بعد خمسة أيام يجد أحد قطبي الانتخابات الأميركية نفسه أمام خيبة أمل، فيما يجد القطب الآخر نفسه فرحا بنشوة النصر، ويخوض المعسكران الانتخابات على طرفي نقيض ولكل أسلوبه المختلف ومراهناته الخاصة.


الا ان الجمهوريين يقولون ان مثل هذه الاستطلاعات تبالغ في تقدير ما ستكون عليه نسبة المشاركة بين الديمقراطيين.

واشنطن: لا تختلف رؤية معسكري باراك اوباما وميت رومني حول اميركا فحسب بل ان تحليلهما لواقع الانتخابات المقررة الاسبوع المقبل مختلف تماما.
ويرى الجمهوريون ان الرئيس يعاني تراجع التأييد له الى ما دون 50%، وتدني الحماس لخطابه الذي لم يحقق كل ما تعهد به وارتفاع نسبة البطالة، ما يزيد بالتالي من حظوظ رومني في الوصول الى البيت الابيض.
في المقابل، يرى فريق اوباما ان النموذج الانتخابي التقليدي مجرد وهم، وهو يعول على مشاركة كبيرة للتحالف المتعدد الاتنيات الذي يدعم الرئيس، بالاضافة الى انه يعتبر ان برنامج رومني مليء بالثغرات التي لا تفضي الى نتائج ما يحد من فرصه بالفوز.
الا ان الوقت ينفد امام المناورة فبعد خمسة ايام سيجد احد الفريقين نفسه امام خيبة امل لعدم قراءته المعطيات السياسية بينما الفريق الاخر يحتفل بالنصر.
ومع دنو موعد الانتخابات، يزداد الفريقان عدائية وهجومية ما يعكس مدى احتدام السباق.
وصرح كبير مستشاري رومني روس شرايفر quot;نحن سعداء بما حققناه واعتقد اننا سنحقق انتصارا كبيرا الثلاثاء المقبلquot;.
في المقابل، بالكاد يحجم فريق اوباما عن اعلان النصر من الآن.
وقال مدير حملة اوباما جيم ميسينا الثلاثاء quot;في مثل هذا الوقت الثلاثاء المقبل ستتم اعادة انتخاب الرئيس لولاية ثانية. هم يستندون الى الوهم بينما نحن نستند الى الارقامquot;.
وهذه الازدواجية في السباق الرئاسي تتجلى ايضا في استطلاعات الرأي.
ويفضل فريق رومني الاستطلاعات الوطنية حول الانتخابات والتي غالبا ما أظهرت تقدم المرشح الجمهوري بنقاط عدة بالاضافة الى تعبئة متزايدة في مختلف انحاء البلاد.
اما فريق اوباما فيذكر مرارا بأن الانتخابات تتم بالتدريج من ولاية الى اخرى لجمع اصوات كبار الناخبين ال270 الضرورية ومن هذا المنطلق فان اوباما لديه تقدم كاف في استطلاعات الولايات يتيح له الفوز بولاية ثانية.
كما يستبعد معسكر اوباما استطلاعات المتابعة اليومية مثل غالوب والتي غالبا ما يظهر فيها رومني متقدما حتى خمس نقاط، لانه يعتبر انها تقتصر على عينة ضئيلة مما ستكون عليه المشاركة الديمقراطية.
ويعترض معسكر رومني على الفرضية الاساسية التي ترتكز عليها حملة اوباما وهي الاعتماد على مشاركة كبيرة من الشباب والاميركيين المتحدرين من اصل افريقي ولاتيني.
وقال احد اعضاء فريق رومني نيل نيوهاوس quot;يريد البعض الاعتقاد اننا نعيش في عالم سيتخذ فيه الناخبون موقفا شبيها لما حصل في العام 2008... انها مبالغةquot;.
واضاف ان quot;الحماسة هي التي تغذي المشاركة وانتم ترون مدى قلة الزخم لدى اوباماquot;، متوقعا ان يؤدي تحقيق تقدم بين الناخبين المستقلين الى فوز رومني.
