كارثة المجاعة طالت الكثيرين في الصومال

تناولت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأمريكية كارثة المجاعة التي تعصف بجنوب الصومال، وتهدد حياة الملايين في منطقة القرن الأفريقي.


تمنع حركة quot;الشباب المجاهدينquot; الإسلامية المتشددة، التي تسيطر على مناطق واسعة من جنوب الصومال، من تضربهم كارثة المجاعة، من مغادرة البلاد للفرار بأرواحهم إلى مخيمات النازحين التي يتدفق عليها الآلاف ممن تمكنوا من الفرار من المناطق الخاضعة لسيطرة الشباب.
ويُلقى باللوم على الحركة المتشددة بالتسبب في كارثة المجاعة في الصومال، من خلال دفعها العديد من منظمات الإغاثة الغربية إلى خارج البلاد، مما أدى إلى حرمان ضحايا موجة القحط التي تضرب الدولة العربية من الحصول على احتياجاتهم من الغذاء. وتتفاقم الأوضاع سوءاً يوماً بعد يوم، وسط سقوط عشرات الآلاف من القتلى بين الصوماليين بالفعل، بالإضافة إلى نحو 500 ألف طفل على شفا الموت.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن الطبيب لول محمد، رئيس قسم طب الأطفال بمستشفى quot;بناديرquot;، قوله: quot;هذا أسوأ مما حصل عام 1992quot;، في إشارة إلى المجاعة التي ضربت الصومال أواخر القرن الماضي، وأضاف: quot;في ذلك الوقت، على الأقل كان لدينا بعض المساعدة.quot;
كل صباح، يتدفق الأهال أطفالهم الهزال إلى مستشفى بنادير. هناك يموت الأطفال بسبب النقص في المعدات والأدوية.

تحاول جماعات الاغاثة توسيع نطاق عملياتها، وبدأت الأمم المتحدة بنقل المساعدات الغذائية المخصصة لحالات الطوارئ. لكن العديد من مسؤولي المساعدات ينظرون بتشاؤم إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في أفريقيا اصابت واحدة من أكثر البلدان التي يتعذر الوصول إليها على الأرض.
ونقلت الصحيفةعن اريك جيمس، مسؤول في منظمة اللجنة الأمريكية للاجئين، قوله quot;لو كانت هذه الكارثة قد اصابت هايتي، لكنا جندنا عشرات من الناس للمساعدة على الأرض حتى الآنquot;.

لكن تعتبر الصومال اكثر خطورة وفوضاوية من هايتي، وتكافح اللجنة الأمريكية للاجئين، مثل جماعات الإغاثة الأخرى، من أجل الحصول على موظفين مدربين هناك.
ويرى جيمس انه quot;يمكن القول أن كثيرا من الناس سيموتون نتيجة امكانية الوصول المحدودة او المعدومة إلى الصومالquot;.

هذا يترك الملايين من الصوماليين الجائعين مع خيارين لا ثالث لهما، إضافة إلى خيار الفرار من البلاد إلى كينيا أو أثيوبيا المجاورة، حيث هناك مزيد من المساعدة.
الخيار الأول هو استجداء المساعدة من الحكومة الانتقالية الضعيفة والمنقسمة في مقديشو العاصمة. أما الثاني، فهو البقاء في الأراضي التي يسيطر عليها quot;الشباب المجاهدينquot;، الذين تعهدوا بالولاء لتنظيم القاعدة وحاولوا تخليص مناطقهم من كل المفاهيم والمظاهر الغربية بدءاً من الموسيقى واللباس الغربي، وصولاً إلى جماعات المساعدات الغربية حتى خلال زمن المجاعة.

وتحاول وكالات المعونة الغربية الآن العمل من خلال المنظمات الإسلامية المحلية، لكن هذه الجهات لا ملك من الخبرة الفنية أو التقنية. كما ان اندلاع قتال عنيف في مقديشو مجدداً يجعل عمل الإغاثة في الصومال أمراً خطيراًً.
quot;الصومال هي واحدة من الأماكن الأكثر تعقيدا في العالم من حيث تقديم المساعدات، حتى أكثر تعقيدا من أفغانستانquot;، يقول ستيفانو بوريتي، الذي يرأس منظمة البرنامج الغذائي العالمي في الصومال، بعد أن عمل في الآونة الأخيرة في أفغانستان.