فيما عدد القتلى يتضاعف يومًا بعد يوم في سوريا، أكد عضو تكتل لبنان أوّلاً النائب عقاب صقر أن الرئيس السوري بشار الأسد خسر التفاف شعبه، ولفت إلى أن الغرب حاول ترميم النظام السوري، لكن الشارع قال كلمته ولا أحد يردعه. في وقت أعرب المعارض سمير سطوف عن مخاوفه من تقسيم البلاد طائفيًا.


إعتبر عضو تكتل quot;لبنان أوّلاquot; النائب عقاب صقر في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أن النظام السوري في نقطة مركزية لم يدركها، وقال إن النظام خاض معارك كثيرة في عدد من المحطات، وأبرزها في العام 2005، وبغض النظر عن اعتباراته الا أنه تجاوز هذه المحطات.

وأضاف أنه انتصر، واستطاع تطويع العالم وقدّر ان يخرج منها، ولكن ذلك لا يعود لحماس او ايران أو قدرته الفائقة الخارقة على تجاوز الأزمات، الا ان ما أخرجه من الازمة هو تضامن الشعب معه والتفافه حوله إما بالسكوت او بالاجهارquot;.

وبرأي صقر فإنّ quot;المشهد اليوم مختلفquot;، موضحًا أنه quot;لو كان العالم كله مع النظام السوري لن يهمّ، الا أنه خسر أهم ورقة وهي التضامن الشعبي الداخليquot;.

وقال quot;إن قرار الولايات المتحدة الاميركية والغرب بسحب شرعية النظام ماهو الا صدى للشعب السوري، وهو من يفرض أجندته، وكل ما يحصل نابع من حركة الشعب السوري التي أربكت دولا كبرى في المنطقةquot;.

وأضاف quot;لم يتوقع أحد من الدول الغربية أو العربية، بل لم يتوقع حتى السوريون أنفسهم كل هذا الزخم والابداع من القدرة على الثورة واستمرارها، وتحولت الثورة المصرية الى نزهة ونسينا ثورات عربية أخرى، باتت لاتشكل شيئًا أمام النموذج السوريquot;.

ورأى quot;أنّ الغرب حاول ترميم النظام. فالشارع قال كلمته ولا أحد يردعه، الشارع يتحرك لا بغطاء تركي ولا بأجندة اميركية ولا بدعم غربي، بل تحرج دول العالم بسالة الشعب السوريquot;.

واعتبر أنه لن يستفيد النظام شيئًا ممن يحاولون تسويقه quot;لا الغطاء التركي للنظام ولا الغطاء العربي يمكن أن يخرج النظام من أزمته لأن كل مايجري خارج أجندة الشعب السوري على الارض لهو أمر مرفوضquot; علمًا ان الشعب السوري فرض أجندته بالدم. وأفاد أنquot;الشعب السوري الذي قدم كل هذه الكمية من الدم قدّمها من أجل تغيير جذري، وليس من أجل ترقيع أو من أجل شكليات وديكور ورسم مشاهد كاريكاتورية من قبل النظامquot;.

وأكد النائب اللبناني quot;أن الحدث في سوريا تجاوز وتخطى كل عمليات الترقيع الممكنة، كما أثبت الحل الامني أن النظام السوري أول من يريد اسقاط النظامquot;. وشدد على quot;أنه لذلك لامجال للترقيع وأجهضت قبل أن تولد المبادرة التركية لأن هناك وقائع على الأرضquot;.

وقال quot;أقرب وأفضل طريق وأي حل على الأراضي السورية يجب أن ينبع من الشعب السوري، الذي يقول لا للنظام، فليس هناك بديل من إعطاء الشرعية للنظام وحتى الدبابات لم تستطع الحسم أمام الصدور العاريةquot;، واعتبر أن نقل السلطة والتخلي عنها هو الحل، وعندها يكون بشار الأسد قدّم شيئا تاريخيا لنفسه ولسوريا، والا فانه سيترك المزيد من الدماء والمزيد من الاحقاد التي ستمتد للمنطقة في حال استمرار الدم.

وعبّر عن تصوره quot;ان الشعوب لن تقبل الديكتاتوريات، وانتهت تلك المرحلة، وان الزعيم التاريخي هو من يستطيع نقل السلطة باقل كلفة وبأعلى شبكة امان من حيث عدم تفتيت المجتمع وتوليد الطائفية ولكن مايحدث في سوريا الآن هو أن محصلة شبكة الأمان غير موجودة، الى جانب أعلى درجات التوتر وأكبر كلفة للدم باستخدام الدباباتquot;.

