برز المرشح الجمهوري ميت رومني في المناظرة الاخيرة مع منافسه باراك اوباما، ويرى المحللون انه لن يتغير شيء في السياسة الاميركية تجاه الشرق الاوسط ولبنان في حال سقط رومني أم ربح.


بيروت: المعروف ان الرئيس الاميركي جون كيندي كان أول رئيس يخضع نفسه للتدرب على استخدام وسائل الاتصال التي سمحت له إحراز الانتصارات خلال المناظرات التلفزيونية على منافسه ريتشارد نيكسون، فقد قبل حينها نيكسون بأربع مناظرات تلفزيونية مع خصمه لاعتقاده بانها ستكون لصالحه نظرًا لعمق تجربته السياسية، على الرغم من تحذير مستشاريه، فخسر نيكسون المناظرة الاولى بسبب الحرارة التي كان يعانيها لألم في ركبته، وكان ذلك ظاهرًا للمشاهدين، امام كيندي، الشاب المكتسب سمرة من البحر، اضافة الى ذلك اختار نيكسون للقاء الاول المواضيع التي يمتلكها كفاية، تاركًا للمناظرة الاخيرة الموضوع الذي يحلق به وهو السياسة الخارجية، لتثبيت الانطباع الاخير عنه لدى الجمهور جيدًا، لكن المشاهدين للمناظرة الاولى كانوا بين 70 و75 مليون شخص، بينما قل عددهم في الحلقات المقبلة، فكان للانطباع الاول تأثيره الفاصل بين الفوز والسقوط.

الاربعاء الماضي، تابع اكثر من 67 مليون اميركي عبر التلفزيون المناظرة بين باراك اوباما وخصمه الجمهوري ميت رومني وهو رقم قياسي منذ 20 عامًا، واكدت صحيفة quot;دنفر بوستquot; ان quot;الجولة الأولى اكتسبها رومنيquot;، فهل احتمال مجيء رومني الى سدة الرئاسة يغير سياسة اميركا الخارجية؟

يرى الناشط والمحلل السياسي معن بشور في حديثه لquot;إيلافquot; انه من السابق لاوانه توقع اي من المرشحين الاميركيين سيفوز، ولكن من دون شك بحسب الاستطلاعات التي اجرتها الولايات المتحدة فهي تشير الى ان رومني قد تفوق على اوباما في المناظرة الاخيرة، لكن هناك مناظرتان، لا تزالان تنتظران، واوباما في السياسة الخارجية سيتفوق على رومني الذي ما زال اسير نظريات تجاوزها الزمن، وبكل الاحوال، اوباما، بحسب اكثرية استطلاعلات الرأي، كان متقدمًا بفارق كبير على رومني، واعتقد ان هذه المناظرة لن تغير كثيرًا في النتيجة.

ماذا عن السياسة الاميركية تجاه الشرق الاوسط هل تتغير بتغير الاشخاص؟ ام تبقى على ما هي عليه؟ يجيب بشور:quot; السياسة الاميركية لا يرسمها اشخاص، بل يمثلها من ينتخب لرئاسة الولايات المتحدة، وتخرج عن مراكز متنوعة في الادارة الاميركية كالبيت الابيض، ووزارة الخارجية والبنتاغون، ومجلس الامن القومي، ومجمع الاستخبارات، ولكن خلف هؤلاء مجموعة مصالح وصفها يومًا الرئيس الاميركي السابق الراحل ايزنهاور بالمجمع الصناعي العسكري الذي يقود الولايات المتحدة وليست الادارة العسكرية والسياسية.

ويضيف بشور:quot; في الفترة الاخيرة، بات واضحًا ان السياسة الخارجية خصوصًا في منطقتنا، قد انتقل امرها الى البنتاغون، الذي اصبح بالفعل وزير الخارجية الفعلي، فيما وزارة الخارجية نوع من وزارة إعلام، واعتقد ان هذا مرتبط بالتطورات التي شهدتها واشنطن، في العقود الاخيرة من حيث تعاظم دور العمل العسكري في السياسة الاميركية، وبالتالي من حروب خصوصًا في العراق وافغانستان، وربما في اماكن اخرى، وهذا يزيد من نفوذ البنتاغون، الذي باتت له سياسات لا تتطابق تقليديًا مع السياسات الاميركية، كقول رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية قبل فترة ان اسرائيل باتت عبئًا على المصالح الخارجية الاميركية، وهو كلام خطير، وبالتالي فان السياسة الخارجية الاميركية بالتأكيد لا يقررها شخص، وانما مجموعة الدوائر المتحكمة بالقرار الاميركي.

وما ينطبق من سياسة على الشرق الاوسط ينطبق على لبنان، وليست منفصلة، وتتقدم في لبنان او تتراجع بحسب ما تظهره المصالح الاميركية في المنطقة.

هل يمكن تطبيق هكذا مناظرات في لبنان اسوة بالمناظرات الاميركية او الفرنسية؟ يجيب بشور:quot; لكل بلد نظامه السياسي، المناظرات الرئاسية في البلدان التي ينتخب فيها الشعب رئيسًا لها اهمية مختلفة عن تلك التي ينتخب فيها الرئيس من خلال البرلمان او غيره، وبالتالي فان اهمية المناظرات في بلد كلبنان تبدو محدودة لان من ينتخب الرئيس هم النواب، ومن يتحكم بقرار النائب لا اعتقد آداء الرئيس في مناظرة او موقف وانما اعتبارات اخرى بات اللبنانيون يعرفونها كلها.