تدشن زيارة يقوم بها إلى بغداد يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين رئيس الوزراء المصري عصام شرف هي الأولى منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، حقبة جديدة من العلاقات بين البلدين لتعزيز العلاقات السياسية والاتفاق على مساهمة مصر في مشاريع إعادة الاعمار في العراق وعودة العمالة المصرية.


رئيس الوزراء المصري عصام شرف

بغداد: وتأتي زيارة شرف الى العراق والتي تستمر يومين تلبية لدعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من المقرر أن يتم خلالها بحث العديد من الملفات لتدعيم التعاون المشترك بين البلدين ومناقشة ملف الحوالات المعروفة بالصفراء المستحقة للمصريين العاملين في العراق سابقا وصرف اموالها لمستحقيها وفوائدها المتراكمة منذ حصار العراق قبل أكثر من عشرين عاماً اضافة الى عودة العمالة المصرية الى العراق.

وأعلن العراق موافقته على تسديد مبلغ 408 ملايين دولار هي مستحقات العمالة المصرية السابقة والمتوقفة منذ 20 عاما

وتدشن الزيارة لعلاقات ومشروعات ضخمة بين البلدين وخاصة زيادة الاستثمارات المصرية في العراق والمساهمة في عمليات البناء وإعادة الإعمار وإقامة المشروعات المشتركة.

وقد وافق مجلس الوزراء العراقي مؤخرا على طلب مصر بصرف قيمة الحوالات الصفراء للمصريين الذين كانوا يعملون في العراق قبل حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت وتبلغ قيمتها 408 ملايين دولار وألزم وزارة المالية العراقية بسداد هذا الدين لمصر.

وقال وزير القوى العاملة المصري الدكتور أحمد حسن البرعي إنه يجري حاليا إعداد الترتيبات الخاصة بصرف هذه الحوالات وإن الحكومة المصرية ستعمل جاهدة بأن يكون صرفها للمستحقين البالغ عددهم 637 ألف عامل قريبا. وأضاف أنه سيتم التوقيع على الاتفاقية النهائية بشأن الحوالات الصفراء خلال زيارة شرف هذه للعراق.

وقبل بدء زيارة شرف للعراق تلقت وزارة الخارجية المصرية مذكرة تفاهم من الجانب العراقي قدِّم فيها عرضاً لإنهاء ملف quot;الحوالات الصفراءquot; المستحقة للمصريين لدى الحكومة العراقية.

وقال السفير محمد قاسم مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية quot;إننا الآن في مرحلة استكمال الشكل القانوني بعد أن تم تجاوز كل العقبات خلال مرحلة التفاوض وتوصل الجانبان إلى اتفاق على صرف أصول هذه الحوالات وأبدى الجانب العراقي استعداده للصرف الفوري لهذه الأصولquot;. لكنه اوضح ان موضوع الديون المستحقة للحكومة المصرية لدى نظيرتها العراقية مازال قيد التفاوض حيث سيكون على طاولة مباحثات شرف والمالكي.

ومن جانبها اكدت الحكومة العراقية انها ستدفع للعمالة مصرية مستحقات متوقفة منذ 20 عاما تبلغ قيمتها 408 ملايين دولار. وقال وزير الدولة الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح مكتوب تلقته quot;إيلافquot; إن مجلس الوزراء قرر الموافقة على قيام وزارة المالية بدفع أصل المستحقات المقررة للمصريين بموجب الحوالات الصفراء وقدرها 408 ملايين دولار أميركي.

وأشار الى أن الموافقة على قيام وزارة المالية بدفع أصل المستحقات المقررة للمصريين تأتي حرصاً من العراق على تسديد مثل هذه الديون تجاه العمالة المصرية والتي كانت قد توقفت بسبب الحصار الذي فرض عليه في حينه والعمل على دفع باقي المستحقات من اجل إعطاء المصداقية للعلاقات الاقتصادية بين العراق ودول العالم والدول العربية خاصة وفي أول فرصة يتسنى للعراق القيام بها كونه عائدًا إلى المجتمع الدولي بثقله الذي يستحقه.

وأوضح الدباغ أن وزارة الخارجية العراقية سبق وأن طلبت إضافة موضوع الديون المستحقة للشركات المصرية عن العقود المبرمة معها من خلال برنامج النفط مقابل الغذاء إلى بقية الديون التي كانت الحكومة بصدد تسويتها مع الجانب المصري وكصفقة واحدة وقد بينت وزارة المالية رأيها من خلال إقتراح إلتزام الجانب العراقي بتسديد كامل أصل ديون العمالة المصرية أو ما يعرف بالحوالات الصفراء نقداً أما في ما يخص المديونية للقطاع الخاص فقد إقترحت أن يقوم الدائنون بالتقدم بمطالباتهم معززة بالوثائق والمستندات الخاصة بمديونيتهم إلى الوكيل المحاسبي والتدقيقي الخارجي لوزارة المالية لغرض إجراء التدقيق وبعدها يتم تسويتها وفقاً لاتفاق نادي باريس بإحدى الطريقتين وهي دفع (20%) من إجمالي الدين بموجب سندات قرض تسدد خلال فترة 2020-2028 أو تسديدها نقداً بما يعادل 10.25 سنت لكل دولار.

أما في ما يخص مديونية الشركات المصرية المتعاقدة من خلال برنامج النفط مقابل الغذاء فقد اوضح الدباغ انه يجب عرض الموضوع على لجنة من الخبراء الماليين في ديوان الرقابة المالية.

وأضاف أن الدائرة القانونية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء قد اقترحت عقد إجتماع تداولي لمعالجة الديون بين العراق ومصر وفعلا عُقد إجتماعان بهذا الصدد قدما مجموعة من التوصيات بخصوص هذا الموضوع والتي صادق عليها مجلس الوزراء ونصت على ان تتم تسوية مستحقات العمالة المصرية والتي يبلغ أصلها 408 ملايين دولار وتسدد بالكامل دون فوائد وعدم ربطها بأي مستحقات أخرى.

ومن جهته اشار مندوب العراق في الجامعة العربية قيس العزاوي الى اهمية زيارة شرف للعراق في اطار تقوية العلاقات والروابط العربية quot;خاصة وان مصر والعراق من عوامل القوة والنجاح في المنطقةquot; بحسب قوله. واوضح انه سيكون للزيارة بالغ الاثر في تعزيز التعاون والعمل على تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين والاتفاق على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية خاصة الاستفادة من الخبرات المصرية في مجالي النفط والغاز ودعوة المؤسسات المصرية ورجال الاعمال للمساهمة في اعادة اعمار العراق في شتى المجالات وخاصة الإسكان وإقامة الوحدات السكنية.

يذكر ان العلاقات العراقية المصرية قد شهدت تطورا ملحوظا خلال عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك من خلال تبادل زيارات المسؤولين بين البلدين حيث زار المالكي القاهرة في العشرين من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي والتقى فيها مع مبارك وعدد من كبار المسؤولين السابقين لبحث تطوير العلاقات بين بغداد والقاهرة، فيما زار مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية محمد عبد الحميد العراق خلال شهري تشرين الأول وكانون الأول الماضيين من أجل استئناف العلاقات بين البلدين وحل مشكلة الديون المصرية على العراق كما زار وزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الغيط بغداد في السادس والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) الماضي والتقى عددا من المسؤولين العراقيين على رأسهم المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري.