روسيا استخدمت حق الفيتو ضد مشروع القرار العربي الغربي

أثار استخدام روسيا والصين لحق الفيتو في جلسة مجلس الأمن حول مشروع قرار بشأن سوريا، غضب المجتمع الدولي، حيث وصفته واشنطن بالمُعيب، واعتبرت فرنسا أنه سيشلّ المجتمع الدولي. كما رأت الدول المؤيّدة للقرار أن حق النقض هذا سيقف في وجه الحلول المطلوبة لوقف العنف في سوريا.


إيلاف:عقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة للتصويت على مشروع القرار العربي الغربي لإقرار خطة الجامعة العربية، الداعية إلى تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد، وتسليم سلطاته إلى نائبه، على خلفية أعمال العنف المستمرة في سوريا، والتي أودت بمئات القتلى.

وصوّتت مع القرار دول عدة،من بينها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والبرتغال، فيما استخدمت روسيا والصين حق الفيتو ضدهه، مكررتين الفيتو المزدوج النادر، الذي سبق أن استخدمته الدولتان ضد قرار بشأن سوريا في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر).

وأعلنت الصين أن القرار حول سوريا في مجلس الأمن، الذي فرضت عليه مع روسيا الفيتو، كان يتطلب المزيد من التشاور، في وقت صرّح السفير الروسي لدى مجلس الأمن فيتالي تشوركين أن المشروع quot;لم يكن متوازنًاquot;، قائلاً إن النص quot;يدعو إلى تغيير النظام، ويشجّع المعارضة على السعي إلى السيطرة على السلطةquot;، ويوجّه quot;رسالة غير متوازنة إلى الطرفينquot; النظام والمعارضة، مؤكدًا أنه quot;لم يكن يعكس واقع الوضع في سورياquot;.

وأثار استخدام كل من الصين وروسيا لحق النقض (الفيتو) لمشروع القرار موجة من ردود الفعل الدولية،التي شددتعلى ضرورة أن يجد المجتمع الدولي الرد المناسب على الأزمة الإنسانية والسياسية في سوريا.

وأعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن quot;أسفه الشديدquot; للفيتو المزدوج الروسي الصيني ضد قرار في مجلس الأمن الدولي حول سوريا quot;رغم تأييد الدول الأعضاء الأخرى الـ13quot; في المجلس، وفق بيان صدر مساء السبت من قصر الإليزيه.

جاء في البيان أن quot;رئيس الجمهورية يأسف بشدة لعدم تمكن المجلس للمرة الثانية من إبداء رأيه في شأن الوضع في سوريا، بسبب تصويت دولتين دائمتي العضوية، وبالرغم من دعم الدول الأعضاء الأخرى الـ13quot;.

وتابعت الرئاسة أنه quot;منذ آذار/مارس 2011 لم يستجب نظام دمشق للتطلعات المشروعة للشعب السوري إلى الحرية والديموقراطية، إلا من خلال قمع وحشي ووعود جوفاءquot;. وأكد ساركوزي أنه quot;يجب أن تتوقف المأساة السوريةquot;.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه السبت أن الفيتو المزدوج الروسي الصيني، الذي حال دون صدور قرار من مجلس الأمن يدين القمع في سوريا، quot;يشلّ المجتمع الدوليquot;.

وقال جوبيه ردًا على سؤال لشبكة التلفزيون الفرنسية الثانية quot;هذا يشلّ بالطبع المجتمع الدولي. وأنا لا أفهم هذا الأمر، خصوصًا أننا بذلنا جهودًا كبيرة للموافقة على التعديلات التي قدمتها روسيا والصينquot;.

وشدد جوبيه على أن النص، الذي عرض على التصويت، لم يشر إلى أي حظر على بيع السلاح لسوريا ولا إلى أية عقوبات، كما لا يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحّي.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن الولايات المتحدة quot;مشمئزة من هذا الفيتو، الذي يمنعنا من معالجة أزمة تزداد خطورة في سورياquot;، واتهمت الصين وروسيا بـquot;التخلي عن الشعب السوري وحماية طاغيةquot;، مؤكدة quot;أنهما سيتحملان مسؤولية أي إراقة دماء جديدةquot;.

وأضافت إن quot;هذا التصلب مشين، خصوصًا أن أحد هذين العضوين (روسيا) ما زال يسلم أسلحة إلى الأسدquot;.

وأوضحت أن مشروع القرار quot;مضى إلى أقصى ما يمكن من أجل الأخذ بمخاوفquot; موسكو وبكين.

إيطاليا: الفيتو الروسي - الصيني quot;نبأ سيءquot;

أعربت الحكومة الإيطالية عن انزعاجها إزاء استخدام روسيا والصين حق الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار دولي حول الأزمة في سوريا، باعتباره يجرّد الشعب السوري أمام استمرار القمع الدموي.

