أكّد الإئتلاف العلماني الديمقراطي السوري المعارض خلال المؤتمر الذي عقده السبت والأحد في باريس ضرورة تقديم مساندة مطلقة للثورة السورية حتى تحقيق أهدافها داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه المتظاهرين. ورأى الإئتلاف أن الردّ على قمع النظام يكون بالتمسك بسلمية الثورة.

دعا الإئتلاف العلماني الديمقراطي إلى حماية دولية للمدنيين


باريس: أعلنت الأحد في باريس قوى وشخصيات علمانية سورية معارضة عن تأسيس ائتلاف علماني ديمقراطي سوري quot; يأخذ دوره ويرسم أثره في سياق الحراك الشعبي والسياسي الذي أفرزته الثورة السورية، دعما مطلقا لها بكل السبل والأدوات المتاحةquot;.

ولفت الشيخ مرشد معشوق الخزنوي لـquot;ايلافquot; إلى أنه ألقى كلمة في افتتاح المؤتمر أكدت على تنوع الشعب السوري .

مشاركة لمختلف الأطياف

فيما قال فراس قصاص عضو اللجنة التنفيذية لحزب الحداثة في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; إن المؤتمر كان ناجحا ونجم عنه تأسيس الائتلاف الذي أعلن عن دعمه للثورة السورية، واوضح quot;ان ذلك يعني ان للثورة وجها منفتحا وادعاءات النظام عن طائفية الثورة ادعاءات كاذبة وسوريا القادمة هي سوريا للجميع.quot;

ولفت الدكتور وليد شيخو المعارض السوري في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; الى أن الحوارات سادتها روح شفافية عالية ونوقشت قضايا مصيرية وقضايا مهمة بالنسبة إلى بناء نظام ديمقراطي برلماني علماني في سوريا.

وقال حاجي سليمان ممثل سوا لـquot;ايلافquot; اعتقد انه اول مؤتمر للشعب السوري ينعقد بوضوح وصراحة بالنسبة إلى حقوق الاقليات وحتى انهم في هذا المؤتمر الغوا اصطلاح الاغلبية والاقلية ونتمنى التواصل مع بقية المؤتمرات .

وقال غنى سفكر ممثل البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا لـquot;ايلافquot; ان هذا المؤتمر كان ناجحا يثبت حقوق الشعوب الكردية والاشورية واحترام الاديان وهو بداية صحيحة .

وأشار المعارض السوري بسام البيطار في تصريح مماثل الىquot; ان المؤتمر احتوى على كافة مكونات واطياف الشعب السوري كما وحضر احد ممثلي المنظمات المعتمة بشؤون الشرق الاوسط واعجب بالتوافق بين كل الاطراف ووعد بتقديم تسهيلات على مستوى الخارجية الفرنسيةquot;.

وأوضح الدكتور حسن الجمالي عضو تيار بناء الدولة السورية في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; ان المؤتمر كان ضرورياً لأن هناك في الفترة الاخيرة نوعا من التهرب من موضوع العلمانية، وقال إن ذلك سببه تحالفات وحساسيات وهناك من يعتبر ان كلمة العلمانية سيئة الصيت حتى لا يفتح موضوع فصل الدين عن الدولة وكان من الضروري ان يوضح الملتقى ماذا تعني العلمانية والمقصود بها في سوريا والربط بين العلمانية والديمقراطية دون صبغات اخرى. وبرأيي، يجب ان يعرف فضاءان في الدولة الديمقراطية: الفضاء السياسي والفضاء الديني وهما مستقلان لا يتدخل أي منهما في شؤون الاخر ولا يمارس ضغوط عليه.quot;

وعبر عن اعتقادهquot; ان الوحدة الوطنية في سوريا تمر بدولة ديمقراطية... دولة المواطن التي تقف على مسافة واحدة من الجميع وهذه الوسيلة الوحيدة التي يشعر بها المواطن انه متساوٍ مع الاخرينquot;.

التزام بمطالب الثورة السورية

وناقش الائتلاف الوضع الراهن للثورة السورية التي quot;أبرزت الوجه الحقيقي للشعب السوري وأعادت للشخصية السورية ألقها وثقتها بنفسهاquot;، وأكدوا التزامه التام بمطالبها ودعمها لتحقيق أهدافها كاملة، وبالسقف الوطني للثورة الذي اعلنه الثوار والذي تمثل بمطالبة المجتمعين العربي والدولي القيام بواجبهما لحماية المتظاهرين السلميين والمدنيين والحفاظ على ممتلكاتهم وفقا للقوانين والمواثيق الدولية .

