أعلنت شرطة مانشستر أن المدينة الواقعة في شمال غرب انكلترا شهدت مساء الثلاثاء أسوأ أعمال شغب منذ 30 عامًا، مشيرة إلى حصول اشتباكات وأعمال نهب وعنف وترويع. يأتي ذلك فيما استدعى رئيس الوزراء البرلمان من عطلته، وأمر بنشر آلاف من رجال الشرطة الإضافيين في الشوارع.


رئيس الوزراء البريطاني يتعهد استعادة النظام عقب quot;سيطرة الغوغاءquot;

لندن: أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء ان اعمال الشغب quot;كانت تتطلب ردا والرد جارquot;، معلنا وضع خراطيم مياه بتصرف الشرطة للمرة الاولى في انكلترا.

وقال كاميرون quot;لا نستثني شيئاquot; في التدابير الجديدة المتخذة ضد مثيري الشغب مؤكدا ان المسؤولين الامنيين قرروا السماح باستخدام خراطيم المياه لأول مرة في انكلترا اذا دعت الحاجة.

وصرح كاميرون خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر رئاسة الوزراء في لندن quot;كان الرد لازما وهو جارquot;.

واضاف رئيس الوزراء بعد ان اتسعت رقعة اعمال العنف من لندن لتشمل مدنا في شمال ووسط بريطانيا quot;مع اننا لسنا حاليا بحاجة اليها وضعنا خططا لاستخدام خراطيم المياه يمكن تطبيقها خلال 24 ساعةquot;.

وتابع انه سمح للشرطة البريطانية باستخدام الرصاص المطاطي.

كما اعلن ان الشرطة بدأت حملة اعتقالات استنادا الى صور التقطتها كاميرات المراقبة مشددا على ان quot;حججا مزيفة تتعلق بحقوق الانسانquot; لن تمنع الشرطة من توقيف مشتبه فيهم. واوضح quot;لن نسمح بانتشار ثقافة الخوف في شوارعناquot;.

واكد كاميرون quot;من الواضح اننا نواجه مشكلة كبيرة في بلادنا هي مشكلة العصابات. لفترة طويلة لم نركز على عدم الاحترام الذي تظهره هذه المجموعات المشاغبةquot;.

وكانت خراطيم المياه مخصصة حتى الان للتعامل مع الاضطرابات في ايرلندا الشمالية التي تشهد اعمال عنف سياسية طائفية بصورة متكررة.

ورغم ان نشر 10 الاف شرطي اضافي في لندن مساء الثلاثاء ساهم في ضبط اعمال العنف في العاصمة اندلعت اعمال شغب ونهب في مانشستر وبرمنغهام ومدن بريطانية اخرى.

وقال مساعد قائد شرطة مانشستر غاري شيوان ان اعمال العنف هذه يرتكبها اشخاص quot;ليست لديهم اي اسباب للتظاهرquot; وقد quot;جلبوا العار الى شوارع المدينةquot;.

واضاف quot;انهم بكل بساطة ووضوح مجرمون فلتوا في الشوارع الليلة. ما جرى هو عنف مجاني وإجرام عبثي على مستوى لم اشهد له مثيلاً في حياتيquot; المهنية التي بدأت في ثمانينات القرن الماضي.

ودعا شيوان السكان الى quot;التفكير جيدًا الى جانب من سيقفونquot; عندما تبدأ الشرطة عمليات تعقب مثيري الشغب وإلقاء القبض عليهم.

واضاف quot;لدينا كمّ هائل من الصور الملتقطة من كاميرات المراقبة لكل الاعمال التي جرت الليلة، ولقد قلنا بوضوح اننا سنباشر من الغد الباكر حملة اعتقالاتquot;.

وحتى مساء الثلاثاء، كانت مانشستر في منأى عن اعمال الشغب التي اندلعت في لندن السبت وتوسعت رقعتها لاحقًا الى مدن بريطانية اخرى.

ولكن مساء السبت خرج مئات الشبان الملثمين الى الشوارع في وسط المدينة، وعاثوا فيها خرابًا ونهبًا وأحرقوا متاجر، وهاجموا الشرطة، ودارت بينهم وبين المئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب مواجهات.

