في حين قطع الرئيس الأميركيباراك أوباما مواعيد حملتهالانتخابية وتفرغلمتابعة تطورات الكارثة الطبيعية التي سببها الاعصار quot;سانديquot; في الولايات المتحدة موقعًا عشرات القتلى، واصل المرشح ميت رومني حملته الانتخابية ما قد يقلب الموازين في الانتخابات القادمة.


كيترينغ: مارس باراك اوباما الثلاثاء سلطته الطبيعية كرئيس في مواجهة الاعصار ساندي في حين سعى منافسه الجمهوري ميت رومني الى الخروج من وضعه كمتفرج قبل اسبوع واحد من موعد انتخابات الرئاسة الأميركية.
والغى اوباما الثلاثاء لقاءاته الانتخابية ليوم الاربعاء ليبقى في واشنطن لتنسيق عمليات الطوارئ في الولاية بعد مرور الاعصار ساندي.

وهذه السنة اتخذت quot;مفاجأة تشرين الاول (اكتوبر)quot;، وهو الحدث القادر على قلب الموازين في الانتخابات الرئاسية، شكل عاصفة استوائية عنيفة ضربت بقسوة الساحل الشمالي الشرقي للبلاد ليل الاثنين الثلاثاء موقعة نحو عشرين قتيلاً وخسائر مادية جسيمة وخاصة في نيو جيرزي ونيويورك.
وقرر أوباما الغاء زيارته الى ولاية اوهايو الشمالية الاربعاء. وهو لم يعقد أي لقاء انتخابي منذ السبت. اما رومني فواصل حملته في الولايات الحاسمة في الشرق والوسط. وفي اوهايا حول لقاء عامًا الثلاثاء في كيتيرنغ الى تجمع لتقديم المساعدات للمنكوبين.
الا أن النظام الانتخابي الاميركي المعقد والتشكيك العام في فرص الفوز يجعل من السابق لأوانه إجراء أي تحليل انتخابي بشأن التأثير المحتمل لهذه الكارثة على نتيجة 6 تشرين الثاني (نوفمبر).

والثلاثاء حرص كل من رومني واوباما على عدم الظهور في صورة من يريد استغلال مرور الاعصار لاغراض انتخابية. كما استحال القيام بأي حملة في فيرجينيا (شرق) حيث حرم 120 الف منزل من التيار الكهربائي صباح الثلاثاء أو في فيلادلفيا وبنسلفانيا (شرق) حيث حرم 400 الف شخص من الكهرباء.
وقال احد المقربين من ميت رومني لفرانس برس إن quot;الاولوية الآن للأمن ولمساعدة الضحاياquot;، مضيفًا أن quot;قرارات الحملة يجب أن تأخذ ذلك في الاعتبارquot;. لكن عدم القيام بحملة يعني بالنسبة للمرشح الجمهوري عقابًا للنفس مع قرب انتهاء سباق محموم.
من جهة اخرى لا يستطيع رومني أن يهاجم صراحة اوباما في الوقت الذي يبرز فيه الرئيس صورته كزعيم للأمة وقت الازمة.

وخلافًا للرئيس ابقى رومني على اجتماعين انتخابيين الاثنين. وحوّل تجمعًا آخر الثلاثاء في كيتيرينغ بولاية اوهايو المهمة (شمال) الى تجمع quot;لمساعدةquot; الضحايا.
من جانبه اوقف اوباما حملته ليقوم بادارة الازمة من البيت الابيض. ومنذ فجر الثلاثاء اشارت الرئاسة الى أنه كان يجري اطلاعه quot;طوال الليلquot; على تطورات ساندي.
وقد تلقى اوباما ايضًا اشادة غير متوقعة بقدر ما هي سارة من احد اقوى الداعمين الجمهوريين لميت رومني وهو حاكم نيوجيرزي كريس كريستي.

فهذا الاخير، الذي لم يوفر منذ بداية الحملة انتقاداته لاوباما، جال صباح الثلاثاء على شبكات التلفزيون مشيدًا بالرئيس وبادارته الحاسمة للمساعدة الفيدرالية لولايته.
وقال كريس كريستي لشبكة ام.اس.ان.بي.سي إن quot;الرئيس كان مدهشاً. لقد تحدثت معه ثلاث مرات امس واتصل بي آخر مرة في منتصف الليل ليسألني عما احتاج اليه. وقد طلبت منه التعجيل باعلان الكارثة الكبرىquot;.
واضاف الحاكم في حديث للسي.ان.ان quot;لم يتحدث ولو مرة واحدة عن الانتخابات واذا كان هو نفسه، وهو مرشح، لم يتحدث عنها فكونوا على ثقة بأن سكان نيوجيرزي لا يهتمون بها ايضًاquot;.

وحرص اوباما ورومني على التوجه الى لويزيانا (جنوب) في اب (اغسطس) الماضي بعد العاصفة اسحق ادراكا منهما للاضرار التي الحقها اعصار كاترينا المدمر قبل سبع سنوات بشعبية الرئيس جورج بوش.
وبعد انتهاء حالة الطوارىء يمكن ان يسأل ميت رومني عن التصريحات التي ادلى بها في حزيران/يونيو 2011 بشأن دور الدولة الفيدرالية في الكوارث حينما كان المرشح الجمهوري يسعى جاهدًا لاقناع المحافظين المتشددين بأنه واحد منهم.
واعادت بعض وسائل الاعلام بث فقرة من مناقشة يبدو فيها ميت رومني وكأنه يريد اعادة النظر في دور وتمويل الوكالة الفيدرالية لادارة الازمات التي ظهر تأثير عملها الحاسم منذ الاثنين.

ويقول رومني في هذه الفقرة quot;كلما تتاح لنا الفرصة لأخذ شيء من الدولة الفيدرالية لنعهد به الى الولايات فإن ذلك يكون الاتجاه السليم الذي يجب اتباعه. واذا كنا نستطيع المضي الى الابعد وأن نعهد به الى القطاع الخاص يكون ذلك افضل ايضاًquot;.
ومنذ الاحد اوقفت كبرى شبكات التلفزيون تغطيتها للحملة. كما أن انقطاع التيار الكهربائي وخطوط الهاتف يمكن أن يجعل من الصعب اجراء استطلاعات الرأي وخاصة في ولاية فيرجينيا الرئيسية حيث لا يزال تأثير الاصوات المبكرة غير واضح.
واعلن معهد غالوب لفرانس برس الثلاثاء أنه علق الاستطلاع السياسي اليومي منذ الاثنين وأنه لن يستأنف على الارجح قبل الخميس.