صنعاء: دعت الولايات المتحدة السبت اليمن الى القيام بانتقال quot;فوريquot; للسلطة نحو الديموقراطية وحضت كل الاطراف على وقف العنف بعد اسبوع من المواجهات اسفرت عن مقتل نحو 200 شخص.

وقال المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند quot;نحض كل الاطراف على وقف العنف وممارسة اكبر قدر من ضبط النفسquot;، معربة عن quot;قلق بالغquot; حيال اعمال العنف في اليمن.

واضافت quot;على الحكومة اليمنية ان تلبي فورا التطلعات الديموقراطية لشعبهاquot;.

ووقعت معارك عنيفة في صنعاء حيث قتل 40 شخصا على الاقل السبت غداة العودة المفاجئة للرئيس علي عبد الله صالح الجمعة الى البلاد اثر غياب لاكثر من ثلاثة اشهر في السعودية ودعوته الى التهدئة.

وبذلك، يرتفع الى 174 عدد الاشخاص الذين قتلوا منذ اندلاع المواجهات في العاصمة اليمنية الاحد الماضي، وفقا لتعداد اجرته وكالة فرانس برس.

واكدت نولاند ان واشنطن تدعم دعوة مجلس التعاون الخليجي الى ايفاد لجنة للتحقيق في ظروف مقتل المدنيين. وقالت quot;قتل عدد كبير من المدنيين وكل يوم يمر من دون اجراء انتقال سلمي (للسلطة) هو يوم اخر يجبر فيه الشعب اليمني على العيش في مناخ غير مستقر يهدد امنهم وسلامتهمquot;.

واضافت quot;نحض مجددا الرئيس صالح على القيام بانتقال كامل للسلطة من دون تاخير والتحضير لانتخابات رئاسية تجري قبل نهاية العام تنفيذا لخطة مجلس التعاون الخليجيquot;.

واكد المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي ضرورة التوصل الى quot;توافق للتنفيذ الفوري والامين للمبادرة الخليجية كما هي وتطلعه الى توقيع (صالح) الفوري عليها وتنفيذ الانتقال السلمي للسلطة بما يحفظ امن واستقرار ووحدة اراضيquot; اليمن وquot;يحترم ارادة وخيارات شعبه ويلبي طموحاته في التغيير والاصلاحquot;.

واكدت نولاند ان quot;الشعب اليمني عانى بما فيه الكفاية ويستحق عبورا نحو يمن موحد ومستقر وامن وديموقراطيquot;.

ووقعت معارك عنيفة في صنعاء حيث قتل 40 شخصا على الاقل السبت غداة العودة المفاجئة للرئيس علي عبد الله صالح الجمعة الى البلاد اثر غياب لاكثر من ثلاثة اشهر في السعودية ودعوته الى التهدئة، في حين حضت الدول الخليجية صالح على التوقيع quot;الفوريquot; على مبادرتها لانهاء الازمة في بلاده.

وقد هدات المعارك عصر السبت وساد هدوء هش مع حلول المساء في العاصمة صنعاء، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.

وكان مصدر عسكري يمني منشق اعلن لوكالة فرانس برس ان قوات الحرس الجمهوري، وحدات النخبة في الجيش اليمني، قصفت محيط ساحة التغيير حيث يعتصم المحتجون، ما ادى الى مقتل 11 جنديا من المنشقين واصابة 112 اخرين.

واضاف ان القصف استهدف معسكرا للفرقة الاولى المدرعة بقيادة اللواء المنشق علي محسن الاحمرالمؤيد للحركة الاحتجاجية ويقع قرب ساحة التغيير.

واشار الى سقوط حوالى ستين قذيفة في المكان.

وتزامن القصف مع بدء الاف المحتشدين في ساحة التغيير التظاهر في الشوارع المجاورة.

من جهتها، اعلنت لجنة تنظيم الاحتجاجات ان حصيلة معارك السبت بلغت اربعين شخصا على الاقل في صنعاء حيث تدور معارك بين المؤيدين والمعارضين للرئيس صالح.

وقال احد اعضاء اللجنة ان اربعين شخصا على الاقل قتلوا ومئات اصيبوا بجروح السبتquot; في مختلف احياء العاصمة وبينها ساحة التغيير.

كما قتل احد المارة في اشتباك في حي الحصبة في شمال صنعاء بين مسلحين قبليين معارضين ومؤيدين لصالح، بحسب عائلته.

وقد اعلنت مصادر طبية ان سبعة عشر شخصا قتلوا واصيب 55 آخرون في هجوم شنه الجيش اليمني ليل الجمعة السبت على ساحة التغيير حيث يعتصم متظاهرون منذ اواخر كانون الثاني/يناير.

