نفى خبير سعودي صحة ما تتناقله المواقع عن إعصار سيضرب العالم في 26 أيلول/سبتمبر الحالي، مؤكدًا أن الباحث الأميركي صاحب الفيديو رجل يبحث عن الشهرة، منتقدًا كذلك هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية لكونها أعطت أرقامًا، وهي تفتقد مراكز للرصد الزلزالي.


عشقي:التقارير عن الإعصار quot;هراءquot; بلا حقائق علمية

جدة: اعتبر أستاذ علم البيئة في كلية البحار في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقيفي حديث لـ quot;إيلافquot; أن المقطع الذي نسب إلى باحث أميركي يؤكد فيه أن يوم 26-9-2011 سيكون مذنب إلينين المهدد الرئيس لكوكب الأرض ما هو quot;إلا هراء وحديث بلا حقائق علميةquot;.

وقال إن صاحب المقطع شخص يبحث عن الشهرة، ولو على حساب الغير، رافضاً الخوض أكثر في تفاصيل المقطع الذي أوضح فيه الباحث الذي لم يذكر اسمه عليه أن كوكب الأرض في خطر، خاصة بعد زلزالي تشيلي واليابان، وما تبعهما من هزات أرضية في باقي دول العالم.

وأكد أن ما نشر عار من الصحة، وأن كوكب الأرض بخير، ولا خوف من أي ظواهر طبيعية غير متوقعة ستظهر على السطح.

سعوديًا، زادت تبعات الهزات الأرضية المتلاحقة التي حدثت في مدينة القنفذة على ساحل البحر الأحمر زادتالمخاوف، لكونها حدثت من دون سابق إنذار أو تحذيرات من الجهات المختصة السعودية برصد الهزات الأرضية، وعلى رأسها هيئة المساحة الجيولوجية.

رئيس الهيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير أيوب قال بدوره في تصريح لـ quot;إيلافquot; إن الهزة الأرضية التي ضربت محافظة القنفذة كانت بقوة 4.4 على مقياس ريختر، مرجعًا سبب حدوثها إلى وجود صدع في البحر الأحمر، الذي يمتد من مضيق باب المندب وصولاً إلى ناحية الشمال.

الدكتور علي عشقي أكد في حديثه لـquot;إيلافquot; أن المساحة البيولوجية لا تملك مراكز لرصد قوة الهزة الأرضية، رغم التصريحات المتناثرة عبر الصحف؛ مستشهدًا بالتصاريح المتعاقبة من الجهات المعنية نفسها بعد الهزة الأرضية التي حدثت في مدينة القنفذة.

وأشار إلى أن الهزات الأرضية التي تظهر براكين ونيران تحت سطح البحر، موجودة في أسفل البحار منذ الأزل، ولا خلاف عليها، ولا وقت محدد لظهورها أو غيابها، وهذا أمر مفروغ منه.

وعن تلك الهزات البحرية التي أرّقت ساكني المدن المطلة على البحر الأحمر، طمأن الجميع إلى أنها لا تثير خوفًا، نظراً إلى ضعفها وعدم تعمقها، لكنه طالب بالحيطة والحذر، مستنكراً في سياق حديثه كيفية حساب المساحة البيولوجية لقوة الهزة في ظل جهل في عدم قراءتها عبر الأجهزة.

واستبعد عشقي أن تكون ظاهرة الهزات الأرضية التي ينتج منها براكين نارية في قاع البحار لها علاقة بتباعد الصحيفة العربية عن الصحيفة الأفريقية، لكون سببها يعود إلى امتداد الصدع الأفريقي الشرقي العظيم.

وطالب في نهاية حديثه بوجود محطات رصد زلزالية على طول البحر الأحمر في السعودية من اليمن جنوباً وحتى تبوك شمالاً، تكون تحت إشراف متخصصين بالهزات الأرضية والزلازل البركانية، نظراً إلى أن الزلازل الصامتة تعتبر مقدمة لزلازل الكبيرة.

بالعودة إلى تبعات تلك الهزة، أوضح رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب في بيان صحافي أن تكرار الهزة الأرضية في القنفذة خلال الأيام القليلة المقبلة متوقع، وعزا أسباب الهزة إلى انفتاح البحر الأحمر والصدع الحاصل به الممتد من الجنوب حتى دولة فلسطين تقريبًا، مشيرًا إلى أن تحرك الصفائح الأرضية يحدث منذ ملايين السنين مسببًا مثل هذه الهزات بين فترة وأخرى.

وبيّن أن تلك الهزات الناتجة من هذا الصدع ستتحرك شمالاً بعدما حدثت في الجنوب، مما يعني إمكانية وصولها جدة في يوم ما، نافياً أن تكون للأعاصير التي تحدث في الولايات المتحدة الأميركية كإعصار ايرين أية علاقة مباشرة بهذه الهزة، إلا انه أكد على أن العالم كله يخضع لنظام كوني واحد.

وأوضح النواب في نهاية البيان الصحافي أن السعودية فيها أكثر من 90 محطة رصد زلزالي موزعة على المدن والمحافظات، وترتبط كلها بالمركز الوطني لرصد الزلازل التابع لهيئة المساحة الجيولوجية في محافظة جدة عن طريق الأقمار الصناعية، حيث تتم المتابعة على مدى 24 ساعة، وفي حال وجود أي نشاط زلزالي يتم رصده وإصدار التحذيرات اللازمة بشأنه.

وبمتابعة قضية رصد الزلازل والهزات الأرضية أوضح نواب في تصريح آخر في نهاية عام 2010 الماضي أن لا أجهزة تكشف ذلك مهما كانت تقنيتها عالية، كما لا أحد يعلم مهما بلغ به من علم ودراسته وإبحار في هذا التخصص معتذراً عن الخوض في تفاصيل أخرى، لكنه لم ينف حدوث الزلزال في العاصمة المقدسة مكة والمدينة، بل توقعها، نظراً إلى طبيعة المنطقة الجغرافية الخاصة لما تحويه بين أحضان بنيتها التحتية من حرات وبراكين، فأرضها متحركة، وحركتها مستمرة، مطمئناً إلى أن لا خوف من ذلك، فنحن نقوم بقياس الهزات، واستنتاج ما إذا كنت ستأتي مع مرور الزمن باختلاف درجتها.

بدورها تلقت إدارة الدفاع المدني في مدينة القنفذة وفقاً لبيانسابق صدر من قبل متحدثها الإعلامي الملازم علي الشيخي أكثر من ألف بلاغ، نافياً وجود أي إصابات بشرية.