وصفت ابنة رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات اعتداء على والدها بالوجشي، في حين أنشأ ناشطون صفحةً باسمه على فايسبوك تنديداً بالاعتداء.

الفنان علي فرزات بعد الاعتداء الذي تعرض له من قبل الشبيحة

عامر عبد السلام، وكالات: اعتدى quot;الشبيحةquot; في سوريا على رسام الكاريكاتير علي فرزات الذي تعرض لضربٍ مبرحٍ أصيب على إثره بكدمات بأنحاء مختلفة من جسمه، بعد ان قامت عناصر باختطافه فجر الخميس في الساعة الخامسة صباحاً.

وقالت ليندا فرزات ابنة الرسام لـquot;إيلافquot; إن الهجوم على والدها تم عن طريق أربعة شبان يزن احدهم حوالي المائة كيلو واعتدوا عليه بضرب مبرح وأصابوه بكدمات كثيرة على الوجه والعيون والرقبة. وتركز الضرب على يديه حيث حاولوا كسر أصابعه التي يرسم بها ونقلوا إليه رسالة مفادها quot;هذه كي تعرف ترسم وتعتدي على أسيادكquot;، وأسمعوه كلام بذيء ثم سحبوه من سيارته الخاصة ووضعوه في سيارتهم وأكملوا الضرب ثم رموه مدمىً على طريق المطار .. ولم تتوقف اي سيارة لتسعفه.

وأضافت أن والدها أصيب برضوض في مفاصل أصابعه، متمنية له بالشفاء العاجل كي يعاود الاستمرار برسوماته الكاريكاتورية وأنهم أخرجوه من المستشفى خوفاً من تكرار عمل مماثل قد يتعرض له، مشيرةً إلى أن والدها يمثل بالنسبة إليها القدوة والتاريخ كما أنه المعبر برسوماته عن معاناة الشعب السوري الذي يخرج مطالباً بالحرية، خاتمةً حديثها بالدعاء له وقالت بالعامية الشامية (الله ع الظالم).

يد علي فرزات

وكتب المخرج مهند فرزات ابن الرسام على صفحته الخاصة على فايسبوك كلمات معبرة تقول quot;عندما تسيطر الرموز والدعايات على اللاشعور لديك وتصبح عبيد لها حين ذلك يغلبك النعاس بعمق استيقاظك وتسجن جرأتك بحجرة الخوف التي بنيت على أيدي من بنى تلك الرموز لاحتلالك وطفأ النور بالأنا الأدنى لديك وزرع أناه بك لتصل أغصان شجرته المتطفلة للأنا الأعلى عندك، لتقف على المرآة وتبحث عن نفسك ولا تجدها وإنما تجد من تطفل اليك و اغتصب ذاتك واحتل فكرك، لا تحطم المرآة إن أردت التحرر من المتطفل.. فبينك وبين نفسك لتحررها مسافة صفرquot;.

وقد أنشأ مجموعة من الناشطين السوريين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك صفحة باسم (كلنا علي فرزات) وصل عدد مشتركي الصفحة إلى أكثر من ثلاثة ألاف في الأربع ساعات الأولى فقط، وتم توجيه دعوة عن طريق الصفحة لوقفة احتجاجية تنديداً لما تعرض له الفنان فرزات وذلك في تمام الساعة العاشرة مساءً اليوم أمام منزله الكائن في حي المزة بدمشق.

وفتحت وزارة الداخلية السورية تحقيقا لمعرفة ملابسات الاعتداء الذي تعرض له علي فرزات فجر الخميس في دمشق وللكشف عن منفذيه.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) quot;ان السلطات المختصة في وزارة الداخلية تقوم بعمليات البحث والتحري لمعرفة ملابسات الاعتداء والوصول الى الفاعلين من اجل تقديمهم للعدالةquot;.

ودانت عدة شخصيات ومنظمات حقوقية الاعتداء الذي تعرض له فرزات.

كما نددت الادارة الاميركية الخميس بالاعتداء quot;المثير للاشمئزاز والمؤسفquot; الذي وقع ضحيته في سوريا رسام الكاريكاتور علي فرزات بيد اجهزة الامن.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية quot;انه رسام، لقد كسروا يديه باكثر الطرق اشمئزازا لتوجيه رسالةquot;.

وحصل فرزات على ترخيص باصدار جريدة quot;الدومريquot; في عام 2001 وكان ذلك اول ترخيص يعطى لصحيفة مستقلة في سوريا منذ 1963 وشهدت رواجا كبيرا منذ بدء صدورها مع طبع 60 الف نسخة، الا ان الصحيفة توقفت عن الصدور نتيجة بعض المشاكل مع السلطات وسحب الترخيص منها عام 2003.

وأسس فرزات صالة للفن الساخر التي اتخذت من مقر جريدة الدومري موقعا لها لتكون استمرارا لفكرها معتمدا على النجاح الذي حصدته الجريدة لدى الجمهور الذي نقلت همومه وعكست واقعه وكانت لسان حاله.

وفاز علي فرزات (60 عاما) بعدد من الجوائز الدولية والعربية، منها الجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي في بلغاريا (1987)، وجائزة الأمير كلاوس الهولندية (2003).

