الرياض: يصل إلى الرياض مساء اليوم رئيس الاستخبارات الباكستانية الجنرال أحمد شجاع باشا في زيارة تدوم ساعات يلتقي خلالها نظيره السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز وكبار مساعديه.

وقالت مصادرquot;إيلافquot; إن المسؤول الباكستاني سيبحث مع المسؤولين السعوديين quot;العلاقات المتوترة بين بلاده والولايات المتحدةquot; في ضوء الخلاف حول شبكة حقاني بين واشنطن وإسلام آباد.

ومن المقرر أن تعقد اللجنة البرلمانية للأمن القومي في الباكستان اجتماعا في الاثنين المقبل لبحث الوضع الذي نشأ بعد الإتهامات الأميركية لباكستان بدعم شبكة حقاني.

وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأدميرال مايك مولن اتهم الخميس الفائت أجهزة الاستخبارات الباكستانية باستخدام شبكة حقاني المرتبطة بحركة طالبان كذراع افتراضية لها للتحرك بأفغانستان ضد القوات الأفغانية وقوات التحالف.

وخلال اجتماعات عقدت مؤخرا مع نظرائهم الباكستانيين طالب كبار المسؤولين الأميركيين، وبينهم مولن ووزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إسلام آباد بقطع علاقاتها مع شبكة حقاني وبالمساعدة في تصفية قادتها وquot;إلاّ فإن واشنطن ستتحرك أحادياًquot;.

ونفى المسؤولون الباكستانيون وبينهم رئيس الحكومة يوسف رضا جيلاني ما وصفوه بـquot;المزاعم الأميركيةquot;وهدّدت وزيرة الخارجية الباكستانية هينا ربّاني خار الولايات المتحدة بأنها ستفقد تحالفها مع بلادها في حال واصلت الأولى توجيه التهم لإسلام آباد بدعم المسلحين.

وذكرت صحيفة quot;اكسبريس تربيونquot;الباكستانية اليوم الاثنين أن الجيش الباكستاني لن يقوم بعمل ضد جماعة حقاني التي تتهمها واشنطن بتنفيذ هجوم ضد سفارتها في كابول على الرغم من تزايد الضغوط الأميركية لفعل ذلك.

وقال الجيش الباكستاني إن قائده الجنرال أشفق كياني التقى مع كبار قادته أمس الأحد في اجتماع quot;خاصquot; لبحث الوضع الأمني في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة الحرب الكلامية مع الولايات المتحدة.

وجاء هذا الاجتماع الاستثنائي لقادة الفيالق وسط مزاعم أميركية بأن وكالة المخابرات التابعة للجيش الباكستاني ساندت جماعة حقاني المتشددة التي تنحي واشنطن باللائمة عليها في الهجوم الأخير على سفارتها وأهداف أخرى بكابول.

وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤول عسكري لم تذكر اسمه أن القادة اتفقوا على مقاومة المطالب الأميركية بان يشن الجيش الباكستاني هجوما في منطقة وزيرستان الشمالية التي تعتقد الولايات المتحدة أن شبكة حقاني تتمركز فيها.

وقال المسؤول للصحيفة شريطة عدم نشر اسمه quot;ابلغنا الولايات المتحدة بالفعل أن باكستان لا يمكن أن تصل إلى ابعد ما فعلته بالفعل.quot;

وتنفي باكستان أنها تدعم شبكة حقاني وتقول إن جيشها مستنزف في قتاله تمرد حركة طالبان الباكستانية بحيث لا يمكنه ملاحقة شبكة حقاني التي تشير تقديرات أن عدد مقاتليها يتراوح بين عشرة آلاف و15 ألف فرد.

ويقول محللون إن الجيش الباكستاني قد يمنى بخسائر بشرية فادحة إذا حاول شن حملة على شبكة حقاني التي طورت تحالفات واسعة مع تنظيمات متشددة أخرى في المنطقة وتسيطر على الأرض الجبلية الوعرة.

ويقول سراج الدين حقاني الذي يرأس هذه الجماعة أنها لم تعد تحتاج إلى ملاذات في باكستان وتشعر بالعمل في أمان في أفغانستان.

وقبل أسبوعين شن متشددون هجوما على السفارة الأميركية ومقر حلف شمال الأطلسي في كابول.وأنحى مسؤولون أميركيون باللائمة في هذه الهجمات على شبكة حقاني.

وصرح مسؤولون أميركيون بأنه توجد معلومات مخابرات من بينها اتصالات هاتفية تم التقاطها تشير إلى أن هؤلاء المهاجمين كانوا على اتصال بأشخاص لهم صلة بوكالة المخابرات الباكستانية.

وفي أقوى تصريحات يدلي بها مسؤول أميركي منذ انضمت باكستان إلى الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على التيارات المتشددة عام 2001 قال الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة المنتهية ولايته يوم الخميس في شهادة أمام
مجلس الشيوخ الأميركي أن شبكة حقاني quot;ذراع حقيقيةquot; لوكالة المخابرات التابعة للجيش الباكستاني.كما حمل باكستان المسؤولية للمرة الأولى عن هجوم كابول قائلا أن إسلام آباد دعمت هذا الاعتداء.