كاميرون يواجهانتقادات بسبب علاقته مع ميردوك

كشفت تقارير إعلامية عن اجتماعات عقدها رئيس الوزراء البريطاني بمسؤولين تنفيذيين يعملون في مجموعة روبرتميردوك الإعلامية والمتهمة بفضيحة التنصت التي هزت بريطانيا، يأتي ذلك في وقت قدم فيه قائد شرطة سكتلنديارد بول ستيفنسون استقالته على خلفية شكوك حيال موقفه في قضية التنصت.


أشرف أبو جلالة، وكالات: احتدمت حالة الجدال التي تشهدها بريطانيا الآن حول حقيقة العلاقات التي تربط بين رئيس الوزراء البريطاني الحالي، دافيد كاميرون، والقطب الإعلامي البارز، روبرت ميردوك، بعدما تم الكشف عن أن كاميرون أجرى ما لا يقل عن 26 اجتماعاً مع مدراء تنفيذيين في مجموعة روبرت ميردوك الإعلامية على مدار أكثر من سنة، رغم تأكيد الحكومة البريطانية عدم وجود أي شيء غامض في تلك الاجتماعات.

وسبق لكاميرون أيضاً أن واجه تساؤلات بشأن العلاقات الوثيقة التي تربطه بكبير المحررين في صحيفة quot;نيوز أوف ذا وورلدquot;، آندي كولسون، ما اضطره للدفاع عن نفسه.

واتضح الآن، وفقاً لما ذكرته تقارير إعلامية، أن كاميرون التقى بمسؤولين تنفيذيين يعملون في مجموعة ميردوك الإعلامية، بمن فيهم الابن جيمس ميردوك، وريبيكا بروكس، الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة نيوز انترناشيونال (الذراع البريطاني لإمبراطورية ميردوك الإعلامية)، في مناسبات لا يقل عددها عن 26 مناسبة طوال مدة تزيد عن عام منذ دخوله مقر رئاسة الوزراء البريطانية في داوننغ ستريت.

فيما قال وزير الخارجية البريطاني، ويليام هاغ، إنه quot;لا يشعر بالحرجquot; في ما يتعلق بنطاق تعاملات رئيس الوزراء مع شركة quot;نيوز انترناشيونالquot;، رغم اعترافه بضرورة تغيير شكل العلاقات بين الساسة ورجال الإعلام والصحافة. ونقلت عنه الصحافة البريطانية قوله: quot;هناك ثمة شيء خاطئ في البلاد، وقد اعترف رئيس الوزراء بضرورة تصحيحه، وأعتقد أن ذلك هو الموقف الصحيح الذي يتوجب اتخاذهquot;.

من جهة ثانية، قدم مسؤول ثان كبير في شرطة اسكتلنديارد هو جون يايتس الذي رفض اعادة فتح التحقيق في شأن فضيحة التنصت على مكالمات هاتفية عام 2009، استقالته الاثنين بحسب بيان للشرطة. وكان رئيس اسكتلنديارد بول ستيفنسن تقدم باستقالته الاحد على خلفية الفضيحة نفسها، وتوالت مذاك الدعوات المطالبة باستقالة يايتس.

ومن المقرر ان تلتئم لجنة تاديبية من اسكتلنديارد الاثنين للبحث في حالة يايتس. واعتبر كرستوفر بوثمان العضو في هذه اللجنة ان بقاء يايتس في موقعه بات امرا quot;لا يطاقquot; بعد استقالة ستيفنسن الاحد. واعتبر زعيم المعارضة العمالية اد ميليباند ان quot;سحابة سوداء ضخمةquot; ارتسمت فوق اسم يايتس وعليه بالتالي quot;القيام بما تمليه عليه مسؤولياته عما فعلquot;.

