الجان من أجل الانتقام، أو الحسد، أو السحر، أو عشقا إن رأى جمالا في الإنسان، حيث يصيب المعشوق أحيانا المرض والانطواء والعزلة، كي يحظى به الجني العاشق، ويصرف الخطاب عن المرأة ويمنعها أو يمنع الرجل من الزواج".

ويأتي النفي في أعقاب أخبار نشرتها عدد من الصحف والمواقع الالكترونية السعودية والعربية عن اتهامات من فتيات وبعض الرقاة من رجال دين، أكدوا وجود، حالات لفقد العذرية والممارسة الجنسية مع الجن.

ومؤخرا نقلت صحيفة "الأهرام اليوم" السودانية، بعضا من النماذج، لأشخاص سكن "الجن" أجسادهم، ومن بينهم فتاة في أواخر العقد الثاني، كانت تشعر في كل ليلة وكأن أحداً يقوم بمعاشرتها.

تقول الفتاة "علمت من الوهلة الأولى أن ما ينتابني هو أعراض مس الجان فلجأت إلى العلاج بالقرآن وخرج الجان وبعد الزواج غفلت عن التحصين، فعاد الجن إلى جسدي مرة أخرى فأصبحت أرفض معاشرة زوجي دون أي سبب وإن وافقت على ذلك يقوم الجن بفعل أي شيء ليمنع هذا الأمر كأن "أحيض" قبل الميعاد مثلاً وأصبح الجان يتمثل لي في صورة زوجي أو في صورة أشخاص آخرين وعلى الفور قمت بالعلاج بالرقية الشرعية مرة أخرى واستمر العلاج واحداً وعشرين يوماً بعد أن كان الجان العشيق يرفض الخروج وأصبحت بعد ذلك لا أغفل عن التحصين.

وذكرت الصحيفة أن شاب من وسط السودان، كان ناجحاً في عمله استطاع تكوين ثروة لا بأس بها، في إحدى الليالي حضرت إليه فتاة جميلة تطلب منه الزواج ولكنه اعتذر فقد كان على وشك الزواج بابنة عمه ولكن رفضه للفتاة أغضبها فصارحته بأنها جنية تدعى "أمينة" تعشقه وجاءته في شكل أنسية حتى يتزوجها وإن لم يفعل فسوف "تعرقل" كل أموره الحياتية التي يقبل عليها، وعلى الفور قام الشاب بالذهاب إلى أحد المشايخ قضى عليها بالحرق بآيات الله، وفق الصحيفة.