بينما كانت اعتبارات مثل المكانة الاجتماعية ودرجة الثراء هي المعيار الذي تقاس به الزيجات، نفضت مجتمعات معينة - مثل بريطانيا - هذه الأمور، وتجاوزت الحواجز العرقية نفسها، كما تظهر دراسة حديثة.


جون لينون ويوكو أونو

صلاح أحمد: هل يشمل laquo;تجاذب الأضدادraquo; قوة في طبيعة البشر، تجذب الإنسان إلى شخص من غير عرقه؟. مناسبة السؤال هو أن العلماء يقولون إنهم اكتشفوا أن البيض يظهرون هذا الميل بشكل واضح عندما طُلب إليهم تحديدهم الوجوه، التي يعتقدون أنها الأكثر جاذبية وسط عرقهم وأعراق أخرى.

يقول هؤلاء العلماء إن أبحاثهم أفضت إلى أن الرجال البيض يميلون إلى الملامح النسائية الآسيوية (بتركيز على الشرق الأقصى في هذه الحالة)، بينما تجد نساؤهم أن الوجوه السوداء هي الأكثر جاذبية من غيرها.

أتت هذه النتيجة بعد استطلاع شاركت فيه شريحة شبابية عريضة لأناس بين الثامنة عشرة والثلاثين من العمر. وشاهد هؤلاء صورًا فوتوغرافية لوجوه أشخاص من الجنس الآخر، وطلب إليهم تصنيفها تبعًا للجاذبية (الجنسية في آخر الأمر).

اتضح بالنسبة إلى النساء البيض أنهن يفضّلن السود، يليهم البيض، وأخيرًا الآسيويون. وكان التيار الغالب وسط الرجال البيض هو تفضيل الآسيويات على بنات عرقهن البيضاوات، ثم السوداوات في المرتبة الأخيرة.

نقلت صحافة التابلويد عن الباحثين في كلية علم النفس في جامعة كارديف، ويلز، قولهم إن نتائج هذه الدراسة هي انعكاس حقيقي لتركيبة المجتمع البريطاني. فالإحصاءات الحكومية تظهر أن عدد السود المتزوجين ببيضاوات يزيد بنسبة حوالى 50 في المائة على عدد البيض المتزوجين بسوداوات. كما إنها توضح زيادة بما يقارب النسبة نفسها وسط البيض، الذين يتزوجون بنساء من الشرق الأقصى، مقارنة بالعكس أو بالنسبة إلى الآسيويين الذين يتزوجون ببيضاوات.

فرانك ولورا برونو

ويقول الدكتور مايكل لويس الذي قاد فريق البحث: laquo;كما هو متوقع فإن ملامح الوجه تشكل عاملاً حيويًا في الشخص الذي يختاره المرء شريكًا لحياته. وبالنظر إلى تركيبة المجتمع البريطاني الحالية، فليس من الغرابة ربما أن يشكّل الرجال السود والنساء من شرق آسيا الغالبية الكاسحة في الزيجات المختلطةraquo;.

ويضيف قوله: laquo;في الماضي كانت الاعتبارات الأساسية في مسألة الزواج تتصل بأشياء أخرى، مثل المكانة الاجتماعية ودرجة الثراء وأيضًا الخصوبة، وكلها داخل إطار العرق نفسه. هذا الوضع ما عاد قائمًا في بريطانيا الحديثة، التي تشهد تعدد الأعراق فيها بشكل غير مسبوقraquo;.