أثقلت التحويلات الطبية للدول العربية والأجنبية كاهل السلطة الفلسطينية واستنزفت جزءا كبيرا من الميزانية، وهو ما دفع وزارة الصحة وبالتعاون مع جامعة النجاح الوطنية لإنشاء مستشفى تتوفر فيه خدمات طبية متقدمة، تُغني عن تحويل المرضى للعلاج في الخارج.

نابلس: تسعى جامعة النجاح الوطنية بخطوات متسارعة لتشغيل المرحلة الأولى من مستشفى النجاح الوطني الجامعي الذي ينفذ بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية لتقديم خدمات طبية متطورة ورائدة في العديد من المجالات التي تفتقر لها فلسطين الأمر الذي سيسهم في تقليص التحويلات الخارجية، التي شكلت عبئا على ميزانية السلطة الفلسطينية.
ومع تشييد المباني وتجهيز الأثاث والمستلزمات الطبية، ينتظر الفلسطينيون بدء العمل في مستشفى النجاح الوطني الجامعي المزمع تشغيله في مرحلته الأولى مطلع العام القادم، المقام في مدينة نابلس بالضفة الغربية.
وتعتبر جامعة النجاح صاحبة الفكرة والمبادرة والعمل نحو إنشاء صرح طبي متقدم من شأنه تقديم خدمات رائدة في المجال الطبي تنفرد به من خلال مستشفى النجاح الوطني الجامعي.
وقال رئيس جامعة النجاح الوطنية في تصريح لـquot;إيلافquot;:quot;إن إنشاء وتجهيز مستشفى النجاح يعد خطوة متقدمة على صعيد المجال الطبي والصحي في فلسطين، لأن هذا الصرح الطبي سيكون جاهزا ومؤهلا لتقديم أفضل الخدمات الطبية كونه يضم العديد من التخصصات النادرةquot;.
وبحسب رئيس جامعة النجاح الوطنية، فإنه ونظرا لوجود حاجة ماسة لمستشفى يملك أقساما طبية مختلفة تلبي احتياجات المواطنين الصحية المتنوعة، جاءت فكرة إنشاء المستشفى.
صرح علاجي وتعليمي
وأكد الحمد الله، أن هذا المستشفى سيكون أول مستشفى جامعي في فلسطين يجمع بين تدريب الطلبة الذين يدرسون التخصصات الطبية في جامعة النجاح الوطنية وتقديم الخدمة الطبية المتميزة للمواطن وتخفيف أعباء تلقي العلاج في الخارج.
وأوضح أن وجود هذا المستشفى سيسهم في زيادة أعداد الأطباء المختصين المهرة، ورفد القطاع الصحي في فلسطين بخبرات وقدرات مهمة وبالحد من هجرة الكفاءات العلمية والمهارات الطبية المتميزة.
وحول أقسام الصرح الطبي وخدماته العلاجية قال الحمد الله: quot;إن العديد من الأقسام التي ستفتح في المرحلة الأولى وستقدم الخدمات الطبية في مجالات الإسعاف والطوارئ، وخدمات العيادات الخارجية، وغسيل الكلى، وتفتيت الحصى، والعلاج الكيماوي، وعلاج الثلاسيميا، والعلاج الطبيعي والتأهيل، وإجراء العمليات الجراحية العامة والخاصة، وافتتاح المختبرات العامة والمتخصصة وبنك الدم، والتصوير بالأشعة بجميع أطيافه، والباطنية والأطفال والحضانة والطوارئ والأشعة والولادة والجراحة وكذلك قسم الحروق والعناية المكثفة وغرف العملياتquot;.
وسيشمل المستشفى أقساما جديدة للعلاج الطبيعي بالماء والأعشاب، والسرطان، وأقسام أخرى سيعلن عن تشغيلها لاحقا.
وقال الحمد الله: quot;إن مستشفى النجاح الوطني الجامعي سيتولى مسؤولية التعليم الطبي ورعايته في مختلف مراحله، ورفع مستوى الأداء المهني، ووضع برامج التعليم الطبي المستمر لتصبح قاعدة للبحث العلمي الطبي في فلسطينquot;.
