وصل العاهل المغربي محمد السادس مساء اليوم إلى العاصمة الأردنية، حيث يحلّ ضيفًا على نظيره الأردني، للتباحث ليومين في توطيد العلاقات الاقتصادية بين المملكتين، وفي تدعيم الجهود لإنهاء الأزمة السورية. وخلال الزيارة، يتفقد الملك المغربي مخيم الزعتري والمستشفى الميداني المغربي فيه، ليقف على أحوال اللاجئين السوريين.


إيلاف من عمّان: وصل العاهل المغربي الملك محمد السادس الى الاردن مساء الاربعاء المحطة الثانية من جولته في منطقة الشرق الاوسط والتي تشمل عدة دول، بحسب مصدر رسمي.

وكان في استقباله في المطار الامير فيصل بن الحسين والامير طلال بن محمد والامير غازي بن محمد كبير مستشاري الملك عبد الله للشؤون الدينية والثقافية ورئيس الديوان الملكي الهاشمي رياض أبو كركي ومدير مكتب الملك عماد فاخوري وعدد من كبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين والسفيران الاردني في الرباط والمغربي في عمان.

وأشارت مصادر أردنية مطلعة على تفاصيل هذه الزيارة إلى أن الملك الأردني عبدالله الثاني سيتناول مع ضيفه سبل تعزيز العلاقات بين المملكتين في مختلف المجالات التجارية الاقتصادية والإسكانية، إلى جانب إقامة المشاريع الاستثمارية، والبحث في قضايا النقل البري والبحري والجوي، وغيرها من الموضوعات ذات العلاقة التي من شأنها تقوية أواصر العلاقات بينهما.

إلى جانب الشق الاقتصادي من الزيارة الملكية المغربية للأردن، ستتناول المباحثات الملف الفلسطيني، ومباحثات السلام المتعثرة بسبب التعنت الاسرائيلي، وقضية القدس، إذ يرأس الملك محمد السادس لجنة القدس المنبثقة من القمة العربية، والبحث في وقف الإجراءات الإسرائيلية التي تهدد المسجد الأقصى، ومنع دخول المستوطنين الاسرائيليين ساحته.

سوريا في الزيارة
ويزور الملك محمد السادس مخيم الزعتري للاجئين السوريين، متفقدًا المستشفى المغربي الميداني الذي أمر الملك نفسه بإقامته، وبإرسال مساعدات غذائية لتخفيف العبء عن الاردن في جهوده لإيواء آلاف اللاجئين السوريين، ولتأكيد تضامن المغرب مع الشعب السوري. وقدم هذا المستشفى خدماته الطبية حتى منتصف الشهر الجاري إلى نحو 27 ألف لاجئ، شملت مختلف أنواع الفحوصات والعلاجات والعمليات الجراحية وعمليات الولادة، إضافة إلى توزيع كميات من الأدوية.

ويتفق الملكان المغربي والأردني حول الموقف من الأزمة السورية، خصوصًا بعدما انخرط المغرب بجدية وديناميكية في كل القرارات والمبادرات العربية والدولية، الهادفة إلى تسوية الأزمة السورية. ولطالما أكدت البيانات الحكومية المغربية أن الوضع في سوريا لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه. وفي السابع عشر من تموز (يوليو) الماضي، طلبت الحكومة المغربية من السفير السوري المعتمد لدى المملكة المغربية مغادرتها.

وأبرز مصدر مرافق للوفد الملكي الأردني أن المملكة المغربية ستجدد دعوتها المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته كاملة للوقف الفوري لكل أعمال العنف والقتل وحماية المدنيين السوريين، خلال المباحثات مع القيادة الأردنية، وتتطلع نحو تحرك حازم لانتقال سوريا سياسيًا نحو وضع ديمقراطي يضمن وحدتها واستقرارها، ويحقق طموح الشعب السوري إلى الحرية.

سبّاقان إصلاحيًا
من جانب آخر، قال نبيل الشريف، السفير الأردني السابق في المغرب، إن العلاقات المغربية الأردنية quot;تتسم بالحيوية والتطور المستمر، بفضل رعاية صاحبي الجلالة الملك محمد السادس والملك عبد الله الثاني الموصولة التي تدفع هذه العلاقات باستمرار نحو التطور والمزيد من الارتقاءquot;.

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء المغربية أن البلدين يلتزمان بالرؤية المنفتحة نفسها التي تعالج القضايا بأعلى درجات الحكمة والتبصر. فالمملكتان تتعاملان مع المستجدات quot;برؤية متطورة، إذ في خضم التغيرات التي حدثت في المشهد العربي خلال السنتين الأخيرتين٬ كان النظامان سباقين للإصلاح والتغيير قبل أن يطل الربيع العربيquot;.

وتابع الشريف: quot;منذ توليا مقاليد المسؤولية، باشر صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني فورًا بالإصلاحات وبالرؤية الوطنية المتطورة، وما إن حدث التغيير في المنطقة حتى كان البلدان مبادرين في تلبية طموحات شعبيهما بالتطوير والارتقاء، عبر إقرار تعديلات دستورية جوهريةquot;.

أواصر ثقافية
وفي ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين الأردن والمغرب، لفت الشريف إلى التطور اللافت على هذا الصعيد، معربًا عن الأمل في أن يقوم المسؤولون في البلدين بالارتقاء بها إلى مستوى طموحات الملكين، عبر زيادة نسبة التعاون الاقتصادي.

كما أعرب عن أمله في أن يكون هناك تعاون أكبر بين المملكتين في المجال الثقافي، الذي يمكن أن يكون قاطرة لتطوير العلاقات الثنائية، من خلال إقامة جسور التواصل بين الشعبين، فيتعارفان أكثر، وتزداد أواصر العلاقات وثوقًا، وعندها يسهل إقامة الاستثمارات الثنائية في البلدين، تلبية لرؤية الملكين.

سيقوم بزيارة تفقّدية إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين
بعد السعودية... ملك المغرب في الأردن لبحث التعاون وأوضاع المنطقة

جولة اقتصادية استثمارية وبحث في الأزمة السورية وزيارة مخيم للنازحين
ملك المغرب إلى السعودية والأردن والكويت... ثم الإمارات وقطر

تعثر الانضمام إلى مجلس التعاون... لكن التعاون ممكن
ملك المغرب قريبًا في الخليج وعينه على تمويل إصدار سيادي بمليار دولار