كشف السفير الايراني في العراق حسن دانائي اليوم عن ادانة واحتجاج بلاده لدى العراق ضد تفتيشه لطائراتها المتجهة الى سورياعبر اجوائه، مؤكدًا أن هذا العمل يتنافى والاتفاقات المعقودة بين منظمتي الطيران في البلدين، وقال إن قائد البحرية الايرانية سيزور بغداد الثلاثاء المقبل، فيما يزورها الرئيس محمود احمدي نجاد قريبًا.


بغداد: قال السفير الايراني في العراق حسن دانائي بشأن تفتيش الطائرات الايرانية في العراق quot;إنه لحد لم تكن هناك سوى حالة واحدة فقط من التفتيشquot;.

طائرات في مطار بغداد الدولي

وتابع: quot;على اي حال إننا ندين هذا العمل كالسابق ونعتقد أنه مخالف للاتفاق الدولي بين منظمتي الطيران في البلدينquot;. واشار الى أن وزارة خارجية بلده قد احتجت لدى وزارة الخارجية العراقية .. وعبر عن الامل quot;بأن لا يتكرر هذا الموضوع لأن هذا الامر يتعارض مع المستوى الرفيع للعلاقات بين البلدينquot;، كما قال في تصريحات بثتها وكالة quot;مهرquot; الايرانية اليوم.

واشار دانائي الى أن قائد القوة البحرية الايرانية سيبدأ الثلاثاء زيارة رسمية الى العراق تلبية لدعوة من قائد القوة البحرية العراقية لبحث مجالات التعاون المشترك والتنسيق في شؤون التدريب بين سلاحي البحرية في البلدين . واضاف أن الرئيس محمود احمدي نجاد سيزور العراق لكن موعد هذه الزيارة لم يتحدد بعد الا أنها ستتم قريبًا بعد عودة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من زيارته الى روسيا التي يبدأها الاثنين .. وقال: quot;بعد هذه الزيارة سيتم تحديد موعد زيارة الرئيس الايراني الى بغدادquot;.

ويأتي احتجاج الايراني في وقت كشف النقاب في بغداد اليوم عن مشاركة قوة اميركية في عمليات تفتيش الطائرات الايرانية المتوجهة الى سوريا عبر الاجواء العراقية خوفًا من حملها اسلحة لدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال مصدر عراقي مسؤولإن قوة عسكرية أميركية دخلت مطار بغداد الدولي وأصبحت هي المسؤولة عن تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا عبرالاجواء العراقية خوفاً من حملها أسلحة لدعم النظام السوري الذي يواجه احتجاجات شعبية وانتفاضة مسلحة يقودها الجيش السوري الحر.

نجاد لدى زيارته بغداد عام 2008

وأشار ايضا إلى وجود خبراء مبعوثين من قبل الحكومة الأميركية يراقبون البنك المركزي العراقي ايضًا من أجل التأكد من عدم تهريب الأموال الى ايران وسوريا المفروض عليهما عقوبات اقتصادية دولية والتأكد من عدم وجود عمليات غسيل أموال داخل البنك ومراقبة الجمارك عن طريق هيئة الجمارك العامة للتأكد من عدم دخول المواد والبضائع الممنوعة الى العراق، كما نقلت عنه صحيفة quot;المدىquot; البغدادية الصادرة اليوم الاحد من دون ذكر اسمه لكنه لم يتسنَ بعد التأكد من ذلك من سلطات المطار.

وكان وزير الدفاع الايراني العميد احمد وحيدي قد بحث موضوع تفتيش طائرات بلاده مع المالكي ووزير دفاعه سعدون الدليمي في بغداد الاربعاء الماضي، اضافة الى التعاون العسكري بين البلدين.

واكد المالكي خلال اجتماعه مع وحيدي quot;على ضرورة التعاون الثنائي بين البلدين لتثبيت الأمن والإستقرار في المنطقة، ومكافحة الإرهابquot;.

وقال quot;إن العراق يسعى إلى علاقات جيدة مع الدول كافة، لاسيما الجمهورية الإسلامية الإيرانيةquot;. وشدد على أن ما تشهده المنطقة يتطلب المزيد من التفاهم والتنسيق بما يحمي بلدانها من التحديات التي تواجههاquot;.

وتعد زيارة العميد وحيدي الى العراق التي استمرت ثلاثة ايام اول زيارة لوزير دفاع ايراني الى بغداد منذ قيام الجمهورية الايرانية عام 1979، والتي دخلت في حرب مع العراق استمرت بين عامي 1980 و1988.

وجاءت زيارة وحيدي لبغداد على الرغم من المخاوف والتحذيرات الاميركية من تحالف بغداد وطهران والتي نقلها مسؤولون اميركيون في الادارة والكونغرس الى رئيس الوزراء نوري المالكي، كما تأتي بعد اسبوع من زيارة لم تعلن عنها بغداد قام بها قائد quot;فيلق القدسquot; في الحرس الثوري الايراني والمسؤول عن الملف العراقي قاسم سليماني الى اقليم كردستان وبحثه التعاون الامني مع كل من الرئيس العراقي جلال طالباني في السليمانية ورئيس حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزاني في اربيل.

وخيمت على زيارة وحيدي الحالية لبغداد تداعيات قيام السلطات العراقية للمرة الاولىبانزال وتفتيش طائرة شحن ايرانية في مطار بغداد الدولي كانت تقوم برحلة بين دمشق وطهران قبل أن تسمح لها باكمال رحلتها، بحسب ما افاد مسؤولون عراقيون.

وقال رئيس سلطة الطيران المدني ناصر بندر: quot;طلبنا من طائرة شحن ايرانية الهبوط واستجابت، وقد تم تفتيشها من قبل مختصين في الشحن الجوي والجهات الامنيةquot;.

واضاف quot;لم نشاهد أي شيء يخالف تعليمات حظر نقل الاسلحة بين الجانبين السوري والايراني وبالتالي قمنا بالسماح لها باستكمال رحلتهاquot;.
واكد مسؤول حكومي لفرانس برس أن الطائرة الآتية من طهران كانت متجهة الى دمشق.

بدوره اكد مصدر في السفارة الايرانية في بغداد أن quot;السلطات العراقية امرت طائرة نقل ايرانية بالهبوط في مطار بغداد الدولي وقامت بتفتيشها بشكل دقيقquot;. واضاف أن quot;الطائرة تابعة لخطوط طيران ايران ايرquot;.

ومطلع ايلول (سبتمبر) الماضي طلبت الولايات المتحدة من العراق ارغام الطائرات الايرانية المتجهة الى سوريا والعابرة في المجال الجوي العراقي على الهبوط واخضاعها للتفتيش خشية أن تكون محملة بالاسلحة المتجهة الى النظام السوري.

وجددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون هذا الطلب الاسبوع الماضي خلال لقائها نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند: quot;نأمل أن تخضع طائرات الشحن هذه للتفتيش دوريًا وأن يؤدي ذلك الى ردع اولئك الذين يستغلون المجال الجوي العراقي لايصال اسلحة الى سورياquot;.