في حوار لـquot;إيلافquot; قبل ساعات من إعلان ترشحه رسميًا لانتخابات رئاسة الجمهورية في الانتخابات التي تجري خلال شهر حزيران/يونيو المقبل، تحدث الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر السابق عن رؤيته للأوضاع في مصر، وكيف سيتعامل حال فوزه في الانتخابات.


الفريق أحمد شفيق

القاهرة: قال الفريق أحمد شفيق المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة إنه سيتخذ حزمة من الإجراءات حال فوزه في سباق الانتخابات الرئاسية التي تؤدي إلى استعادة ثقة العالم الخارجي في مصر واقتصادها، محذرًا من أن تصل البلاد إلى مرحلة الإفلاس بسبب استمرار الاعتماد على الاحتياطي النقدي.

وأضاف في حوار مع إيلاف قبل ساعات من إعلان ترشحه رسميًا لانتخابات الرئاسة إن زوجته لن تكون لها علاقة بالحكومة على الإطلاق حال فوزه، لافتًا إلى أنه تصدى للفساد خلال وجوده في الوزارة في ظل النظام السابق، وإلى نص الحوار...

*لماذا قررت أن تقوم بترشيح نفسك لانتخابات الرئاسة؟
**بعد خروجي من رئاسة الوزراء في آذار/مارس من العام الماضي، لم تكن لديّ نية أن أترشح لانتخابات الرئاسة، ولكن لقاءات من بعض الشباب وتشجيعهم لي دفعني إلى اتخاذ القرار بالترشح، خاصة أنني أعشق التحدي وتاريخي يثبت ذلك، فقد نجحت في المهام التي تم إسنادها إليّ، وعلى سبيل المثال تطوير المطارات المصرية وتحويل شركة مصر للطيران من شركة خاسرة إلى شركة ناجحة وتحقق أرباحًا بالملايين، واعتبر أنه من حسن حظي أن أي شخص يدخل مصر أو يغادرها يمر على ما حققته من إنجاز ويشاهده بنفسه.

يتابع: اعتبر نفسي رجلاً قويًا وقادرًا على تخطي الصعاب، ومن ثم لديّ ثقة بأنني أستطيع أن أقوم بتحقيق برنامج للنهضة، كما إنني مارست نوعية العمل المطلوبة من رئيس الجمهورية من خلال المناصب السابقة التي توليتها وما قدمته فيها، خاصة وأن مواصفات حاكم مصر في نظري هي أن يكون إنسانًا قويًّا وعادلاً وحاسمًا، لأن زمن الحاكم الديكتاتور انتهى، ولابد أن يكون الرئيس المقبل صاحب رؤية للمستقبل، وأن يكون قادرًا على التخطيط للمستقبل، وأعتقد أن هذه الشروط تنطبق عليّ.

*ثمة اتهامات وجّهت إليك بأنك أحد أنصار النظام السابق باعتبار أنك كنت آخر رئيس وزراء في عهد مبارك؟
**لم أكن أعمل من أجل شخص، ولكنني أعمل من أجل الوطن، وكنت ضمن مجموعة من الوزراء الذين يتصدون للفساد داخل مجلس الوزراء، ولكن هذا لم يكن معلنًا للرأي العام، وكنت أدرك جيدًا أنني لن أكون رئيس وزراء، لأنهم كانوا يعرفون طبعي جيدًا، وتمكنت خلال وجودي في منصب وزير الطيران من منع العديد من المشروعات التي تضرّ بالبلاد، من بينها مشروع الصكوك الشعبية الذي تم إلغاؤه، وغيره من المشروعات.

*مصر تمر بوضع اقتصادي صعب للغاية، كيف تراه؟
**بالفعل الوضع الاقتصادي صعب جدًا، ولا بد من التكاتف من أجل العمل وزيادة معدلات الإنتاج، لأن الاحتياطي النقدي المصري في خطر، فقد قمنا بصرف 20 مليار دولار منذ بداية الثورة، ويتبقى 16 فقط، وهما لا يكفيان سوى لنحو 6 أشهر أو أكثر قليلاً، علمًا أنه بدءًا من وصول الاحتياطي النقدي إلى 4 مليارات يتم التعامل مع الدولة باعتبارها دولة مفلسة، ومن ثم يجب أن نعمل على أن لا نصل إلى هذه المرحلة.

