يتوقع أن يقدم الرئيس السوري بشار الأسد قريبًا خريطة طريق واضحة للإصلاحات في البلاد، تشمل تعيين حكومة جديدة تشارك فيها المعارضة، وهو الاعتراف الثاني للنظام بالمعارضة السورية بعد اللقاء التشاوري، الذي إختتم أعماله في دمشق أخيرًا برعاية نائب الرئيس فاروق الشرع.


انباء عن الاعلان عن إصلاحات في سوريا

تحدثت أوساط عربية لـquot;ايلافquot; عن حديث تلفزيوني ُيتوقع أن يجريه الرئيس السوري بشار الأسد على شاشة التلفزيون السوري، ويجري إلاعداد له، وأكدت أنه سيحتوي للمرة الأولى على مفاجأت كثيرة.

وأشارت الى quot;أن الاسد سيطلّ على المواطنين السوريين، ويتحدث عن إشراك المعارضة السورية بالحكومة، وهذا ما سيعد اعترافًا صريحًا من قمة الهرم على وجود معارضة سورية، وهو الاعتراف الثاني للنظام بعد اللقاء التشاوري، الذي إختتم اعماله في دمشق برعاية نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، وتحدث عن المعارضة بشكل صريح، وهو الأمر الذي لطالما أنكرته السلطات السوريةquot;.

ونقلت المصادر quot;ان الأسد سيقدم خريطة طريق واضحة للاصلاحات تعزز من كونه هو من سيقودها خلال الفترة المقبلة، ويتخلص من حرسه الجديد والقديم ما أمكنquot;.

وأشارت المصادر الىquot; أنه سيعلن أيضًا الغاء المادة الثامنة من الدستور، وتبييض السجون في سورياquot;. وكانت قد تحدثت وسائل إعلام مختلفة عن حديث تلفزيوني قريب للرئيس الأسد، وأكدت الأنباء أن الرئيس الأسد سيطل بحديث شامل وموسع عبر التلفزيون السوري، بحيث تكون أول إطلالة للرئيس الأسد عبر التلفزيون الرسمي منذ بدء الأحداث في سوريا، حيث إنه كان قد ألقى خطابات فقط عبر مجلس الشعب والى الحكومة الجديدة وأمام مجموعة من طلبة الجامعات في مدرج دمشق منذ بداية الازمة في البلاد منذ حوالي اربعة شهور.

وكانت مصادر إعلامية أفادت ايضًا أن الرئيس الأسد سيتحدث للمحطة اللبنانية للإرسال LBC قريبًا بعدما حصلت الفضائية اللبنانية على موافقة رسمية من سوريا لإجراء مقابلة خاصة معه، ليحاوره خلالها مرسيل غانم.

ولفتت الى أن التحضيرات للحوار هي الآن قيد الإعداد، وستتناول المقابلة الأوضاع الراهنة في سوريا ولبنان والمنطقة. وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية أشارت الى أن quot;سوريا الجديدة ستبقى تحت قيادة بشار الأسدquot;، لكن من دون الطاقم القديم كله، سواء العسكري أو الأمني أو الدبلوماسي أو الإعلامي، وأكدت ان quot;النظام سيكون جمهورياً برلمانياً، متعدد الأحزاب، حيوياً، مختلفاً تماماً عن نظام الرئيس الراحل حافظ الأسدquot;.

وقالت ان quot;حزب البعث سينتهي ويندثرquot;، وأن الرئيس الأسد سينشئ حزباً خاصاً به، ينسجم مع تطلعاته، ويكون قادراً على جذب الشباب واستيعاب آرائهم وطموحاتهم، نافية معلومات عن صفقة إقليمية تقايض التمديد للاحتلال الأميركي في العراق ببقاء الأسد على رأس السلطة في سوريا، واعتبرت ان quot;تركيا ستأتي إلى سوريا من جديد، ومعها بعض أوروبا، تتقدمه فرنسا، التي ستعمل على فتح صفحة جديدة مع دمشقquot;، وحددت الفترة بين ثلاثة وستة أشهر.

