في عيد الحب أو المحبة بمعناها السامي، توقف بعض السياسيين على ضرورة أن يتناسى الخصوم أحقادهم، ويلتفتوا خلال هذا العيد الى معناه المتجرد، ربما تخف الخطابات النارية، وتزيِّن المحبة مفردات نصوصهم، ربما يرتقون بذلك الى المستوى المطلوب في لبنان.


بيروت: تفرقهم الخصومات طيلة ايام السنة، ويطلقون خطابات نارية ضد بعضهم البعض، كل الكلمات والالفاظ مسموحة، لا ضوابط، لا قيود، انفلات تام، اليوم في عيد الحب والمحبة، هل يتوقفون للحظات عن المشاحنات ويرسلون بطاقات محبة ومودة الى بعضهم البعض، ربما نحن بذلك نحلم بجمهورية افلاطونية بعيدة كل البعد عن الواقع اللبناني.

يفرِّق النائب السابق اسماعيل سكرية في حديثه لإيلاف بين عيد الحب وعيد المحبة خصوصًا لدى الحديث عن تلك المحبة بين السياسيين، ويضيف في هذا العيد لن يستطيع السياسيون ان يأخذوا وقتًا طويلا لتناسي الاحقاد والاتحاد، فربما يتناسونها ساعات قليلة ثم يعودون الى سابق عهدهم، ولا quot;تحرز القضية برأيهquot;، وسيبقون مختلفين، رغم مرور بعض الكلمات اللطيفة في ما بينهم، لدى البعض، لأننا بطبعنا نطوِّع الكلمات في المناسبات، وفقط من أجل المجاملة.

اما اذا طُلب منك توجيه تحية في عيد المحبة للفريق الآخر فمن تختار وماذا تقول له ؟ يجيب سكرية:quot; أوجه التحية اليوم والمحبة لكل الناس كمواطنين بخلفية انه علينا ان نبني بلدًا وان نتوحد خلف قضايانا التي تشكل الاساسات لبناء وطن ودولة، وأهم من الصراعات السياسية التي تأتينا من فوق، والمحبة أراها في هذا الاطار، وبعيدًا عن الإحراج اود التأكيد، يضيف سكرية، انا منتهج نهجًا، ولدي انتمائي بالعمق في موقع معين، اما بالاهداف والاسلوب فلا أصنف، لأن لدي اسلوبي ولأني حامل ملفا كبيرا، اعبِّر من خلاله كيف افهم العمل السياسي، واربط الشعارات والكلام الكبير بصدق التطبيق على الارض، ولدي تحفظاتي على 8 و14 وغيرهم، وسأكتفي بتوجيه محبتي للناس.

ولا يرى سكرية ان السياسيين سيتناسون خلافاتهم اليوم خلال عيد المحبة، وبعد الظهر سنسمع خطاباتهم النارية ضد بعض، وما نحلم به من محبة يشكل مدينة افلاطونية بعيدة كل البعد عن الواقع اللبناني.

ويرى سكرية ان ما يحتاجه السياسيون اليوم كي يكون خطابهم أكثر مودّة هو الالتفات الى مشاكل الناس وقضاياهم، والى القضايا التي تندرج ضمن خدمة الجميع من الالوان والاطياف جميعها، عندها يرتقون الى اسلوب الممارسة السياسية، وهنا ترتاح نفسياتهم وضمائرهم، ويقتربون من بعضهم البعض لان القضايا الجامعة، لا لون او فرز لها، ولكن للاسف هذا لا يحصل على الارض.

ويوجه سكرية في عيد الحب كلمة الى اللبنانيين، يطلب فيها ان يبرزوا جهدًا إضافيًا، ويتواضعوا من الصراعات الكبيرة، ليلتفتوا الى قضاياهم، وللتوحد حولها التي تجمع ولا تفرق، والتي تبني وطنًا وتعطيهم حقوقهم، التي يجب أن تحترم كل الامور الاساسية، ومهمة لبنان اليوم، وطنًا ودولة هو في ان ينصف الجميع.

ابي نصر

بدوره، تحدث النائب نعمة الله ابي نصر عن عيد الحب وكيف يشعر بالأسى بعد غياب زوجته منذ عامين، ويتمنى للجميع في هذا العيد التوفيق والحب الدائم، ويرى ابي نصر انها مناسبة اليوم كي يتناسى السياسيون خصامهم ويتحدوا، واليوم ظرف كي يتخلوا عن الحزازيات وعن الارتهان للخارج، ويكتفوا بلبنان لانه يستأهل المحبة، لان كل المعطيات موجودة فيه وهي تؤهله لذلك، فهذا البلد البالغ من العمر 7 آلاف عام، لديه اهم تاريخ، نأمل ان يلهمهم الله ويتحدوا.

ويوجه في هذا العيد تحياته الى الفريق الآخر، ويقول له يجب الاتكال على الله في كل شيء وتعالوا لنتفق ونبني لبنان الجديد، المليء بالتعاون والمحبة والمشاركة، لان شعار المحبة والمشاركة الذي اطلقه البطريرك الماروني يجب ان ينفذ بين جميع الطوائف، وليس للموارنة من دون سواهم.

اما هل سيتناسى السياسيون خلافاتهم ولو ليوم واحد خلال عيد الحب والمحبة؟ يأمل ذلك رغم ان الامر مستحيل برأيه، وما يحتاجه السياسيون اليوم كي يكون خطابهم فيه مودة اكثر يقول ابي نصر نفتقر الى الصراحة وهي معدومة لان quot;التمثيلquot; سيد الموقف.

ويوجه الى اللبنانيين كلمة بضرورة ان يحبوا لبنان.