واندلعت اعمال الشغب مجددًا في انحاء بريطانيا لليلة الرابعة على التوالي الثلاثاء، فيما استدعى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون البرلمان من عطلته، وامر بنشر الاف من رجال الشرطة الاضافيين في الشوارع بعدما دمّرت أسوأ اعمال شغب تشهدها البلاد منذ عقود، مناطق في لندن.

واندلع العنف في مناطق جديدة امتدت من مانشستر شمال انكلترا، حيث اشعل شبان النار في عدد من المتاجر، الى مدن صناعية مثل ولفرهامبتون وويست برومويتش في وسط انكلترا، حيث اقتحم شبان عددًا من المتاجر، واشعلوا النار في عدد من السيارات، حسب الشرطة.

وتستعد الشرطة في لندن لمواجهة مزيد من اعمال الشغب بعد ليلة وصفوها بأنها اسوأ ليلة من الاضطرابات منذ عقود. وتمت زيادة اعداد عناصر الشرطة من 6 الاف الى 16 الف ليل الثلاثاء، فيما تعهّد كاميرون فعل quot;كل ما هو ضروري لاعادة النظام الى الشوارعquot;. ومساء الثلاثاء، تعرّض مركز للشرطة للرشق بزجاجات المولوتوف، ما ادى الى اشتعال النار فيه في نوتنغهام في وسط بريطانيا من دون ان يصاب احد باذى، كما اعلنت الشرطة التي اعتقلت ثمانية اشخاص، في الليلة الرابعة على التوالي من اعمال العنف في بريطانيا.

وقالت الشرطة ان مركز شرطة كاننغ سيركس احترق بعدما قام 30 الى 40 رجلا برشقه بزجاجات مولوتوف.

واضافت انه تم اخماد النيران، ولم تسجل اصابات، كما تم اعتقال ثمانية أشخاص على الاقل. وامتدت اعمال العنف في انحاء البلاد ليل الثلاثاء، حيث تم احراق السيارات ونهب المتاجر، ودارت معارك بين الشرطة ومثيري الشغب.

وحصدت الفوضى اول ضحية لها، اذ قتل رجل بالرصاص خلال عمليات النهب التي شهدتها مناطق في جنوب لندن، وتعهد كاميرون فعل quot;ما يلزم لاستعادة النظام في الشوارعquot; بعد ثلاث ليال من اعمال العنف.

وقطع رئيس الوزراء عطلته التي كان يمضيها في ايطاليا عائدًا الى بريطانيا ليعقد اجتماعًا طارئًا يتناول اعمال الشغب التي وصفها quot;بالمشاهد التي تدعو الى الاشمئزازquot;.

وفي تطور، لا يبدو انه سيخفف من التوترات، قالت لجنة مراقبة الشرطة البريطانية انها لم تعثر على دليل يثبت ان مارك دوغان --الذي قتل في اطلاق نار للشرطة في الاسبوع الماضي وكان الشرارة التي اطلقت اعمال العنف في لندن --اطلق النار على ضباط الشرطة.

وفي عملية مخطط لها مسبقًا، اوقف رجال شرطة مسلحون سيارة اجرة كان يتنقل فيها دوغان (29 عامًا) في منطقة توتنهام التي تسكنها اتنيات مختلفة في شمال لندن. واطلقت عيارات نارية وتوفي دوغان في مكان الحادث.

وذكرت اللجنة المستقلة لشكاوى الشرطة الثلاثاء quot;في هذه المرحلة، لا يوجد دليل على ان المسدس الذي تم العثور عليه في الموقع اطلقت منه عيارات نارية خلال الحادثquot;.

وادانت اسرة مارك اعمال العنف الثلاثاء، واعربت عن quot;الانزعاج الشديدquot; من اعمال العنف التي قالوا انها quot;لا علاقة لها بمعرفة ما حدث لماركquot;.

ورغم الجدل الذي يحيط بحادث اطلاق النار، الا ان كاميرون حذر مثيري الشغب بقوله quot;سنواجهكم بكل قوة القانون. واذا كنتم راشدين لدرجة تمكنكم من ارتكاب هذه الجرائم، فأنتم راشدون لدرجة تجعلكم تواجهون العقابquot;.