وأكد الحمد الله، أن الجامعة تهدف إلى تحسين نوعية الخدمات الصحية العامة عالية الكفاءة، وثلاثية الخدمة، وتشجيع استقطاب الاختصاصيين الفلسطينيين المهرة، وتطوير عالي الكفاءة للكوادر الصحية العاملة في القطاع الصحي، وإنتاج كوادر أخرى بكفاءة عالية أيضاً، وتشجيع البحث العلمي، وكذلك تغطية الخدمات الصحيّة بشكل متوازن جغرافياً، والحدّ من التحويلات الطبية خارج الوطن، والحد أيضاً من هجرة الخبرات والعقول.
اتفاقية تعاون
ووقعت جامعة النجاح اتفاقية تعاون مشتركة مع وزارة الصحة الفلسطينية، تتعلق بإنشاء المستشفى الجامعي وتشغيله وذلك في الثامن من شهر تموز في العام 2008 حيث جرى التوقيع في احتفال رسميّ في مكتب رئيس الجامعة الدكتور رامي حمد الله الذي مثل الجامعة في حفل التوقيع، في حين مثّل وزارة الصحة الدكتور فتحي أبو مغلي وزير الصحة الفلسطيني في حينه.
وكانت جامعة النجاح الوطنية قد استأجرت مقرّ المستشفى بنابلس (موقع مستشفى العيون، ومركز الأورام) من لجنة الوقف الإسلامي لمدة 99 عاما.
تجدر الإشارة إلى أن السلطة الوطنية الفلسطينية تعد من أهم الجهات التي قامت بتمويل متابعة تأهيل المباني الموجودة، وإنشاء مباني مكملة لتأهيلها، لتكون المرحلة الأولى بمساحة 17000 متر مربع من المستشفى المتكامل، الذي خطط لمرحلته الثانية لتكون بمساحة 65000 متر مربع.
وسيتسع المستشفى عند انتهاء المرحلة الأولى المتوقعة في العام الأكاديمي 2012/2013، إلى 120 سريراً، فيما سيتسع عند انتهاء المرحلة الثانية المتوقعة في العام 2016، لأكثر من 400 سرير، مجهزة تجهيزاً كاملاً، من خلال 4 مبان ستضمّ المرافق الطبية واللوجستية والإدارية والمنشآت الطبية والآلات والأثاث الضروري، كما يتوقع أن يستوعب قرابة 50% من تحويلات وزارة الصحة الفلسطينية، الخارجية منها على وجه الخصوص.
وبحسب الاتفاقية الموقعة مع وزارة الصحة فإن التعاون سيشمل نقل الخدمات المقدمة من قبل المستشفى الوطني الحكومي بكافة أطرها للمستشفى الوطني الجامعي.
وحول كيفية تحقيق الأهداف المرجوة، أوضح رئيس الجامعة، أن ذلك سيتم من خلال إنشاء مستشفى متخصص عالي الكفاءة بخبرات ذات كفاءة عالية وخدمات متقدمة وبتطوير دائم واستقطاب النخب وتدريب المتخصصين والتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية وتعزيز دور مدينة نابلس كمركز تحويلي.
التجهيزات والأقسام
وبحسب المعطيات والمعلومات التي أوردتها دائرة العلاقات العامة في جامعة النجاح لـquot;إيلافquot; فإن التجهيزات في المرحلة الأولى تشمل بناء المبنى C وتشطيب وتجهيز المباني A+B+C بمساحة إجمالية حوالي 17000 متر مربع.
وبدأ العمل في هذه المرحلة منذ نهاية العام 2008، ويتوقع الانتهاء منها خلال العام الأكاديمي 2012/2013.
ويجري العمل حالياً على إنجاز أعمال البنية التحتية، والأعمال الخارجية حول المشروع، وتجهيز المستشفى بالأجهزة الطبية اللازمة والأثاث.
وفي سباق مع الوقت لتشغيل المستشفى تمت إحالة عدة عطاءات، حيث بدأت الأجهزة بالوصول، وبدأت مرحلة تركيب بعض هذه الأجهزة، حيث وصلت أجهزة الأشعة، ويجري العمل على تركيبها، ووصلت أجهزة المغسلة، والتعقيم المركزي، وجزء من تجهيزات غرف العمليات، والمختبر.
وتشتمل هذه المرحلة أيضاً على بعض المرافق التعليمية كتجهيز قاعات تعليم وتدريب طلبة الطب وعلوم الصحة وأطباء الامتياز والأطباء المقيمين.