ولكن يرى مراقبون أن الحكم على الاصلاحات سيكون للشارع الذي سيحدد مدى استجابته لعجلة الاصلاح التي لطالما وصفت بالبطيئة. الى ذلك فند المكتب التنفيذي لمؤتمر أنطاليا ما خلص اليه اللقاء التشاوري، الذي انعقد في دمشق، وأصدر بيانه الختامي، وقال بيان للمؤتمر، تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه، إنه quot;بعدما وصل عدد شهداء الثورة السورية إلى ما يقارب الألفي شهيد، وعلى وقع تزايد أعداد المعتقلين السوريين تحت التعذيب، وعلى صوت إطلاق الرصاص على المتظاهرين السلميين وحصار المدن بالدبابات، وتعامل النظام مع المواطنين بالحديد والنارquot;.

وأكد البيان أنه quot;في محاولة يائسة لخروج النظام من أزمته، وبعدما استنفد كل محاولات دفن الثورة الشعبية بالقتل والقمع والتنكيل، وبعدما فشل في استخدام كل تقنيات التضليل الإعلامي، ليصبح تجاهل صوت الشعب الهادر أمرًا مستحيلاً، دعا النظام السوري إلى ما سمّي quot;اللقاء التشاوريquot; تحت يافطة ndash; هيئة الحوار الوطني- التي ابتكرها النظام لوأد الثورة الشعبيةquot;.

وثمّن المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا) quot;غياب كل قوى المعارضة السورية في الداخل والخارج وغياب قوى الحراك الشعبي والشخصيات الوطنية المستقلة عن هذا اللقاء، مما يكشف هذه المسرحية التي أعدها النظام على حقيقتها، لتُظهر بوضوح أن هذا النظام لا يمكنه أن يقدم سوى الوعود والمماطلة التي اعتادها على مدى أكثر من أربعين عاماًquot;.

وأكد أننا لا يمكن أن نكون في مواجهة مطالب شعبنا المحقة، والتي أكدت عليها المظاهرات الحاشدة في المدن والقرى السورية في الأسابيع الماضية من quot;جمعة إسقاط الشرعيةquot; إلى quot;جمعة إرحلquot; إلى الجمعة الاخيرة التي كان عنوانها واضحًا quot;لا للحوار ، وعليه فلا حوار مع هذا النظام إلا على رحيله.

ورفض المؤتمر quot;التزييف الواضح الذي يصرّ عليه النظام عبر خلطه بين معتقلي الرأي والضمير والحرية، وبين المجرمين الذي يصدر بشكل دائم مراسيم العفو عنهمquot;.. كما رفضquot; أن يعامل الشرفاء معاملة المجرمين، حتى لو كان ذلك تحت يافطة مراسيم العفوquot;.

وقال quot;إن التدخل الإنساني هو حق من حقوق الإنسان، ويعلو على الدساتير الوطنية، ونصت عليه كل شرائع حقوق الإنسان العالمية، وإن تجريم اللقاء في quot;بيان التشاوريquot; هو محاولة مفضوحة من النظام لتخوين كل من يدعو إلى إغاثة شعبنا بعدما أصبح هناك آلاف الشهداء واللاجئين من شعبنا وللمرة الأولى في التاريخ المعاصر في الدول المجاورةquot;.

وشدد على أن إيقاف القتل الممهج لشعبنا، وكذلك الإفراج عن معتقلي الرأي وفك الحصار عن المدن وصون حق التظاهر السلمي والاجتماع السياسي أيًّا كان شكله لا يتطلب لقاءات ولا تشاور ولاحوار، بل يتطلب أوامر من السلطة التي قامت بهذه الأفعال الهمجية على مدار الشهور الأربعة الماضية.

وذّكر quot;أنه قدم خارطة طريق واضحة للانتقال السلمي للسلطة وفق الآلية الدستورية بعد تنحّي الرئيس بشار الأسد، وخلال فترة انتقالية تقود إلى صياغة دستور جديد للبلاد، يكرّس الدولة المدنية الديموقراطية، تجري على أساسه انتخابات تشريعية وتنفيذيةquot;.