ووصف وزير الخارجية الإيطالي جوليو ترسي في بيان مقتضب نشرته وزارته مساء اليوم تصويت روسيا والصين العضوين الدائمين في مجلس الأمن ضد مشروع قرار لدعم خطة الجامعة العربية لحل الأزمة السورية بأنه quot;نبأ بالغ السوءquot;.

وقال تيرسي معقبًا على الموقف الروسي والصيني quot;إن الشعب السوري لم يعد بوسعه الانتظار أكثر من ذلكquot;، مشددًا على أنه من الضروري على المجتمع الدولي أن يجد الكفاءة في الرد على الأزمة السياسية والإنسانية الجسيمة القائمة.

وأشار إلى quot;أن أعداد الضحايا المدنيين نتيجة لأعمال القمع الجماعي، الذي يقترفه النظام السوري، تتحدث بوضوح جليquot;، مؤكدًا quot;استمرار الالتزام الإيطالي في الإطار الأوروبي أيضًا من أجل إبقاء الضغوط القوية على نظام الأسدquot;.

وقد أجهضت روسيا والصين في نيويورك اليوم مشروع قرار عربي أوروبي حول الأزمة في سوريا بالتصويت ضده أمام مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مفتوحة للتصويت بعد سلسلة من النقاشات والتعديلات العديدة، التي أدخلت بسبب الاعتراضات الروسية.

وينص مشروع القرار المخفف، الذي أيّده 13 من أعضاء المجلس على دعمه الكامل لخطة الجامعة العربية من أجل انتقال ديمقراطي للسلطة في سوريا، وهو ما عارضته روسيا والصين، متجنبًا الإشارة إلى العقوبات الاقتصادية ولا إلى أي حظر على بيع أسلحة لسوريا، كما أكد بالنص على أنه يرمي إلى تسوية الأزمة بشكل سلمي، ويدين العنف أيًا كان مصدره، والتأكيد على العودة إلى تقويم الوضع خلال ثلاثة أسابيع.

منظمة العفو الدولية: الفيتو الروسي - الصيني quot;خيانة قاسية وكبيرةquot;

وصفت منظمة العفو الدولية الليلة الفيتو المزدوج لمسودة قرار مجلس الأمن الدولي إزاء سوريا بأنه quot;خيانةquot; للمتظاهرين.

وأضافت المنظمة في بيان صحافي أن القرار الذي اتخذته روسيا والصين للتصويت على المشروع الضعيف لمسودة قرار مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا بعد يوم قام فيه الجيش السوري باعتداء كبير على مناطق مدنية في حمص مخلفًا عشرات القتلى هو quot;خيانة قاسية وكبيرة بحق الشعب السوريquot;.

وقال مدير منظمة العفو الدولية سليل شيتي إن quot;هذا الاستخدام لحق النقض (فيتو) من قبل كل من روسيا والصين غير مقبول إطلاقًاquot;، مشيرًا إلى أنه quot;من المذهل أنهم أغلقوا القناة التي كانت في الأصل مسودة قرار واهنةquot;.

الفيتو الروسي الصيني يثير غضب الدول

وأوضح شيتي quot;بعد ليلة شاهد العالم كله الناس في مدينة حمص وهم يعانون، فإن هذه المواقف (الفيتو) من هذين العضوين قاسية جدًاquot;.

وقالت المنظمة إنها ستواصل الضغط على أعضاء مجلس الأمن لإحالة الوضع في سوريا إلى محكمة جرائم الحرب الدولية، وفرض حظر شامل على تصدير الأسلحة إلى سوريا، والقيام بتجميد أصول الرئيس السوري بشار الأسد وكبار المسؤولين الآخرين في نظامه.

ألمانيا:رفض موسكو وبكين قرار مجلس الأمن quot;قرار موجّه ضد الشعب السوريquot;

وجّه وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلله في ميونيخ اليوم انتقادات شديدة اللهجة إلى الحكومتين الروسية والصينية، معتبرًا رفض روسيا والصين مشروع القرار الغربي - العربي حول سوريا quot;قرارًا خاطئًا وموجّهًا ضد الشعب السوريquot;.

وأعرب الوزير الألماني على هامش الدورة الـ48 من quot;مؤتمر ميونيخ للأمنquot; المنعقد في العاصمة البافارية عن أسف حكومة بلاده الشديد للقرار الذي اتخذته الحكومتان الروسية والصينية، متهمًا موسكو وبكين بإحباط القرار لأسباب غير مقنعة وباتخاذ قرارات ضد مساعي المواطنين السوريين إلى الحرية والديمقراطية.

وأضاف فسترفيلله إن روسيا والصين تتحملان بإحباطهما القرار مسؤولية كبيرة عن مصير المواطنين السوريين، مؤكدًا أن حكومة بلاده ستواصل السعي مع جامعة الدول العربية إلى تمرير قرارات دولية ضد سوريا لوضع حد لسفك الدماء.