وتختلف الحملتان ايضا حول البيانات المباشرة من الولايات التي تسمح بالتصويت المبكر. ويرى فريق اوباما ان النتائج تثبت نظريته حول السباق. اما معسكر رومني فيعتبر ان نتائج الديمقراطيين تراجعت عما كانت عليه في العام 2008.
وقبل بضعة ايام فقط من موعد الانتخابات، برزت مبادرة جديدة وذلك بعد اسابيع انحصر فيها السباق على معارك محتدمة في الولايات التي لم تحسم رأيها بعد مثل كولورادو وايوا واوهايو ونيفادا وفرجينيا وفلوريدا ونيو هامشير وويسكونسن.
فقد قام فريق رومني من مقره في بوسطن بشراء دعايات ضخمة في ولايات تعتبر عادة ديمقراطية من بينها بنسلفانيا وميشيغن ومينيسوتا، على امل حصد 300 صوت او اكثر من كبار الناخبين.
وقال كيفن مادن احد مستشاري رومني quot;لقد قمنا بتوسيع النطاق لتحقيق هدف بكسب 270 صوتاquot;.
واضاف quot;اننا في موقع هجومي على الخريطة بينما هم في موقع دفاعيquot;.
وتشير الاستطلاعات الى انه وعلى الرغم من ان السباق بات اكثر منافسة في الولايات الثلاث التي لم تشهد حملات رئاسية فعلية، الا ان المهمة صعبة امام رومني لضمها الى صفه.
في المقابل، فان فريق اوباما يرى ان الدفاع عن المناطق المؤيدة نابع من الحذر، ويعتبر هذه المبادرة الهجومية لرومني دليلا على اليأس.
وقال ميسينا quot;لقد باتوا يدركون ان السبيل الذي ينتهجونه على الخريطة منذ ان فازوا في الانتخابات التمهيدية، لن يتيح لهم كسب الاصوات ال270 الضرورية بين كبار الناخبينquot;.
وراهن ديفيد اكسلرود، احد ابرز العاملين في فريق اوباما، مقابل حلق شاربيه على فوز هذا الاخير في الولايات الحاسمة.
ويميل المحللون المستقلون اكثر نحو الرأي القائم على تفوق اوباما في الخريطة الانتخابية.
وقال توماس مان من مؤسسة بروكينغ ان quot;اوباما متقدم بشكل واضح في الولايات التي لم تحسم رأيها ويحاول معسكر رومني ان يوسع المعركة الى ولايات اضافية. الا ان فرص النجاح ضئيلةquot;.
اما بروس بوكانان من جامعة تكساس فيرى ان الارقام تظهر تقدم الرئيس.
وقال quot;بكل بساطة فان للرئيس المزيد من الطرق لجمع الاصوات ال270 الضرورية، ولا يمكن تفسير ذلك بشكل آخرquot;.
ويعتقد غالبية المحللين ان مفتاح الفوز يكمن في اوهايو التي غالبا ما تحسم النتائج.
ويقول فريق رومني ان اوهايو وويسكونسن وايوا التي يمكن ان تضمن فوز اوباما بولاية ثانية، تتراجع فيها نسبة التأييد للرئيس.
وقال ريتش بيسون احد ابرز مساعدي رومني ان quot;جدار الوقاية لديهم ينهار في الوقت الحاليquot;.
لكن في الواقع، اوباما هو الذي يبدو في موقع المندفع في اوهايو حيث ترتبط وظيفة من اصل ثمانٍ بقطاع السيارات الذي استفاد من خطة الانقاذ التي طبقها اوباما وعارضها رومني.
واظهرت تسعة استطلاعات في اوهايو الاسبوع الماضي ان اوباما يتقدم بين نقطة وخمس نقاط بينما رومني تقدم في استطلاع واحد، كما ان الرئيس يتقدم بما معدله 2,3 نقاط في الولاية، بحسب ريل كلير بوليتكس.