والدا الموسيقار السوري مالك جندلي بعد تعرضهما للضرب

بعد الإعتداء على رسام الكاريكاتور السوري الشهير علي فرزات في 25 أغسطس/آب، طالت حملة القمع في سوريا عائلة الموسيقار مالك جندلي، الذي أكد أن اثنين من ضباط الأمن المسلحين اقتحما منزل عائلته في حمص، ونهبا ودمّرا محتوياته.


جورجيا: قال الموسيقار السوري مالك جندلي، الذي يعيش في الولايات المتحدة، إن منزل عائلته في سوريا تم نهبه خلال هذا الأسبوع، في أعمال تهدف إلى quot;الترهيبquot; على أيدي قوات الأمن الغاضبة من معارضته للحكومة.

وأبلغ جندلي، الملحن وعازف البيانو الشهير في سوريا، شبكة سي إن إن بأنه علم أن اثنين من ضباط الأمن المسلحين اقتحما منزل عائلته في حمص ونهبا ودمّرا محتوياته. وكان المنزل فارغاً بعدما فرّ والدا جندلي إلى الولايات المتحدة، في أعقاب اعتداء تعرّضا له في يوليو/تموز الماضي، على يد quot;الشبيحةquot;.

وقال جندلي، وهو الآن مواطن أميركي يعيش في أتلانتا، إنه يعتقد أن قوات الأمن استهدفت عائلته بسبب حفل موسيقي قدمه دعمًا للمعارضة السورية، مضيفًا أنه quot;يأمل في تعمل أن موسيقاه على تعزيز السلام والوئام والتفاهمquot;.

وأوضح الموسيقار السوري أن اعتداء quot;الشبيحةquot; على والديه في يوليو/تموز الماضي كان بسبب حفلة موسيقية له في الشهر نفسه،quot; لافتًا إلى أن quot;قوات الأمن لم تعرف أن والديه تركا منزلهما، وعندما لم يعثروا على أحد، نهبوا المنزل... هناك كاميرا في المنزل سجلت تحركاتهمquot;.

صورة لوالدة الجندلي نشرت على فايسبوك

يشار إلى أن صورًا منشورة على موقع فايسبوك أظهرت دليلاً على ضرب وحشي تعرّض له والد جندلي، وهو طبيب يُدعى مأمون جندلي، 73 عامًا، بينما كانت والدته لينة دروبي، 66 عامًا، من بين أفراد الأسرة المستهدفة.

وقال الدكتور مأمون الجندلي إن ثلاثة رجال انهالوا عليه وعلى زوجته بالضرب المبرح، في يوليو/تموز الماضي، ما تسبب في إصابات بالغة في وجهيهما، مضيفًا quot;الحمد لله أنهم لم يقتلونا.. لقد أخبروني أن هذا درس لي ليعلمني كيف أربي ابنيquot;.

وقررت العائلة مغادرة سوريا بعدما تعرّضت للاعتداء، وانتقلت من منزل إلى آخر لفترة من الوقت للبقاء في مأمن، قبل أن تحصل على مساعدة من وزارة الخارجية الأميركية، تمكنت بعدها من الحصول على تأشيرات دخول للوصول إلى الولايات المتحدة.

ووصل الدكتور مأمون إلى أتلانتا قبل بضعة أيام، بينما وصلت زوجته لينة إلى ديترويت قبل بضعة أسابيع، حيث كانت تقيم مع ابنها الآخر، رامي جندلي.

وأكد الدكتور مأمون جندلي لشبكة سي إن إن أنه كان quot;يطلب منه أن يعالج الناس في منازلهم، لأنهم يخشون الذهاب إلى المستشفياتquot;، في اتساق مع تقارير حقوقية قالت إن قوات الأمن السورية تعتقل الجرحى، وتمنع وصولهم إلى المستشفيات.

وأضاف quot;الناس غاضبون بسبب غياب حقوق الإنسان.. النظام وحشي جدًا في سلوكه مع المتظاهرين.. أعتقد أن هذا النظام لن يستجيب لأي نصيحة... إنهم يعتقدون أنهم ورثوا هذه الأرضquot;.

