أفصحت مصادر في المعارضة السورية أن واشنطن تضغط عليهم باتجاه إجراء حوار مع الأسد، وتشجع من وراء الكواليس على مناقشة خارطة طريق تحفظ بقاءه في السلطةوتدعو الى لجم قوى الأمن وحل quot;الشبيحةquot; وضمان حقالتظاهر، وأن يشرف الأسدعلىquot;انتقال سلمي الى الديمقراطية المدنيةquot;.

تقول مصادر في المعارضة السورية إن أميركا تضغط عليها للحوار مع النظام

لندن: كشفت مصادر في المعارضة السورية ان الولايات المتحدة تمارس ضغوطا عليها لإجراء حوار مع نظام الرئيس بشار الأسد على أساس خارطة طريق مثيرة للجدل تبقي الأسد في السلطة خلال المرحلة الراهنة.

ونقلت صحيفة الغارديان عن المصادر أن مسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية يشجعون من وراء الكواليس على مناقشة خارطة الطريق التي لم تُنشر ولكن جرى تداولها خلال اللقاء الذي عقده معارضون سوريون في دمشق مؤخرا. ونفت واشنطن دعمها للوثيقة.

ويُفترض بموجب الوثيقة ان يشرف الأسد على ما تسميه انتقالا سلميا الى quot;ديمقراطية مدنيةquot;. وتدعو خارطة الطريق الى لجم قوى الأمن وحل عصابات quot;الشبيحةquot; المتهمة بارتكاب فظائع وضمان حق التظاهر السلمي وتوفير حريات اعلامية واسعة وتشكيل مجلس انتقالي.

وتطالب الوثيقة التي جاءت صياغتها حذرة بـquot;اعتذار واضح وصريحquot; ومحاسبة الأجهزة والأفراد الذين تصدوا لاحتجاجات مشروعة وتعويض عائلات الضحايا.

وتقول المعارضة ان 1400 شخص قُتلوا منذ منتصف آذار/مارس فيما تتحدث السلطات عن مقتل 500 من افراد قوى الأمن.

ومما تدعو اليه خارطة الطريق شمول حزب البعث الحاكم بقانون أحزاب جديد رغم ان الحزب سيكون له 30 عضوا في المجلس الوطني الانتقالي المؤلف من 100 عضو. ويعين الرئيس 7 اعضاء آخرين بالتشاور مع المعارضة.

وكان اعلان بعض هذه المقترحات على الرأي العام اثار تكهنات بأن الأسد أقر ببعض البنود التي تتضمنها الوثيقة.

وتحمل خارطة الطريق توقيع لؤي حسين ومعن عبد السلام وهما من المثقفين العلمانيين الناشطين في لجنة العمل الوطني. والتقى الاثنان نائب الرئيس فاروق الشرع قبل خطاب الأسد الأخير، كما افاد دبلوماسيون في دمشق.

ومن اعضاء لجنة العمل الوطني وائل صاوا الذي يعمل مستشارا في السفارة الاميركية في دمشق لكنه لم يوقع على الوثيقة لتبديد أي شكوك لدى السوريين بوجود اصابع اجنبية.

واكد القيادي في معارضة الخارج رضوان زيادة ان السفير الاميركي روبرت فورد دعا سياسيين من اقطاب المعارضة الى التحاور مع النظام لكنه استبعد ان تتكلل هذه الاستراتيجية بالنجاح. ونقلت صحيفة الغارديان عن زيادة ان الاميركيين quot;يطلبون من الأسد ان يقود عملية الانتقال ، وهذا غير مقبول للمحتجين. فقد فات الأوانquot;.

ودافعت وزارة الخارجية الاميركية عن نشاط سفيرها فورد ضد انتقادات الجمهوريين الذين طالبوا بسحبه. وقالت ان السفير يلتقي quot; قطاعا عريضا من المعارضة واحيانا مسؤولين في الحكومةquot; حين يكون ذلك مطلوبا.

وفي حين ان وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون اعلنت ان الأسد أخذ يفقد شرعيته فان الولايات المتحدة لم تجاهر بالدعوة الى اسقاطه، على النقيض من سياستها تجاه الزعيم الليبي معمر القذافي.

وحذر مثقف سوري معروف له ارتباطات بالنظام من تدخل الاميركيين في مبادرة المعارضين السوريين الذين قال انه ينصحهم بالابتعاد عن الولايات المتحدة.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تشجع الحوار الحقيقي بين المعارضة والنظام quot;لكننا لا نروج شيئا بل نريد ان نرى سوريا ديمقراطية ولكن هذا بيد الشعب السوريquot;.

وتختلف اطراف المعارضة بحدة على الخطوات التالية رغم ان دعاة الحوار مع النظام أنفسهم ليسوا متأكدين من جدواه. فان خارطة الطريق تحذر من ان الوضع ربما دخل طريقا مسدودا يستبعد فرص التعاون والحوار السياسي وجدوى التقدم بمشروع مصالحة.

وتزداد اسباب القلق من ان يكون النظام بدأ يسترد انفاسه في غياب انشقاقات مهمة بين رموزه سواء في الجيش أو الحكومة أو نخبة رجال الأعمال.

وقال جوشوا لانديس الخبير في الشؤون السورية في جامعة اوكلاهوما في معرض التعليق على الموقف الاميركي المتردد ان طريق العقوبات quot;منحدر زلق والتدخل العسكري في سوريا ليس مطروحاquot;. واضاف ان على الاميركيين ان يستطلعوا ما يمكن ان يفعله النظام.

آخرون يخشون ان الأسد يحاول كسب الوقت. ونقلت صحيفة الغارديان عن قيادي في المعارضة ان خارطة الطريق مخطط للاصلاح في سوريا يبقي النظام القائم وانه quot;الحد الأدنى لإرضاء الغرب. فالنظام يريد تشكيل معارضة رسمية وتهميش الآخرينquot;. وتساءل القيادي المعارض كيف يمكن اعطاء الشرعية للأسد quot;وهناك مليون سوري في الشوارع يطالبون بتنحيتهquot;.