لندن: أعلن في بغداد اليوم عن مصادقة محكمة التمييز العراقية على أحكام الاعدام الصادرة ضد عناصر في تنظيم القاعدة منفذي مذبحة سيدة النجاة في العاصمة العراقية والتي راح ضحيتها حوالي 125 قتيلا وجريحا من مسيحيي البلاد.

وقال الناطق الرسمي بأسم مجلس القضاء الاعلى العراقي عبد الستار بيرقردار في بيان صحافي ان محكمة التمييز صادقت على احكام الاعدام الصادرة بحق المتهمين في حادثة كنيسة النجاة وعددهم ثلاثة من عناصر تنظيم دولة العراق الاسلامية التابع للقاعدة.

وكان 12 من عناصر التنظيم قد نفذوا مذبحة بداخل الكنيسة في تشرين الاول (أكتوبر) عام 2010 مما اسفر عن مقتل 37 شخصا وأصابة 84 اخرين من مصلي الكنيسة اضافة الى مصرع سبعة من عناصر القوات الامنية العراقية ومقتل عدد من المسلحين المهاجمين والبالغ عددهم 12 حيث قتل عدد منهم فيما اعتقل اربعة حكم على ثلاثة منهم بالاعدام وعلى رابع بالسجن المؤبد.

وكانت السلطات العراقية اعلنت امس أعدم العراق 17 شخصا وقالت وزارة العدل العراقية ان المتهمين أدينوا بالارهاب والسطو المسلح والخطف والقتل. وتشير احصاءات الوزارة الى ان العراق اعدم 34 شخصا الشهر الماضي.

وقال وزير العدل حسن الشمري ان وزارته تمضي قدما في عقاب المجرمين الذين يتورطون في إراقة الدم العراقي. وكانت عقوبة الاعدام قد جمدت بعد الاطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003 لكن السلطات العراقية أعادت العمل بها في عام 2004 قائلة انها ضرورية لمكافحة موجة من أعمال العنف الطائفي وهجمات المسلحين.

يذكر ان المسيحيين العراقيين تعرضوا خلال السنوات الماضية لعمليات قتل واختطاف وتفجير لكمائسهم في مختلف انحاء البلاد الامر الذي ادى الى هروب الالاف منهم الى اقليم كردستان العراق الشمالي والى دول مجاورة مثل الاردن وسوريا اضافة الى حصول المئات منهم على حق اللجوء السياسي الى الولايات المتحدة ودول اوربية أخرى.

وانخفضت أعداد المسيحيين في العراق بعد حرب عام 2003 من 1.5 مليون إلى نصف المليون بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق وتعرض العديد من المناطق وخاصة خصوصاً في نينوى وبغداد وكركوك الى عمليات هجوم وقتل للمسيحيين.

وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947 وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية كما هاجرت أعداد كبيرة من المسيحيين إلى الخارج بعد عام 2003.

ويضم العراق أربعة طوائف مسيحية رئيسية هي الكلدانية أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة، والسريانية الأرثوذكسية والسريانية الكاثوليكية والطائفة اللاتينية الكاثوليكية والآشورية أتباع الكنيسة الشرقية إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.