واعتقل 525 شخصًا في لندن خلال الايام الثلاثة الماضية، بمن فيهم 310 ليلة الاثنين، بينما اصيب 111 من رجال الشرطة بجروح، حسب ما افادت سكوتلانديارد.

وليل الاثنين اجتاحت اعمال شغب مناطق مختلفة من لندن وغيرها من المدن الانكليزية شملت برمنغهام وليفربول.

وقالت الشرطة انها اعتقلت نحو 140 شخصًا اثناء قيام شبان بنهب متاجر في وسط مدينة برمنغهام ليل الاثنين الثلاثاء، فيما حاولت الشرطة في مدينة بريستول الجنوبية الغربية احتواء مجموعة من 150 شابا من مثيري الشغب.

وفي لندن، قال نائب رئيس الشرطة البريطانية سكوتلانديارد ستيفن كافانا ان اعمال الفوضى التي نفذها مئات الشباب الذين اخفوا وجوههم من الكاميرات، quot;غير مسبوقةquot; وقال ان الشرطة تتعرض لضغوط quot;لم اشهدها من قبلquot;.

وقال انه تجري دراسة استخدام الرصاص البلاستيكي - الذي استخدم خلال العنف الطائفي في ايرلندا الشمالية ولم يسبق استخدامه في بريطانيا من قبل - quot;كأحد الاساليب التي يمكن اللجوء اليهاquot; لوقف العنف. والرصاص البلاستيكي أقل ضررًا من الرصاص المطاطي.

وتسببت اعمال العنف في إلغاء مباراة كرة قدم ودية بين غانا ونيجيريا، كان من المقرر ان تجري في لندن. جاء ذلك بعد الغاء مبارة اخرى بين انكلترا وهولندا بعدما صرح المسؤولون بعدم امكان ضمان سير المباراة بشكل آمن في ظل اعمال العنف وانشغال خدمات الامن والاسعاف.

وتعهد مسؤولون بريطانيون مراجعة الترتيبات الامنية للاولمبياد المقرر ان تستضيفها لندن في العام المقبل بعد اتخاذ رابطة كرة القدم الانكليزية قرار إلغاء المباراة الدولية بين انكلترا وهولندا في استاد ويمبلي في لندن الاربعاء في خطوة غير مسبوقة.

وفي بعض المناطق، سيطر مثيرو الشغب على الشوارع الاثنين مع اختفاء الشرطة، وفي منطقة كلابهام في جنوب غرب لندن، حيث يعيش الكثير من الاغنياء، نهب المئات متجرًا طيلة ساعتين على الاقل، حسب شهود العيان.

وقام رئيس بلدية لندن بوريس جونسون بزيارة المنطقة الثلاثاء بعدما قطع إجازته. وقال له بعض السكان المحليين quot;لماذا انت هنا الان؟ لقد تأخرت كثيراquot;.

وتحدثت الصحف البريطانية عن quot;هيمنة الغوغاءquot;، بينما قال احد مسؤولي الشرطة، ويدعى بول ديلر الثلاثاء، ان الشرطة quot;نفد ما لديها من وحدات للانتشارquot;.

كما حثت الشرطة الاباء والامهات على حضّ أولادهم على عدم المشاركة في اعمال الشغب.

واشارت الشرطة الى الأعداد الضخمة من الشباب صغار السن ومن جرى القبض عليهم واحتجازهم في اقسام الشرطة، وبينهم ثلاثة للاشتباه في الشروع في القتل بعد محاولة دهس شرطي بسيارة في منطقة برنت في شمال غرب لندن.

ورغم مشاهد الدمار التي خلفتها ليلة من اعمال الشغب، قال المكلف بمهام رئيس الشرطة تيم غودوين انه quot;لا يجري التخطيط لنشر الجيشquot; للتعامل مع الموقف.

وقال كاميرون ان رئيس مجلس العموم وافق على استدعاء البرلمان من عطلته الصيفية الخميس حتى يتسنى للنواب بحث كيفية التجاوب مع اعمال الشغب، في خطوة نادرة تعزز الاعتقاد بخطورة الازمة.

وذكرت الشرطة انه عثر على شاب عمره 26 عامًا في سيارته مصابًا برصاصة في الرأس في منطقة كرويدون الثلاثاء، وقد توفي في المستشفى ليصبح أولى ضحايا أعمال الشغب.