وضع القرار مطالب السعوديات بين أيديهن
بعد عام من الآن، ستجمع قبة مجلس الشورى السعودي الرجل مع المرأة، للمرة الأولى، بعد قرار ملكي، وصفه الكثيرون بالتاريخي، وضع مفاتيح الحقوق الخاصة بالمرأة في يدها، فيما قالت نسوة إن مسألة قيادة السيارة باتت مسألة وقت.
الرياض: أشدهن تفاؤلاً، لم تكن لتتوقع مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى الدورة المقبلة. قرار المشاركة السياسية والمجتمعية لم يكن سقفاً مأمولاً في الفترة الحالية، لولا خطاب العاهل السعودي، الذي وضع مفاتيح الحقوق الخاصة بالمرأة في يدها، لتطالب بها عبر منبر مجلس الشورى.

ويرى الكثير من المراقبين للشأن السعودي الداخلي أن قرار الملك الذي فاجأ وأدهش النساء والرجال على حد سواء في السعودية، وسيكون الباب العالي الذي لن تدخل معه المرأة السعودية ابتداء من الدورة المقبلة، حيث يرى البعض أنه قرار أعلى مما كان يتوقعه أكثر الحقوقيين والناشطين في حقوق المرأة تفاؤلاً.

لعل أكثر المطالب التي ظهرت على الساحة السعودية خلال الفترة الماضية تركزت على حق المشاركة السياسية والتشريعية كحق المرأة في قيادة السيارة وحق استخراج جواز سفر والسفر من دون محرم.

والمتابع لشبكات التواصل الاجتماعي، يجد أن هناك من هم مندهشون من هذا القرار الذي لم يأت تدريجاً، حيث علق كثير منهم مستغرباً ومتسائلاً كيف لعضوات مجلس من المفترض أنه quot;تشريعي ولا يملكن حق قيادة السيارة،كما لا يستطعن السفر من دون إذن ولي الأمر؟quot;.

حتى إن البعض منهم قال مازحاً إن على عضوات مجلس الشورى في الدورة المقبلة سرعة الحجز مع سائقين الطالبات والمدرسات والممرضات، وفي المقابل، يرى البعض أن قرار الملك بمنح المرأة هذا السقف العالي من الحقوق quot;مدروس جدًاquot; على اعتبار أن دخول المرأة معترك صنع القرار والمشاركة السياسية يصبح من المستحيل معه عدم اكتمال الحقوق الأقل سقفًا.

ويوم الأحد كان يومًا للتهنئة بين السعوديات، حتى إن معظم صفحات الناشطات الحقوقيات في مواقع التواصل الاجتماعي لا تكاد ترى فيها أي مطالب سوى التهنئة، في حين بات quot;الملكquot; هو أعظم الرجال في عيونهن في ذلك اليوم.

وكتبت الدكتورة بدرية البشر عبر صفحتها على تويتر: quot;اليوم هو يوم العرس الحقوقي.. وصوت فرح النساء أعلى من أصوات المثبطين والمرجفينquot;، بدورها، شكرت الناشطة الحقوقية سعاد الشمري الملك على إعطائه المرأة حق المشاركة السياسية والمجتمعية، داعية نساء المملكة إلى الخروج بمسيرة شكر للملك.

يعتبر الكثيرون أنها باتت مسألة وقت

قيادة السيارة مسألة وقت

ويرى كثير من المراقبين في السعودية أن السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة بات مسألة وقت لا أكثر على ضوء القرارات الملكية الأخيرة، فكما هو معروف كان قبل سنوات مجرد طرح فكرة منح المرأة الحق في قيادة السيارة في السعودية غير مقبول، ويلقى معارضة شديدة، سيما من رجال الدين تحت حجج وذرائع مختلفة، لكن الحراك النسائي الأخير حرّك المياه الراكدة، ولم يكن سوى إرهاصات لحقبة جديدة، ستصبح فيها قيادة المرأة للسيارة أمراً عادياً.

والآن، وبعد قرارات الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي أعادت الاعتبار للمرأة السعودية، وخوّلتها دخول مجلس الشورى والمشاركة في الانتخابات البلدية، أصبحت قضية بحجم قيادة المرأة للسيارة أصغر من أن تجد كل هذا الجدل والصخب الذي أثير طيلة السنوات الماضية، وفقاً لما ترى نساء سعوديات.

ومنذ صدور قرارات الملك أمام مجلس الشورى أمس انفرجت أسارير السعوديات، وبدا ذلك واضحاً من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، التي تابعت باهتمام غير مسبوق مرحلة التحوّل التي وصفها البعض بالتاريخية والفاصلة بين زمنين، وشهدت تلك الشبكات ما يشبه الإجماع على أن الخطوة التالية ستكون حتماً قراراً يسمح للنساء بقيادة السيارة.

ورأت بعض النساء أن السماح بقيادة السيارة يبدو أمراً صغيراً أمام قرار بحجم منح المرأة حقوق الترشّح والانتخاب ودخول مجلس الشورى، وذكرن أنه بالتبعية ستكون المرأة قادرة على قيادة السيارة خلال وقت وجيز فقط.

ودلّلت تصريحات رئيس لجنة حقوق الإنسان والعرائض في مجلس الشورى السعودي الدكتور مشعل ممدوح آل علي، التي قال فيها quot;إن قوة المطالب المُلحة لقيادة المرأة للسيارة، دفع المجلس لدراسة الأمر بشكل معمق وشمولي، والنظر في الأمر بجدية كبيرةquot;، دللت على أن قراراً قريباً قد يصدر حاملاً معه بشائر جديدة للمرأة السعودية.

وكشف آل علي، في تصريحات نقلتها صحيفة quot;الحياةquot; أن الفئة الأكثر معارضة لمنح المرأة حق قيادة السيارة هم الذين لا يحسبون على التيار الدينيquot;، موضحاً أنهم quot;من الفئة التي تنظر له من منطلق العرف والتقاليد (أبناء القبائل)، إضافة إلى وجود شريحتين أخريتين ينقسم أفرادهما بين غير المباليين، والمؤيدين بشدةquot;.

وذكر أن quot;طائفة كبيرة من النسوة يجدن في طلبهن هذا حقاً شرعياً، لا يمنعه أي مسوغ. وقد تعدت نسبتهن المتوقعquot;، موضحاً أنهن quot;قمن بتفويض محامٍ، ليتولى المهمة نيابة عنهنquot;، وقال quot;إن لجنة حقوق الإنسان والعرائض في المجلس في انتظار إحالة الملف من رئيس المجلس الدكتور عبدالله آل الشيخ، إلى اللجنة، للدرس والتمحيصquot;.

وتوقع آل علي أن تقود المرأة السعودية، السيارة، مستدركاً أن quot;رفض المجلس وارد أيضاًquot;، وقال quot;نأمل من مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، وأعضاء هيئة كبار العلماء، تقديم آرائهم في هذا الأمر، بما يرونه متماشياً مع ما تقتضيه المصلحة، وهم أدرى بذلك، ونحن نتقيد بما سيقولون، ونلتزم بما يأمرون به، إيماناً بأنهم مرجعيتنا، والأعلم بالمصالح من المفاسدquot;.

وشهدت مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت خلال الأشهر الماضية حراكاً نسائياً واسعاً، ودُشّنت حملات عدةداعية إلى منح المرأة حق قيادة السيارة وسط اهتمام إعلامي كبير، وقام العديد من النساء بقيادة سياراتهن بالفعل خلسة وتصوير ذلك ونشره في quot;يوتيوبquot;.