ورأى الائتلاف العلماني أن خروجه الى الحياة في هذه اللحظة التاريخية إنما يأتي تتويجا وتوحيدا لدعمه للثورة السورية منذ اشتعالها وإحراقها لمحاصيل القمع الكثيفة، خوفا وصمتا ويأسا، كما ينبع من شعوره بالمسؤولية تجاه وطنه وأهله، ومن التزامه العميق بثورة مستمرة وواثقة من ربحها لرهان الانسان السوري على الحرية وانحيازه لوجوده الحر المتفاعل مع العالم لخياراتها في تحقيق الحرية للسوريين، إلى جانب المساواة والعدالة.

كما أكد خلافا للنظام المستبد، أن الثورة التي أشعلتها الروح السورية في عتمة الاستبداد الذي غمر وجه الحياة في البلاد، إنما هي ثورة الشعب السوري بكل أطيافه الاثنية والدينية والسياسية، وأن السلفية والتعصب والطائفية، مجرد أكاذيب اعتمدها النظام وسيلة لتخليص الثورة من وجهها الإنساني المنفتح على الحياة والمؤمن بقيم التسامح، والاعتراف بالآخر والاحتكام إلى الشعب بوصفه مصدرا للشرعية يمنحها لمن يثق ويسقطها عمن يريد.

وأضاف ان دعم الائتلاف للثورة السورية بشكل مطلق ليس إلا دلالة عميقة على كذب النظام المستبد في ادعاءاته وتهمه تلك، وآية لا يدخلها الشك على نصاعة الثورة وتطلعها إلى واقع عادل، تقع الدولة ومؤسساتها فيه على مسافة واحدة من جميع أبنائها، مهما كانت تحديداتهم للمعنى الديني مختلفة ومتباينة، على أن تكفل الدولة العلمانية المنفتحة التي يتطلع إليها المجتمعون بشكل كامل، حريات مواطنيها الدينية بوصفها جزءا لا يتجزأ من الحريات العامة .

اعتراف بالآخر على الوجه الذي يحدده الآخر لنفسه

ولفت البيان الختامي الى أن اعتراف الائتلاف العلماني العميق بالآخر وفهمه الجديد للوطن القائم بإرادة إنسانه، وحرصه على تنمية عوامل الانسجام والاتساق والتناغم، بدءا بالتأكيد على العيش المشترك بعدالة ومساواة، يجعله يؤكد أن الشعب السوري شعب متعدد، يشكل العرب والكرد والآشوريون السريان وبقية المكونات الاثنية فيه، متنه المادي والسوسيولوجي كما يشكلون إرثه الإنساني والتاريخي، لكل منهم تاريخه الأصيل وذاكرته المنقوشة على الأرض ولغته التي أخرج وعيه عبرها للعالم . واوضح انه على ذلك، لا بديل من الثقة والبحث عن عوامل التوافق في القرارات المصيرية التي قد يستدعيها مستقبل البلاد وإدارة شؤونه الإستراتيجية.

من هذا المنظور، يؤمن الائتلاف بحق تقرير المصير للشعب الكردي ضمن حدود الوطن الجغرافي وسلطة الدولة الشرعية وتثبيتها دستوريا، والاقرار الدستوري بالشعب الاشوري السرياني واعتباره شعبا اصيلا وضمان كافة حقوقه القومية واعتماد اللغة السريانية لغةً وطنيةً رسميةً، وذلك أيضا في إطار وحدة الوطن السوري . الائتلاف بلغة أخرى يعترف بالاخر الاثني والفكري والسياسي اعترافا عميقا على الوجه الذي يحدده الاخر لنفسه.

واشترك الائتلاف مع جميع قوى المعارضة في القناعة بأن الرد على استبداد وتوحش النظام وقمعه العاري للثورة السلمية إنما يكون بالتمسك بسلمية الثورة والحفاظ على نقاء مسارها الذي يحفر بثقة ويترسخ بزخم، وهو المسار الذي سيقود إلى سورية الدولة، الحديثة، الديمقراطية، التي وكما قدمت الأبجدية للعالم في بدايات الحضارة الإنسانية قادرة على تقديم أبجدية جديدة للثورات التي تنتصر في ظروف معقدة،محلية كانت ام إقليمية أم دولية ، وقادرة على قيمة حضارية تساهم في مسار التقدم البشري ورحلة الإنسان في هذا الكون .

