يشعر معظم المسيحيين في سوريا بالقلق من مرحلة ما بعد نظام الاسد، ودعمهم للثورة ممزوج بالخوف من الفراغ أو التقسيم، فيما يعرف البعض عن دعم واضح للنظام.

مسيجيو سوريا منقسمون حول دعم الثورة و تنتابهم مخاوف من مرحلة ما بعد الاسد

بيروت: نشرت صحيفة الـ quot;تايمquot; تحقيقاً عن وضع الأقلية المسيحية في سوريا، والآراء المختلفة حول الثورة السورية، مشيرة إلى أن معظمهم يشعر بالقلق من مرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد.

quot;ماذا يخبئ المستقبل لنا، نحن المسيحيونquot; تتساءل رندة خوري وهي مسمرة أمام شاشة التلفزيون منذ ستة اشهر في منزلها في حي القصور المسيحي القريب من باب توما في دمشق القديمة.

تتابع رندة الأخبار على كافة القنوات التلفزيونية، وتقول انها تدعم الثورة، لكن دعمها ممزوج بالخوف من العواقب التي قد يؤدي اليها انهيار نظام الرئيس الأسد.

في القصور، مثل كل مكان آخر في دمشق، للسلطة آذان في كل مكان، ويقول رامي خوري، زوج رندة إن quot;جميع باعة الفواكه والخضروات على طول الشارع يعملون لحساب الشرطة السرية والاستخباراتquot;.

بعد ستة أشهر من الاحتجاجات ضد الرئيس الأسد، وحملة القمع التي تقول الامم المتحدة انها أدت إلى وفاة أكثر من 2200، يبدو أن الحياة في القصور بدات بالعودة إلى الوضع الطبيعي.

ويشير رامي: quot;في الاشهر الأولى للثورة، كانت الشوارع تفرغ من الناس منذ الساعة السابعة مساء. لم يصدق أحداً أن الثورة اندلعت في سوريا، إذ أنه كان من المستحيل أن يحدث ذلك. ويردف قائلاً: quot;على الرغم من أن الشوارع عادت لتكتظ بالمارة من جديد، إلا أن البلاد لا تزال مشلولةquot;.

عند بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري، لم تكن عائلة خوري جازمة في دعمها للثورة أو لا، لأنها اعتقدت أن نظام الأسد الصارم سيعمد إلى قمع المتظاهرين وانهاء الاحتجاجات بسرعة. أما اليوم فيدعمون المعارضة بشكل واضح لا لبس فيه، على خلاف الغالبية العظمى من المسيحيين (نحو 2 مليون) الذين يؤيدون نظام الأسد العلماني ويعتبرونه حصناً ضد الإسلام السياسي واحتمالات نشوب صراعات دينية مثل تلك التي تلت سقوط نظام صدام حسين في العراق عام 2003.

أخشى ما يخشاه المسيحيون في سوريا هو الفراغ الذي سيخلفه سقوط نظام الأسد الذي تمكن من إبقاء كل شيء في مكانه على مدى السنوات الـ 40 الماضية.

ويخشى رامي خوري، كغيره من المسيحيين في سوريا، أن يتم تقسيم البلاد بعد سقوط الأسد إلى ثلاث دويلات : الدروز في الجنوب، العلويون في الشمال، والمسيحيون الذين سيبقون أقلية مع السنة. quot;وبما أننا كمسيحيين متفرقين في كل مكان، فسوف نُعزلquot; يقول خوري.

يبدو الانقسام جلياً في الشارع المسيحي حول دعم الثورة ، فهناك دعم واضح للنظام من قبل بعض الشخصيات المسيحية البارزة، مثل جورج شاوي، من عائلة مسيحية عريقة في دمشق ورجل أعمال بارز، الذي أصبح يرأس ndash; وبفخر ndash; جيشاً رقمياً مهمته اعتراض الرسائل الالكترونية من المحتجين على شبكة الإنترنت.

يشار إلى أن الكثير من المسيحيين في سوريا لا يشعرون بالارتياح حيال تأييد هذه الشخصيات للأسد وتحديداً دعم الكنيسة الأرثوذكسية للنظام، من قبل المونسنيور لوقا الخوري، مطران كنيسة مريم، الذي لا يمانع في أن ينظر إليه على أنه من أتباع النظام، فيصف المحتجين المطالبين بالحرية بـquot;المجرمين الذين يقتلون رجال الشرطة.quot;

خوفاً من العواقب المترتبة على مثل هذه الاستفزازات، توجه عدد من المفكرين المسيحيين بخطاب مفتوح لدعوة رجال الدين إلى عدم التحدث علناً نيابة عن المجتمع المسيحي بأسره.

ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين المسيحيين في دمشق قوله: quot;رجال الدين المسيحيين على علاقة جيدة مع المخابرات (الاستخبارات) لأن هذا الجهاز يقبض على رقابهم. فالنظام يعرف عن فساد بعض الأساقفة لديناquot;.

على الرغم من ذلك، تعتقد رندة خوري ان الوقت قد حان للتغيير، مما يجعلها أقلية داخل الأقلية المسيحية، وتقول: quot;إن سورية غداً لن تكون كسوريا اليوم، لقد كسر حاجز الخوف. الفوز بحريتنا أمر يستحق المجازفةquot;.