وأشار الىquot; انه اذا كانت القيادة السورية لديها حرص على سوريا وعلىكل المكونات والطوائف فعلى الدولة أن تسارع الى نقل السلطة، محذّرا أنه كلما زاد القصف كلما جاءت جروح جديدة تريد وقتا أطول لالتئامهاquot;.

وقال quot;يجب على النظام أن يستوعب اللحظة تمامًا كاللاعب المحترف الذي يعتزل ويعرف متى يترك الملاعب الا أن ديكتاتوريات السلطة اعتادوا تركها عبر طريقتين اما الحبس أو السحلquot;.

ولفت الى quot;انه لايوجد أي من الزعماء استفاد من عبر التاريخ الحديث ومن ثورات الشعوب العربية في الاشهر الاخيرة، فكلهم وصلوا بطرق مختلفة من الانقلابات العسكرية للسلطة ثم ادعواانهم استمدوا الشرعية من الشعبquot;.

ولقّب صقر محور الممانعة quot;بمحور المخادعةquot;، وقال quot;هذا الشعب السوري قال كلمته، وقدّم دمًا وتضحيات في الصراع مع اسرائيل ولحماية القضايا العربية، وعندما قال كلمته داخليا قدّم الدم أيضاquot;. وأضافquot; هلل النظام السوري للثورات العربية ووقف امام الثورة في سوريا ليقول انها مؤامرة، ورامي مخلوف تحدث عن وحدة مسار مع اسرائيل، ثم يقولون ممانعةquot;.

وشدد على quot;أن نظرية محور الممانعة تبينت أنها لا ترقى الى الشأن القومي انها تغلّف طائفيته بالقومية، ومشكلتها مع اسرائيل ليست صراع وجود، بل صراع نفوذ وتبادل نفوذ، أي بمعنى وجودك يبرر استخدام ورقة الممانعة، ووجودك كاسرائيلي يبرر لي ان أملك ورقة المقاومة، ووجودي يحميك من نظام قادم قد يصل الى مواجهة كاملة معكquot;.

وأشار الى أنquot; الاميركيين دعوا الرئيس المصري السابق حسني مبارك إلى الرحيل فورا ومن دون شروط، فيما اعطوا اليوم مئة فرصة لبشار الأسد، ثم يقولون لنا ان النظام السوري نظام ممانعةquot;.

وقال quot;هذا النظام السوري حتى أرض لبنان استخدمها لشبيحته، وشعاره سأخدمكم حتى اخر قطرة من دمائكم، وأصبحت المعادلة الجديدة اذا الشعب يومًا اراد الحياة فلا بد ان تسحقه الممانعة بالدبابات ولكن تستطيع ان تدوس الزهرة... لكنك لا تستطيع ان تمنع الربيعquot;.

ورأى أن السؤال الكبير لقوى المقاومة هو quot;هل انتم مقاومة للدفاع عن الشعوب أم أحزاب لذبح الشعوب؟quot;، واضاف quot;هل أنتم شيطان أخرس؟quot;.

وعبّر عن quot;أسفه لأن بعض رموز المقاومة يريدون دعم الشعب السوري وحتى السكوت لا حق لهم به، وأن الشعب السوري كان يقف معهم ودفع دمًا، فماذا قدموا للشعب السوريquot;، وشدد على quot;سكوت المقاومة في لبنان وفلسطين جريمة وشركاء في الجريمة عدم دعم الشعب السوري هو جريمة، وان صمود الشعب السوري كشف وعرّى حركات المقاومةquot;.

من جانبه اعتبر المعارض السوري المقيم في الجزائر سمير سطوف في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; quot;أن ما يقوم به النظام السوري في حمص بتنوعها الطائفي الملحوظ بين الطوائف الكريمة من سنّة وعلويين ومسيحيين، إنما يصبّ في محاولة تقسيم سوريا، إضافة إلى ما يجري في حماه بانسجامها الطائفي بين السنة والمسيحيينquot;.

ورأى quot;أنه في حمص يجري التركيز على كل مناطقها النشطة والمتحركة بفعالية، وهي من لون طائفي محدد لا يخفى على العين، فإذا لاحظنا مثلا تلبيسه، تكلخ، الحولة، القصير، الضمير، إضافة إلى السلمية والرستن والأحياء داخل المدينة مثل باب السباع وباب عمر والخالدية،فالنظام يحاول التركيز على هاتين المدينتين، كما يحاول بعث فتنة طائفية في حمص كمقدمة لمواجهة أهلية يعتقد أنه الطرف الأقوى بفائض القوة وفائض الغرور والإدعاء، وبالتالي تطهير المدينة من كل الأصوات غير المنسجمة مع مخططهquot;.