واستقال بول ستيفنسين بعد الكشف ان اسكتلنديارد وظفت في منصب مستشار مساعد رئيسا سابقا للتحرير في صحيفة نيوز اوف ذي وورلد هو نيل واليس. وبقي نيل واليس 11 شهرا مستشارا في اسكتلنديارد اعتبارا من العام 2009 في الوقت نفسه الذي اعتبر جون يايتس انه من غير المجدي اعادة فتح ملف التنصت على المكالمات الهاتفية الذي اقفل عام 2007 بعد تحقيق لم يصل الى نتيجة وصدور حكمي ادانة.

وقام جون يايتس بدراسة ملف نيل واليس قبل توظيفه. وتم اعتقال هذا الاخير في 14 تموز/يوليو من بين عشرة اشخاص تم اعتقالهم في اطار الفضيحة. واعرب يايتس امام لجنة برلمانية الثلاثاء الماضي عن quot;اسفهquot; لقراره عدم اعادة فتح التحقيق عام 2009، موضحا انه لم يكن يملك كل عناصر الملف في تلك الفترة ورفضت الصحيفة التعاون كما يجب. الا ان اللجنة طلبت اعادة الاستماع اليه الثلاثاء، على ان يصدر يصدر بيانا الاثنين يعلل فيه استقالته.

وسكتلنديارد التي كانت متهمة بالمماطلة في سير التحقيق حول عمليات التنصت، اضطرت هذا الاسبوع الى الاقرار بأنها جندت نيل واليس لفترة كمستشار في العلاقات العامة بعد تركه العمل في الصحيفة. وكان واليس مستشارًا ايضًا لفندق فخم، حيث امضى قائد الشرطة فترة نقاهة من خمسة اسابيع هذه السنة، بحسب الصحافة.

والجدل حول العلاقات الوثيقة التي كانت تقيمها نيوز انترناشيونال مع الشرطة أججها في نهاية هذا الاسبوع ما تكشف عن ان قائد شرطة سكتلنديارد التقى مسؤولي القسم البريطاني لمجموعة ميردوك 18 مرة بين 2006 و2010.

ويشتبه في أن نيويز اوف ذي وورلد، التي اقفلت الاحد الماضي، اجرت عمليات تنصت غير مشروعة على حوالي اربعة الاف شخصية من كل الاتجاهات.

فيماافرجت الشرطة البريطانية مساء الاحد مقابل كفالة عن ريبيكا بروكس، المديرة السابقة لنيوز انترناشونال، الفرع البريطاني لامبراطورية روبرت مردوك الاعلامية، وذلك بعيد اعتقالها في اطار تحقيق حول عمليات تنصت على مكالمات هاتفية.

وقال ديفيد ويلسون المتحدث باسم بروكس لوكالة فرانس برس quot;بوسعي ان اؤكد ان (ريبيكا بروكس) اخلي سبيلها هذا المساء مقابل كفالة حتى نهاية تشرين الاول/اكتوبرquot;.

وكانت شرطة لندن quot;سكوتلاندياردquot; اعلنت في وقت سابق الاحد في بيان انها اعتقلت امرأة في الـ43 من العمر في اطار التحقيقات الجارية في عمليات تنصت قامت بها صحيفة نيوز او ذي وورلد الشعبية التابعة لمجموعة مردوك.

واضطرت بروكس الى الاستقالة الجمعة من منصبها في نيوز انترناشونال بسبب هذه الفضيحة التي تهز عرش امبراطورية ميردوك، وهي متهمة بحسب بيان سكوتلانديارد في quot;المشاركة في اعتراض الاتصالات الهاتفيةquot; وبقضايا quot;فسادquot;.

لاحقًا، اصدرت سكوتلانديارد بيانًا اعلنت فيه ان quot;المرأة أخلي سبيلها قرابة منتصف الليل مقابل كفالة وذلك الى حين استدعائها الى مفوضية للشرطة في لندن في موعد في نهاية تشرين الاول/اكتوبرquot;. وكانت الطبقة السياسية كلها تطالب منذ ايام برأس هذه المساعدة الوفية لقطب الصحافة، والتي تولت رئاسة تحرير صحيفة نيوز اوف ذى وورلد وقت حدوث جزء من عمليات التنصت هذه.