يزيد من خروج الخبر عن المألوف أن صانعه مسلم ملتزم بالفرائض الخمس منذ صغره... لكنّه مثلي تزوّج قبل أشهر من laquo;شريكهraquo;. وها هو يصنع العناوين الرئيسة مجددًا بإعلانه نيته إقامة مسجد للمثليين في قلب فرنسا.

في نبأ أوردته أولاً صحيفة laquo;حرياتraquo; التركية وتلقفه الإعلام الغربي، يأتي أن مسلمًا فرنسيًا يدعى محمد لودوفيك لطفي زاهد يعتزم افتتاح أول مسجد من نوعه في العالم، على الأراضي الفرنسية... ذلك أنه سيكون مفتوحًا بشكل خاص لعبادة المثليين.
ونقلت laquo;حرياتraquo; عن زاهد قوله إن المسجد، الذي سيقام داخل قاعة في أحد المعابد البوذية، سيكون منبرًا ايضا لعقد قران المثليين الذين يرغبون في الزواج. وقال إنه يعلم أن مشروعه سيلهب الغضب في صدور الإسلاميين.
لكن زاهد ليس غريبًا على هذا إذ جرّبه بعد عقد قرانه قبل أشهر على شريكه الجنوب أفريقي، قيام الدين. وأورد موقع laquo;ديجيتال جورنالraquo; وقتها أنهما عقدا قرانهما في جنوب أفريقيا laquo;وفقًا للشريعة الإسلاميةraquo; على حد قوله، وأتيا الى فرنسا وأكدا زواجهما بمباركة إمام موريتاني قرأ عليهما laquo;الفاتحةraquo;.
ووفقًا لمواقع أخرى على الإنترنت، فإن زاهد يحرص على الصلاة منذ صباه الباكر وأنه كان من أتباع السلفيين. لكنه هجرهم، كما قال، بعدما رآهم يتورطون في أنشطة ارهابية. ونقلت هذه المواقع ايضًا أنه وشريكه ناشطان في laquo;جمعية المثليين المسلمين في فرنساraquo; حيث يقيمان.
ويقول زاهد إنه اهتدى الى فكرة المسجد بعد زيارته الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج. وقال: laquo;المتبع في المساجد هو أن تجلس النساء خلف الرجال ومن وراء ساتر، وأن المثليين لا يتوجهون الى المساجد أصلاً، خوفًا من الاعتداءات اللفظية والجسدية عليهمraquo;.
وأضاف: laquo;لكن تجربة الحج علمتني أن هذه الحواجز بلا معنى. ومن هنا نبعت قناعتي بأن للمسلمين المثليين ايضًا الحق في أداء الصلاة علنًا، وهكذا وُلدت فكرة مسجد لا يرفضهم. وسيكون هذا مسجدًا يصلي فيه الجميع جنبًا الى جنب: الرجال والنساء وlaquo;الطبيعيونraquo; والمثليون من دون تمييز بينهمraquo;.
وكما هو متوقع فقد سارعت الصحف الغربية التي تداولت النبأ الى تذكير قرّائها بأن العديد من أئمة المسلمين أصدروا مختلف الفتاوى في حرمة الممارسات المثلية، دعك من الزواج بين رجل ورجل، وامرأة وامرأة. وقالت إن إيران، على سبيل المثال، لا تتردد برهة واحدة في إعدامهم شنقًا في الساحات العامة عظة وعبرة لمن يعتبر.
ويذكر في هذا الصدد أن فرنسا تظل مسرحًا للجدل الملتهب بين معسكرين متنافرين طبيعياً وهما دعاة زواج المثليين من جهة والجماعات الدينية من الأخرى. وتبعًا لصحيفة laquo;غلوب آند ميلraquo; الكندية فقد خرج في عطلة نهاية الاسبوع الماضي نحو 100 ألف من مختلف جماعات الكاثوليك (الأكثرية الغالبة في فرنسا) الى الطرقات في تظاهرة صاخبة.
وندد المتظاهرون باتجاه الحكومة الاشتراكية الحالية (أو أي حكومة أخرى) نحو تقنين زواج المثليين. ويذكر أن 11 دولة غربية قننت زواجهم وستكون فرنسا الثانية عشرة في حال سارت على الطريق نفسه رغم اعتراضات الجماعات الدينية.
لكن الصحيفة قالت إن صغار الشباب - بمن فيهم المسلمون - يسعون من جهتهم الى المزيد من الحرية في ما يتعلق بالخيارات الشخصية. وقالت إن بين ما يبتغونه هو رفع الأيدي عن المثليين وثنائي الجنس والسحاقيات والعابرين جنسيًا (يشكلون شريحة تعرف في الغرب بالاختصار LGBT) وتقنين زواجهم كغيرهم إذا أرادوا.
لكنّ المعسكرين، كما تقول الصحيفة نفسها، يتحدان في معاداة الأثر الإسلامي على نمط الحياة الغربية في فرنسا. فالشهر الماضي غزت مجموعة من شباب اليمين المتطرف موقعًا يشيّد عليه مسجد حاليًا إظهارًا لامتعاضهم إزاء هذا الأمر واحتجاجًا على وجود جالية إسلامية ضخمة العدد في البلاد.