واعلن مسؤول في قناة العراقية الفضائية لوكالة فرانس برس ان مصور القناة في صنعاء حسن يحيى الوضاف هو يمني توفي اثر اصابته برصاص قناص اثناء تغطية تظاهرات في ساحة التغيير الاثنين الماضي.

وقال عبد الكريم حمادي مدير الاخبار ان quot;مصور قناة العراقية في صنعاء حسن يحيى الوضاف توفي اثر اصابته بطلق من قناص اثناء تغطيته تظاهرة في ساحة التغيير في العاصمة اليمنية الاثنين الماضيquot;.

وبذلك، يرتفع الى 174 عدد الاشخاص الذين قتلوا منذ اندلاع المواجهات في العاصمة اليمنية الاحد الماضي، وفقا لتعداد اجرته وكالة فرانس برس.

واوضح مصدر طبي ان بين القتلى عددا من المدنيين اضافة الى عسكريين تابعين للواء المنشق علي محسن الاحمر .

ووقع الهجوم بعد ساعات من العودة المفاجئة للرئيس اليمني الى صنعاء بعد غياب لاكثر من ثلاثة اشهر في السعودية حيث كان يعالج من جروح اصيب بها في هجوم استهدف قصره في صنعاء في الثالث من حزيران/يونيو.

وفي تعز (270 كلم جنوب غرب العاصمة)، قصقت قوات موالية بواسطة الدبابات ساحة الحرية واحد الاحياء في شمال غرب المدينة بحسب شهود عيان اكدوا عدم وقوع اصابات.

وقد دعا صالح الى وقف للنار بين وحدات الحرس الجمهوري التي يقودها نجله البكر احمد والفرقة الاولى المدرعة الموالية للاحمر، لكن المعارك اندلعت مجددا مساء الجمعة.

واعتبر صالح كما نقل عنه مسؤول يمني انه quot;لا يوجد حل اخر سوى الحوار والمفاوضات من اجل وقف اراقة الدماء والتوصل الى تسويةquot;.

من جهتها اصدرت قيادة انصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية والجيش اليمني الحر المؤيد للثورة بيانا قالت فيه ان عودة صالح quot;تمثل فاجعة كبرى لليمن واليمنيينquot;، وناشد البيان دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي quot;كبح جماح تصرفاته اللامسؤولة والتي ينوي من خلالها تفجير الوضع عسكريا واشعال حرب اهلية طاحنة في بلادنا قد تطال بتداعياتها المنطقة برمتهاquot;.

الدول الخليجية تحضّ الرئيس اليمني على توقيع مبادرتها فورًا

واكد المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي ضرورة التوصل الى quot;توافق للتنفيذ الفوري والامين للمبادرة الخليجية كما هي وتطلعه الى توقيع (صالح) الفوري عليها وتنفيذ الانتقال السلمي للسلطة بما يحفظ امن واستقرار ووحدة اراضيquot; اليمن وquot;يحترم ارادة وخيارات شعبه ويلبي طموحاته في التغيير والاصلاحquot;.

وقد وضعت دول الخليج القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ كانون الثاني/يناير، خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين.

وندد الوزراء quot;بما يحدث في اليمن من اللجوء الى استخدام السلاح ضد المتظاهرين العزل، داعيا الى ضبط النفس والالتزام بالوقف التام والفوري لاطلاق النار، وتشكيل لجنة تحقيق في الاحداث الاخيرة التي ادت الى قتل الابرياءquot;.

واوضحت الوكالة ان المجلس عقد quot;اجتماعا استثنائياquot; الجمعة في نيويورك برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الامارات.

واطلع المجلس على تقرير الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني بشأن الاوضاع في اليمن خلال زيارته هذا البلد بين 19 و 22 الشهر الحالي.

وكان الزياني اعلن اثناء مغادرته اليمن انه quot;حينما تحين الظروف المناسبة ستكون كافة الاطراف مستعدة عندئذ لبذل الجهود المطلوبة للتغلب على التوتر وتحقيق الامن والاستقرار في اليمنquot;.

وتأتي اعمال العنف وسط تحذيرات من ان اليمن، البلد الاكثر فقرا جنوب غرب الجزيرة العربية، بات على شفا الانهيار التام، في وقت يواجه حركة تمرد في الشمال وتهديدا متناميا للقاعدة في الجنوب.

واعتبرت فرنسا اعمال العنف التي خلفت ليل الجمعة السبت في صنعاء عشرات القتلى بين معارضي النظام اليمني، quot;غير مقبولةquot; وان الازمة في ذلك البلد quot;قد طالتquot; وفق ما افادت وزارة الخارجية في بيان.

وصرح الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو في البيان ان quot;فرنسا تدين باشد الصرامة الهجمات التي وقعت ليل الجمعة السبت على مخيم المتظاهرين في ساحة التغيير بصنعاءquot;.