الموسيقار ماالك الجندي

يذكر أن رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات أكد أن دبلوماسيين غربيين يتوافدون لزيارته منذ حادثة الاعتداء عليه من قبل أشخاص مجهولين فجر 25 آب/أغسطس، ما أدى إلى إصابته بجروح في أنحاء مختلفة من جسده، خصوصًا في الوجه واليدين.

وقال فرزات لوكالة الأنباء الفرنسية quot;لقد قام بزيارتي السفير الأميركي بصحبة السفير الياباني، كما عادني سفير الاتحاد الأوروبي ممثلاً عن دول الاتحاد، الذي جاء بصحبة السفير النروجي والتركي والسويسريquot;.

واضاف quot;ان سفراء بريطانيا وألمانيا وهولندا قاموا بزيارتي كذلك بشكل فرديquot;. وأكد رسام الكاريكاتور أن quot;سفراء هذه الدول عبّروا جميعًا عن دعمهم لي وعن مشاعر المواساةquot; معربين عن quot;استغرابهم لتعرّضي إلى حادث الاعتداء، سيما وأنني لم أحمل سوى قلميquot;.

وتعرّض فرزات للضرب المبرح من قبل مجهولين اعترضوا سيارته، وخطفوه فجر الخميس 25 اب/اغسطس، ما أدى إلى كسر أصابع يده اليسرى، وإصابته بكدمات خصوصًا في الوجه واليدين، ما استدعى نقله إلى المستشفى.

ودانت دول وشخصيات ومنظمات حقوقية عدة الاعتداء الذي تعرّض له فرزات. وأشار فرزات يوم الحادث للوكالة إلى أن quot;أحدهم كان يصرخ إضربوه إضربوه كي يتوقف عن الرسم والتطاول على أسيادهquot;.

وقام فرزات منذ اندلاع موجة الاحتجاجات غير المسبوقة في منتصف آذار/مارس برسم العديد من اللوحات التي quot;تنتقد الظلم والتعامل الأمني مع الأزمةquot;، حسبما أفاد للوكالة. إلا أن فرزات أكد أن الرسم quot;قدرهquot;، وأنه quot;مصصم على متابعة عمله رغم الاعتداءquot; الذي تعرّض له.

الرسام علي فرزات

وحول نتائج التحقيق الذي قامت دمشق بفتحه حول الحادث والكشف عن منفذيه، أجاب فرزات quot;إنه لم يتم إخباره بأي شيء من هذا القبيل، وإنه علم بالأمر عبر شريط إخباري كغيره من الناسquot;.

وأضاف quot;لم تتصل بي أي جهة لمعرفة ظروف الحادثquot;، لافتًا إلى quot;أنه جانب مهم من التحقيقquot;.

وقد فتحت وزارة الداخلية السورية تحقيقًا quot;لمعرفة ملابسات الاعتداء والوصول إلى الفاعلين من أجل تقديمهم إلى العدالةquot; غداة الحادث، حسبما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

وحصل فرزات على ترخيص بإصدار جريدة quot;الدومريquot; في عام 2001، وكان ذلك أول ترخيص يُعطى لصحيفة مستقلة في سوريا منذ 1963، وشهدت رواجًا كبيرًا منذ بدء صدورها مع طبع 60 ألف نسخة، إلا أنه نتيجة بعض المشاكل مع السلطات توقفت الجريدة عن الصدور بعدما تم سحب الترخيص منه في عام 2003.

وأسس فرزات صالة للفن الساخر، التي اتخذت من مقر جريدة الدومري موقعًا لها، لتكون استمرارًا لفكرها معتمدًا على النجاح الذي حصدته الجريدة لدى الجمهور الذي نقلت همومه وعكست واقعه وكانت لسان حاله.

وفاز علي فرزات (60 عامًا) بعدد من الجوائز الدولية والعربية، منها الجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي في بلغاريا (1987)، وجائزة الأمير كلاوس الهولندية (2003). وأقام معرضًا في معهد العالم العربي في باريس (1989)، ونشرت رسوماته في العديد من الصحف السورية والعربية والأجنبية.