وقالquot; ان الشأن نفسه في مدينة حماه التي تحتاج ndash; برأي النظام -تطهيرًا كاملاً أيضا نظرا إلى تركيبتها الديمغرافيةquot;.

وبرأي سطوف quot;فإن هدف النظام، إضافة إلى شهيته المفتوحة على القتل والإجرام أسوة بممارسات حافظ الأسد المؤسس الحقيقي للنظام القائم على الطائفية والتشتت، الهدف من هذا هو جعل مدينتي حمص وحماه مدينتين منسجمتين مع الدولة العلوية المفترضة إذا ما فشل النظام في القضاء على الثورة السورية وحكم سوريا بكاملها، وهو مخطط قديم كان قاب قوسين أو أدنى من التحقيق منذ أوائل الثمانينات عندما كلف رفعت الأسد 600 إطار بإعداد التشكيلة الكاملة للدويلة العلوية.

وأكد سطوف أن الغالبية العظمى من أبناء الطائفة العلوية الكريمة هم أول من سيُفشل هذا المخطط الجهنَّمي، وهم يرفضون ربط مصير الطائفة بمصير العائلة الأسدية وزبانيتها، فالدور الوطني للطائفية غير خافٍ على أحد، كما إن أبناء سوريا بمكوناتهاكافة موحّدون حول هدف إسقاط هذا النظام العميل المرتبط بالصهيونية، والمرتبط بشكل أكبر، بل ومتوحِّد مع أمراضه وعقده وساديّته حيث لا رادع لديه، لا وطني ولا ديني ولا قومي ولا أخلاقي ولا إنساني، فدينه ومذهبه وانتماؤه هو مصلحته الشخصية القائمة على الثراء والفساد والإفساد للقلة القليلة المتحكمة في زمام الأمور من عائلته وأقاربه.

واضاف quot;إن شعبنا بالمرصاد لمخطط هذه العائلة وحلمها بالتقسيم، فشعبنا لم يعرف الطائفية قط من قبل، ومؤسس الفتنة الطائفية هو حافظ الأسد، ولو كان هناك أدنى تمييز طائفي لما وصل حافظ الأسد إلى السلطة أصلاًquot;.

واعتبر quot;انه لذلك فإننا في الوقت الذي نعتبر فيه أن الموقف الدولي متواطئ بدعم من الصهيونية لهذا النظام، فإننا نعتبره أيضًا شريكًا للنظام في حرب الإبادة التي يمارسها الاخير على ثوار سوريا الأحرارquot;.

وأشار الى quot;أنه إذا كان الموقف التركي المتفاعل مع أطراف عالمية كثيرة فإنه يلعب دورا مصلحيا يقترب من الشبهة بقصوره عن رؤية الأمور على حقيقتها. بل ومن الناحية العملية فإنه يدعم النظام الأسدي في الاستمرار بتقتيل أبناء شعبنا، فعندما يمنح أردوغان مهلة 15 يوما ndash; وبغض النظر عما إذا تراجع عن ذلك أم لا- فإنه يعطي رسائل واضحة للنظام ليقوم بالتطهير خلالهاquot;.

مؤكدا quot;أنه عندما يرسل الأتراك بعض الصحافيين ليتجولوا في حماه ويؤكدون أن النظام سحب دباباته من حماه إنما يشاركون هذا النظام في ألاعيبه وحربه التضليلية ndash; ولا أعتقد أن ذلك ينطلي على الجانب التركي ndash; وهم عمليا يظهرون وكأنهم يمنحون النظام شهادة حسن سلوك أمام العالم، ترى هل هذا لغاية في نفس يعقوب؟quot;.

كما رأى quot;أن من المهم أن الطرف الحاسم في كل هذا هو شجاعة وصمود شعبنا الثائر والماضي إلى تحقيق أهدافه في إسقاط هذا النظام وهذه العائلة الأسدية المجرمة، وهو كفيل بجعل المواقف الدولية تُذعن وتنصاع لإرادة شعب قرر أن ينتزع حريته وأن يبني دولته المدنية الحديثة، فشعبنا تجاوز منذ أمد بعيد أطروحة التفاعل مع إصلاحات الأسلحة الثقيلةquot;.