وبانتهاء هذه المرحلة سيكون المستشفى قادراً على تقديم عدد من الخدمات الطبية، بقدرة استيعاب حوالي 120 سريراً مخصصة لطب الأطفال، والجراحة العامة، والخاصة، والأمراض الباطنية، وتخصصاتها.
فيما ستضم المستشفى عند تجهيز المرحلة الثانية نحو 450 سريرا تقريبا وتضم نحو ستين سريرا للعناية المكثفة وأربع عشر غرفة للعمليات ومركزا متكاملا للطوارئ ومركزا متكاملا لعلاج وجراحة الأورام ومركزا لعلاج القلب وجراحته والصدر والأوعية الدموية ومركزا لأمراض الأعصاب والدماغ والجهاز الحركي.
وبلغت تكلفة تأهيل الموقع والبناء واستكمال أعمال البناء والتشطيب نحو 10 مليون دولار أمريكي (مع ملاحظة أن جزءا كبيرا من البناء كان موجودا و تم استئجاره من لجنة الزكاة لمدة 99 عاما) هذا وتقدر التجهيزات بنحو 15 مليون دولار أمريكي.
ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة المرحلة الثانية لتجهيز المستشفى نحو مائة وعشرين مليون دولار.
دعم فلسطيني وعربي
وذكرت دائرة العلاقات العامة في الجامعة أن تكلفة انشاء هذا المستشفى الذي من المقرر أن تنتهي أعمال البناء والتشطيب للمرحلة الأولى منه في نهاية العام الجاري بمساحة تصل الى سبعة عشر ألف متر مربع وصلت قرابة عشرين مليون دولار، تم توفيرها من عدة جهات مانحة.
وبخصوص التبرعات والمساهمات، أكدت دائرة العلاقات العامة في الجامعة أن العديد من الجهات المحلية ورجال الأعمال والمؤسسات الدولية قد ساهمت بتقديم الدعم والتمويل وشراء الأجهزة.
وكان لجمعية الهلال الأحمر الإماراتي مساهمة كبيرة بدعم هذا التوجه حيث ساهمت بتوفير وإقامة مستشفى سلامة بنت بطي التابع لمستشفى النجاح الوطني التعليمي بحيث قدمت مليوني دولار خصص نصفها لإنشاء مستشفى سلامة بنت بطي والنصف الآخر لتجهيز غرف العمليات في ذات المستشفى.
ومن بين الجهات المانحة التي ساهمت في دعم وتمويل هذا المستشفى كذلك الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي، وصندوق الاوبيك، والهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في الكويت، البنك الاسلامي للتنية، والبنك الاسلامي العربي بفلسطين، وبنك الاردن، وبنك فلسطين، والبنك الاسلامي للتنمية، والبنك العربي و UNDP، ولجنة الوقف الخيري فلسطين، وعدد من المتبرعين من أهل الخير.
وزارة الصحة شريك حقيقي
بدوره، أكد الدكتور عنان المصري، وكيل وزارة الصحة في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; أن طبيعة الشراكة مع جامعة النجاح بخصوص المستشفى كانت قد تمت بعد وجود فكرة ونية وزارة الصحة استبدال المستشفى الوطني.
وقال المصري: quot;عندما نسأت فكرة انشاء جامعة النجاح للمستشفى الجامعي تم الحديث بهذا الخصوص على ان يتم استبدال ونقل المستشفى الوطني بكافة تخصصاته وأقسامه لمستشفى النجاح الوطني الجامعي.
وفيما يتعلق بالأهمية المرتقبة جراء هذه الشراكة وهذا الصرح الطبي، أوضح وكيل وزارة الصحة أن الأهمية تكمن في إيجاد مستشفى جامعي تعليمي طبي يساهم في الارتقاء بالقطاع الطبي ويفتح المجال لتقديم خدمات طبية نوعية ومتقدمة اضافة لخدمة القطاعات الطبية والتعليمية الأمر الذي سيسهم بتطوير هذا القطاع.
ولفت المصري، إلى أن الرئيس محمود عباس مهتما بهذا الصرح الطبي الذي تقوم وتشرف على تنفيذه جامعة النجاح الوطنية لأن من شأنه خدمة المواطن الفلسطيني وتطوير العاملين في هذا القطاع.