واقام معرضا في معهد العالم العربي في باريس (1989)، ونشرت رسوماته في العديد من الصحف السورية والعربية والاجنبية.

كما وجه ناشطون سوريون في بيانأمس دعوة لاتحاد التشكيليين السوريين والفنانين التشكيليين المقيمين داخل وخارج سوريا وإلى الأساتذة بكلية الفنون الجميلة وطلاب الفنون الجميلة إلى تحديد يوم تضامني مع الفنان علي فرزات ورفض العنف اليومي وإذلال الناس وكتم الأفواه والأقلام.

وطالب البيانبتحديد يوم تضامني مع الفنان علي فرزات للاحتجاج على العنف اليومي وانتهاك حقوق الإنسان، وتوجيه رسالة موحِّدةٍ وموَّحَدَة إلى quot;اتحاد التشكيليين العرب وإلى مجلس حقوق الإنسان وإلى الأمين العام للأمم المتَّحِدة quot;، كما طالب النظام السوري quot;بالكشف العلنيّ والفوريّ عن كلِّ من خَطَّطَ وأمَرَ ونَفَّذَ هذه الجريمةquot;، معتبر أنّ quot;السكوت عنها يعني مباشرةً الضلوع بها.quot;

ومن جهتها، ودانت وزارة الخارجية الأميركية الاعتداء quot;الوحشيquot; الذي تعرض له فنان الكاريكاتير السوري المعروف، علي فرزات، ووصفته بأنه اعتداء quot;بائسquot;، وفي الأثناء أصدر اتحاد الفنانين التشكيليين السوري بياناً يدين الاعتداء quot;السافرquot; على فرزات.

وقال البيان الصادر عن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند: quot;إن شبيحة النظام ركزوا في اعتدائهم على يدي فرزات، وضروبها بعنف وكسروا إحداها، وهي رسالة واضحة له بأن عليه أن يتوقف عن الرسم.quot;

وأضافت: quot;أن العديد من النشطاء المعارضين للعنف تعرضوا للسجن لأنهم رفعوا أصواتهم المعارضة للنظام، بمن فيهم وليد البني ونواف البشير وجرجس صبرا ومحمد غليون وعبدالله الخليل، وبعضهم محتجز منذ شهور.quot;

وقال البيان إنه فيما يقدم النظام الوعود الفارغة بشأن الحوار مع الشعب السوري، فإن نظام الأسد يواصل حملته القاسية ضد السوريين المسالمين الذين يحاولون الحصول على حق ممارسة حقهم الكوني في حرية التعبير.quot;

وطالب البيان نظام الأسد بالوقف الفوري لحملته الترويعية من خلال التعذيب والسجن غير المشروع والجريمة. وفي سوريا، أصدر الفنانون التشكيليون بياناً يدين الاعتداء على فرزات، ونشر على صفحات الفيسبوك تحت عنوان quot;بيان الفنانين التشكيليين لإدانة الاعتداء السافر على الفنان علي فرزات.quot;

وجاء في البيان أن: quot;علي فرزاتquot; اسم من ثمانية أحرف تبث على الفور آلاف الصور لرسوماتٍ زرعت الضحكة والأمل في جراح السوريين .. وقاومت قبحَ الظلم والفساد والعنف.

وأضاف البيان: quot;اليوم اجتاحَتْ الوحشيّة الأمنيَّة جسدَه في رسالةٍ إرهابيّة مُباشرةٍ لكلِّ سوري وللإنسانيّة جمعاء.. إنَّ جسَدَه المُدمى وإنسانيته المنتهكة هي الصورة quot;الإرهابquot; التي يقترحها النظام السوري لسورية.. حباً 'لعلي فرزات' وعرفاناً لإنسانيته المبدعة ... وصوناً للإنسان في روحه وجسدهِ وذكائه وحريّته.quot;

من الجدير بالذكر أن الفنان علي فرزات رسام كاريكاتير سوري ولد في حماة عام 1946 وحصل فرزات على ترخيص بإصدار جريدة ldquo;الدومريrdquo; في عام 2001 وكان ذلك أول ترخيص يعطى لصحيفة مستقلة في سوريا منذ 1963 وشهدت رواجا كبيرا منذ بدء صدورها مع طبع 60 ألف نسخة، إلا أنه نتيجة بعض المشاكل مع السلطات توقفت الجريدة عن الصدور بعد أن تم سحب الترخيص منه في عام 2003، وأسس صالة للفن الساخر التي اتخذت من مقر جريدة الدومري موقعاً لها لتكون استمراراً لفكرها معتمداً على النجاح الذي حصدته الجريدة لدى الجمهور الذي نقلت همومه وعكست واقعه وكانت لسان حاله.

كما نال علي فرزات بعدد من الجوائز الدولية والعربية، منها الجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي في بلغاريا (1987)، وجائزة الأمير كلاوس الهولندية (2003). وقد أقام معرضا في معهد العالم العربي في باريس (1989) ونشرت رسوماته في العديد من الصحف السورية والعربية الأجنبية.