بيروت: انشق مسؤول رفيع المستوى عن الجيش السوري في حزيران الماضي ليشكل quot;حركة الضباط الأحرارquot; في مسعى لحشد شخصيات عسكرية أخرى ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

الضابط المنشق حسين هرموش خلال مقابلة مع التلفزيون السوري

في ذلك الوقت، قال العقيد حسين هرموش في مقابلة مع صحيفة الـ quot;تايمquot; أن استقالته تعود لأسباب أخرى، من بينها تلقيه أوامر بإطلاق النار على المدنيين المحتجين.

لكن بعد ثلاثة اشهر على هذا الحديث، ظهر هرموش في 15 سبتمبر على شاشة التلفزيون السوري الرسمي، quot;معترفاquot; بأنه لم يكن هناك مجموعة من المنشقين وأن جهات معينة دفعت له المال مقابل ان يكذب حول هذا الموضوع، من ضمنها جماعة الاخوان المسلمين، نائب الرئيس السابق المنفي عبد الحليم خدام وأبنائه، رفعت الاسد (عم الرئيس السوري ومرتكب مجزرة حماة الشهيرة عام 1982، يعيش حاليا في لندن)، إضافة إلى quot;معظم أعضاء اجتماع انطاليا quot; وهو واحد من أكبر التجمعات المعارضة للأسد.

ونفى العقيد بأنه تلقى أوامر بإطلاق النار على المدنيين. وقال ان المجموعة الأولى التي بادرت إلى الاتصال به كانت حركة الاخوان المسلمين، واضاف quot;سألوني: ماذا تريد؟ قلت: quot;أعرضوا علي ما لديكم، لأعرف ما إذا كنت سأعمل معكمquot;.

وأشار هرموش إلى أنه تلقى الكثير من العروض وقد وعده الجميع بالأسلحة والمال quot;لكن لم يقدموا له شيئاًquot;، واصفاً المعارضة بأنها quot;عديمة الفائدةquot;.

واعتبرت الـ quot;تايمquot; أنه ليس من الواضح كيف انتهى المطاف بهرموش في قبضة النظام، ففي الأشهر القليلة الماضية كان يعيش في مخيم للاجئين في تركيا على مقربة من السورية، لكن وفقا لعدد من الاشخاص الذين كانوا على اتصال يومي بالعقيد، فقد اعتاد على الخروج من المخيم عدة مرات للتسلل عبر الجبال والعودة الى سوريا.

وفقد أثر هرموش منذ أكثر من أسبوع عندما ظهر على شاشة التلفزيون السوري الناطقة بإسم نظام الأسد، التي انتزعت منه اعترافات، يعتبر معظم الناشطين أنه أقر بها عن طريق التعذيب والتهديد.

وحذر العقيد رياض الأسعد، زعيم ما يسمى بالجيش السوري الحر، النظام السوري في شريط فيديو بث على موقع يوتيوب من الإساءة لهرموش، مطالباً بإعادته فوراً إلى تركيا quot;وإلا سنرد بقسوة وعبر العمليات العسكريةquot;.

ما ان أطلّ هرموش على شاشة التلفزيون السوري حتى بدأت التحليلات حول كيفية القبض عليه وتسليمه إلى السلطات السورية، ومدى صحة الاعترافات التي أدلى بها.

في هذا السياق، تناولت صحيفة الـ quot;غارديان البريطانيةquot; الاتهامات التي طالت تركيا بكونها مسؤولة عن تسليم العقيد المنشق لنظام الأسد، ونقلت عن وسام طريف، عضو في منظمة حقوق الإنسان قوله أن quot;تركيا سلمت هرموش للسلطات السورية مقابل تسعة أعضاء من حزب العمال الكردستاني، جماعة كردية متشددة تعتبرها تركيا منظمة إرهابية.

وأضاف quot;لقد سمعنا من الأكراد أنه تم التوصل الى اتفاقquot;، مشيراً إلى أن الأتراك مهتمون بالعثور على تعريف واضح للدور الكردي داخل المجلس الانتقالي للمعارضة السورية.

وقال متحدث باسم الحكومة التركية انه لا يملك اي معلومات عن هرموش، كما ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سئل يوم الخميس عن الضابط المفقود، لكنه لم يقدم إجابة.

والقبض على منشق رفيع المستوى من الجيش السوري يعتبر ضربة للمعارضة السورية، في محاولة لإضعاف معنوياتها وإثارة الرعب في صفوف الجيش لمنع حدوث انشقاقات اخرى.

المعارضة تتحدث عن تعرض هرموش للخطف

ومساء يوم الجمعة، أعلن المعارض السوري صلاح الدين بلال من باريس ان الضابط هرموش تعرض للخطف بعد وقوعه في شرك.

وقال بلال الذي يعيش في المانيا وجاء الى باريس للمشاركة في مؤتمر للمعارضة السورية نهاية الاسبوع ان المقدم هرموش كان على موعد خارج المخيم مع رجل تركي عرض عليه تزويد المعارضة السورية بالسلاح. واضاف quot;في ذلك اليوم اختفى هرموش وتعرض للخطف واعيد بالقوة الى سورياquot;.