في وقت يجيد فيه الرئيس باراك أوباما بثّ حالة من عدم الثقة في ماضي الأعمال الخاص بمنافسه، فإن ميت رومني يمتلك كذلك الطرق التي تتيح له مداعبة أحلام العمّال ذوي الياقات الزرق في ولاية أوهايو، التي تتوقف عليها انتخابات الرئاسة منذ عقود.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: مع بدء ظهور مؤشرات تبين أن الولاية تميل إلى مصلحة المرشح الجمهوري، بدا من الواضح أن أوباما قد قام بربط ثلاثة أمور سوياً من أجل بناء جدار حماية محتمل هناك لضمان إعادة انتخابه، وهي الأمور التي تتجسد في: إنعاش صناعة السيارات وفقدان الوظائف الأميركية لمصلحة الصين وسجل ميت رومني في باين كابيتال.

أشارت في هذا السياق صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إلى أن قضية أوباما ضد منافسه الجمهوري ليست اقتصادية فحسب، بل هي ثقافية في الوقت عينه أيضاً، في ظل أضرار تراجع التصنيع البطيء بالعائلات على مدار أجيال وإثارة الغضب من قوى غير مرئية تتسبب في تعطيل شؤون حياتهم اليومية بشكل أو بآخر.

وهو ما لخصه واحد من أحدث إعلانات أوباما التلفزيونية، مبيناً فزع بعض من عمال الولاية بسبب اعتراض رومني على خطة الإنقاذ الحكومية لكرايسلر وجنرال موتورز، مرددين quot;ميت رومني ليس واحداً منناquot;.

مع هذا، أظهرت استطلاعات للرأي أن تقدم أوباما في أوهايو قد توارى بعدما تفوق عليه رومني في المناظرة التي جرت في دينفر يوم الثالث من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري. وفي نورث كانتون، ذكّر رومني مؤيديه يوم الجماعة الماضي بارتفاع أسعار البنزين والرعاية الصحية.

تابع في تلك الجزئية بقوله quot;شاهدنا طوال الأعوام الأربعة الماضية أناساً بلا عمل، وأناساً يعملون بدون زيادة في دخولهم، وهذه أوقات صعبة للطبقة المتوسطة في أميركاquot;.

ومنذ ستة أشهر وأوباما ومناصروه يشنّون حملة إعلانية تلفزيونية تهدف إلى تقويض الإيمان الراسخ لدى سكان أوهايو في تعهد رومني بحماية الطبقة المتوسطة.

ومضت الصحيفة تنقل عن دافيد غريس، 38 عاماً، وهو رجل يعمل في المطافئ، وسبق له أن صوّت لمصلحة جورج بوش ويدعم الآن حملة إعادة انتخاب باراك أوباما قوله quot;شركته quot;باين كابيتالquot;، التي كان جزءًا منها، معروف عنها نقلها الوظائف إلى الصينquot;.

كما تسببت الهجمات التي يشنها أوباما في إضعاف حماسة بعض من أنصار رومني، مثل نانسي سكانلون، التي تبلغ من العمر 47 عاماً، وتعمل مديرة في مغسلة، والتي تساءلت عمّا إن كان سيتمكن رومني من مساعدة هؤلاء الذين يعيشون فحسب على رواتبهم.

مع هذا، أكدت الصحيفة على حقيقة احتدام المنافسة في أوهايو، التي توصف بالجائزة الأبرز على الخريطة الانتخابية، لدرجة إنه من الصعب على أي أحد توقع ما إن كان سيتمكن أوباما من الصمود ومواصلة مساعيه الرامية إلى الوصول إلى البيت الأبيض أم لا.

وفي خطاب خاص بحملة إعادة ترشحه يوم الخميس الماضي في كليفلاند، تطرق أوباما إلى الموضوعات الرئيسة التي خصها واعتمد عليها في حملتها الدعائية، حيث قال إن quot;خطة رومني الانتخابية سوف تعني تمكين الأشخاص الذين يشغلون مناصب عليا من اللعب بمجموعة مختلفة من القواعد مقارنةً بما تفعلون أو هو متاح لديكم الآنquot;.

وتابع أوباما مهاجماً بالقول إنه في حال انتخاب رومني رئيساً، فإن صناعة السيارات ستكون حينها على حافة الانهيار، وأضاف quot;سنشتري حينها السيارات من الصين، بدلاً من بيعها إلى الصين، وأنا لم أكن لأسمح بإفلاس ديترويت أو توليدو أو لوردستاونquot;.

أما رومني فنادراً ما تحدث عن سجل أعماله الخاص في أوهايو، كما تجنب التحدث عن خطة إنقاذ صناعة السيارات، لكنه جعل من هجماته على سياسات أوباما المتعلقة بالتجارة مع الصين جزءًا أساسياً من الحملة التي يقوم بها في ولاية أوهايو.