إن المجتمع الذي يتعهد الائتلاف العلماني العمل من أجل تحقيقه في سورية هو ذاك الذي تتعدد فيه الآراء والمبادرات والفعاليات وفقا لانقسام المجتمع أفقيا لا عموديا، بالقياس إلى الموقف الفكري والمشروع السياسي المنبثق من مجتمع مدني حديث، لا استنادا إلى تركيبات المجتمع الأهلية ونتاجاتها المتناقضة أو تعارضاتها المتفجرة. كما أنه مجتمع لا يعرف أقليات وأكثرية، ويحرر الإنسان الفرد من كل وصاية على عقله وذوقه وفنه وابداعه ويطلق طاقاته الخلاقة في خدمة فرديته ومجتمعه تاليا. هذا هو الرد الحقيقي، الذي يتبناه هذا الائتلاف، على عقود طويلة من استباحة الانسان.

العلمانية تكرّس الحياد

عرّف الائتلاف العلمانية التي يؤمن بها الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري بأنها تلك التي تكرس الحياد في المجال العام وتفصل الروحي عن الزمني والمؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة بها، مع الديمقراطية بما تعنيه من تحقيق لمبدأ المحاسبة والمراقبة وفصل للسلطات الثلاث واحتكام لإرادة الشعب وتكريس لسيادته العليا وصون للحريات العامة، ومع اعتماد الشرعة الدولية لحقوق الإنسان مرجعيةً عليا للعقد الاجتماعي السوري الجديد، تتشكل الذرى المعيارية للائتلاف، وتتحدد ثوابته السياسية والقيمية، التي يعول عليها أن تكون الضامن الصاد لأي تعصب أو تطرف أو شمولية تتخذ من الدين أو الموقف الفكري أو الهدف السياسي لبوسا وغطاء لها .

ودعا الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري جميع القوى والفعاليات المعارضة والداعمة للثورة الى المبادرة فورا من أجل حمايتها وافتتاح المسار السياسي الداعم لها، ويؤكد أن الوقوف في مساحة الاختلاف والمحاصصة والسباق من أجل اقتسام حيزات الهيمنة على المشهد السياسي أمر يعد يمثابة خيانة للثورة، نكوصا وهدما لما حققته ولما تراهن عليه، وعلى ذلك يطالب الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري بتأسيس منتظم تمثيلي يحظى بشرعية الثورة والثوار ولا يقصي أحدا ولا يمر من خلال علاقات الكولسة والابعاد الشخصية والحزبية الضيقة.

وقال البيان إن الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري إذ يقيم إيجابا بعض الخطوات التركية في مساعدة الثورة، يشعر بالصدمة للعديد من الممارسات والتصريحات والمواقف الملتبسة للحكومة التركية، والمتخذة من قبلها بخصوص الثورة، منها على سبيل الذكر لا الحصر موضوع التضييق على اللاجئين السوريين ونكوصها عن حماية اللاجئين اليها بحيث ادى الامر الى وقوع قائد الضباط الاحرار السوريين المقدم حسين هرموش في قبضة السلطة القمعية فاقدة الشرعية. و يهيب الائتلاف بمنظمات حقوق الانسان وبالمؤسسات الدولية المعنية بتحمل مسؤولياتها إزاء هذا الملف.

أخيرا أشار البيان إلى quot;إن الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري إذ يعلن نفسه تيارا سياسيا وثقافيا ينتصر للإنسان وحقوقه في سورية، يؤكد انه يراهن على الدخول بمقولاته ومحدداته في صراع أفكار اجتماعي سلمي منتج للجديد ومحقق للتقدم . لتتحقق سورية الحديثة، سورية دولة المجتمع المدني دولة المواطنة والعدالة والحرية quot;.

والمشاركون في الائتلاف حزب الحداثة وحزب الانفتاح والمنظمة الاثورية الديمقراطية وتيار بناء الدولة السورية وائتلاف شباب سوا وحزب ازادي الكردي وحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا وحزب الاتحاد الشعبي الكردي ومركز جلادة بدرخان وحزب يكيتي الكردستاني وبارتي الديمقراطي الكردي في سوريا وحركة السريان وعدة أحزاب وحركات...