اتهم عدد من الطلاب السعوديون المبتعثون في الولايات المتحدة ملحقية بلادهم بملاحقة مقاطع الفيديو التي ينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف حذفها لعدم وصول أصواتهم لذوي الشأن، فيما نفت الملحقية ذلك وأكدت أن بعض الطلاب يثيرون المشاكل للتغطية على فشلهم الدراسي.


الخلافات انتقلت الى الفضاء الالكتروني بين المبتعثين ومسؤوليهم

الرياض: تحول الصراع الإعلامي بين كثير من المبتعثين السعوديين وملحقية بلادهم في الولايات المتحدة الأميركية إلى ساحات مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا موقع اليوتيوب، وأكد أحد الطلاب في حديث لـquot;إيلافquot; أن الملحقية تطارد مقاطع الفيديو والصوت التي يبثها الطلاب على تلك المواقع وتطلب حذفها، فيما يرد المبتعثون بنشر المزيد منها بروابط متعددة.

يأتي ذلك بعد أيام من دعوة للاعتصام أمام الملحقية السعودية في أميركا لاقت جدلاً كبيراً.

وأوضح ممثل الحملة التي تطالب بتطوير عمل الملحقية بأن الأخيرة حذفت مقطع صوتي بين طالب وموظف، ومنعت إدخال هواتفهم المحمولة إلى مبنى الملحقية بعد تصويرهم طالب معترض على فصله من الجامعة.

وقال الممثل الذي فضل عدم ذكر اسمه في حديث quot;لإيلافquot; :quot;يحاول الملحق تهدئة الوضع بعمل اجتماع مع مجموعه من الطلاب الذين في الغالب يجاملونه ويسمعونه كلمة quot;سم طال عمركquot; وهذا النوع لا ينفع لتطوير ملحقية يتبع لها 63 ألف مبتعث سعودي في أميركا وقد قمنا بالتواصل مع الفريق التطوعي الذي عينه الملحق العيسى وكانوا خائفين ويحاولون الدفاع عن الملحق الذي أخذ الملحقية بدون مشاكل وحولها إلى كومة مشاكل ليس لها نهاية والضحية الطالبquot;.

وعما إذا كانت الملحقية تتحمل تكاليف السفر والسكن فيما إذا اضطر الطالب للسفر إلى مبنى الملحقية في واشنطن لمراجعة أمور مثل تأخير نزول المكافأة أو إيقافها بدون سبب، ذكر بأن الملحقية لا تتحمل أية مصاريف وأن ما يذكره الملحق الثقافي في الصحف من تعويض أي طالب يتم ترغيمه بسبب تأخير المكافأة سيتم تعويضهquot; كلها عبارة عن مسكنات للطلاب ولا يتم تعويض الطالبquot;، مضيفا بأن المشكلة تكمن في تأخير تنفيذ الطلبات quot;وفي الغالب تجاهلها أصلاquot; وما يتعرض له الطلاب من تجاهل وسوء معاملة من المشرفينquot;.

وكانت الدعوة للاعتصام نشأت بعد سلسلة من المشكلات المالية والإدارية التي يشتكي منها المبتعثون، وتتلخص المشاكل بحسب الطلاب في عدم الرد على اتصالات الطلاب ورسائلهم، والتأخر في تحويل رواتب الطلاب، وتأخر في تسديد رسوم الجامعات وعدم التجاوب معهم، إلا أن أصواتاً أخرى من داخل المبتعثين أبدت تخوفها من استغلال الأمر نحو الإساءة لسمعة المملكة، خصوصاً في ظل الأوضاع العربية الحالية، فيما قال آخرون إن ذلك ليس إلا محاولة من بعض الطلاب لمزيد من الكسب المادي والتسهيلات الإدارية.

وفي نفس السياق أصدرت الملحقية بياناً أكدت فيه على quot;أن وزارة التعليم العالي أنشأت نظاما إلكترونيا متكاملا لربط جميع الملحقيات في العالم بالوزارة لتسهيل إجراءات المبتعثين و دقة متابعتهم و كذلك متابعة أداء المسئولين و العاملين بالملحقيات و محاسبتهم على أي تقصيرquot;.

وأضاف البيان أن quot;هذا النظام يمكّن المبتعث من متابعة معاملته بالملحقية عن طريق شبكة الإنترنت و كذلك يبين النظام للمسؤولين سواء بالملحقية الثقافية أو الوزارة معلومات إنجاز المعاملات لدى كل موظف لمحاسبة أي شخص يبدر منه أي تقصير أو إهمال في إنجاز معاملات المبتعثquot;.

وأشارت إلى أنها تتوقع quot;أن يواجه هذا النظام الجديد بعض المشاكل الفنية كالمعتاد عند تطبيق أي نظام إلكتروني جديد و أن المدة المتوقعة لاستقرار النظام و حل مشاكله الرئيسية قد تستغرق ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر quot;.

و بالرغم من حصول عدد من المشاكل كما كان متوقعا فإن النظام بدأ بالاستقرار إلى حد كبير حيث تم إنجاز أكثر من 40 ألف معاملة بحسب البيان، وعن الطلاب الذين ينوون الاعتصام قال البيان quot;قامت مجموعة من المبتعثين المتعثرين دراسيا و المفصولين من البعثة وممن طبقت عليهم الملحقية أنظمة و لوائح الإبتعاث باستغلال مشاكل النظام الجديد بنشر دعوات على بعض المواقع الإلكترونية تحرض فيها المبتعثين على الاعتصام و التظاهر أمام مقر الملحقية و التمرد على أنظمة و لوائح الإبتعاث و هذه المجموعة التي تعرفت الملحقية على بعض أفرادها تتألف من عدد من المبتعثين الذين أمضى بعضهم قرابة الست سنوات في عضوية البعثة لم ينجز خلالها ثلث النصاب المطلوب للتخرج بالدرجة التي تم إبتعاثه من أجلها رغم أن الملحقية أعطتهم الفرصة تلو الأخرى لتحسين مستواهم الدراسيquot; .

وأضاف البيان quot;في هذا المقام فإن الملحقية تهيب بجميع المبتعثين بالجد والمثابرة في دراستهم و تجنب ما يشوه سمعة الوطن و المواطن السعودي في أميركا بصفة عامة و المبتعث السعودي بشكل خاص، وتؤكد هنا بأنها لن تتهاون أو تتخاذل في تطبيق ما نصت عليه أنظمة و لوائح الإبتعاث على من ينظر إلى البعثة على أنها رحلة سياحية مدفوعة التكاليف أو يشوه سمعة المملكة و سمعة برنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث الخارجي و سمعة المبتعث السعودي.

كما أكدت أنها ستقوم بتطبيق لوائح و أنظمة الإبتعاث بشكل حازم و صارم على كل من يخالفها بما في ذلك إنهاء البعثة فوراquot; .

وتحظى الولايات المتحدة الأميركية بالنصيب الأعلى من عدد المبتعثين السعوديين ضمن برنامج أطلقه العاهل السعودي قبل نحو 5 أعوام ويهدف إلى استيعاب آلاف الخريجين من المرحلة الثانوية والجامعية للدراسة في الخارج في تخصصات متنوعة تتفق والاحتياج الوطني والتوجهات الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية لسوق العمل، واستفاد من هذا البرنامج أكثر من 120 ألف طالب وطالبة.

وتحيط ببعض الملحقيات مشكلات تدور أغلبها حول تذمر الطلاب مثلما حدث في الملحقية السعودية في بريطانيا وإيرلندا عندما قررت الملحقية تكليف لجنة مسئولة عن إدارة الانتخابات والجمعية العامة للأندية السعودية، بعد أن كان الترشيح انتخابيا لمدة تسعة وعشرين عاما، في حين تجري الأمور هادئة في البعض الآخر من الدول حول العالم.