يواصل: عندما كنت في رئاسة الوزراء، كنا نعاني انفلاتًا أمنيًا، وخلال هذه الفترة بدأت الأزمة الاقتصادية تلوح في الأفق، وحذرت من أن اختلاط الأزمة الاقتصادية بالأمنية سيكون أكبر تهديد لاقتصاد البلاد، وستكون المشكلة معقدة، لذا لا بد من فك التشابك وتحقيق استقرار الأمن أولاً، لأننا لن نحصل على مليم واحد ودعم من الخارج أو قرض بشروط ميسّرة إلا بعد تحقيق استقرار الأمن.

*وما هي القرارات التي ستتخذها حال فوزك بالانتخابات الرئاسية؟
**إذا نظرت إلى برامج المرشحين، ستجدها متشابهة مع بعضها بعضًا مع اختلاف ترتيبها، لكنني اعتمد على تحقيق نهضة خلال عام واحد فقط، بالتأكيد لن أبني مصانع فقط، ولكن سأقوم ببناء ثقة مع العالم الخارجي، من خلال حزمة من الإجراءات، من بينها اختيار الشخصيات المناسبة في الأماكن التي يمكن أن يقدموا فيها أعمالاً متميزة، على أن تكون الإجراءات التي يتم اتخاذها تجعل العالم الخارجي لديه ثقة في خطط التحول للاقتصاد المصري وعدم تغيير القرارات بين الحين والآخر، لأن حالة التخبط في اتخاذ القرار من الأسباب الجوهرية التي أدت إلى اهتزاز ثقة العالم بمصر.

يتابع: مصر ساحة هائلة، وليس لديها مثيل في التنمية الاقتصادية، سواء من خلال بيئتها، أو ظروفها الجوية، حتى الصحراء الموجودة في مصر يمكن تنميتها، ويمكن تحويل مصر لكي تكون وجهة المستثمرين في العالم، فضلاً عن استغلال منطقة قناة السويس لتكون سوقًا حرة، وإعادة أهالي النوبة إلى أراضيهم بجوار النيل من أجل كسب ولائهم لمصر والاستفادة منهم، لأن الصعيد المصري يحتاج إلى اهتمام بشكل أكبر، خاصة بعدما تعرّض للظلم والإهمال خلال الفترة الماضية.

*كيف يمكن تحقيق ذلك؟
**الصين ليست أفضل من مصر، وكل الاستثمارات الأميركية تم توجيهها للصين، وإذا قمنا بجذب المستثمرين بشكل صحيح ستكون مصر قبلة للمستثمرين، خاصة وأنها تتوسّط العالم وظروفها أفضل بكثير، وتدفق الاستثمارات سيؤدي إلى تشغيل الشباب وزيادة الدخل والناتج القومي وكل هذا لا يحتاج إلى معجزة.

*ثمة مرشحون يتحدثون عن تعديل اتفاقية السلام مع إسرائيل quot;كامب ديفيدquot;، كيف ستتعامل مع الاتفاقية حال فوزك؟
**تعديل الاتفاقية لا يمكن تطبيقه سوى بالاتفاق بين الطرفين، ما وقعنا عليه نتحمّل مسؤوليته، لأن مصر دولة كبيرة، وإعادة النظر في الاتفاقية يتطلب استدعاء الطرف الآخر، ولا يمكن تعديلها من طرف واحد فحسب، لأن هذا الأمر مخالف للقانون، فضلاً عن أن روح الاتفاقية كان الهدف منها إخراج إسرائيل من سيناء، وهي اتفاقية ذكية، ومن ثم كان لا بد من وجود تضحية من خلال الموافقة على وجود عدد أقل للقوات في سيناء.

يواصل: حديث بعض المرشحين عن إعادة النظر في الاتفاقية يتطلب الدقة، لأن التعديل لا يمكن أن يتم إلا من خلال الإعلان عن دعوة الطرف الآخر في الاتفاقية إلى إعادة التفاوض عليها، وبالتأكيد حال فوزي في الانتخابات وسمحت الظروف بتعديلها سأطلب ذلك فورًا.

*وكيف ترى الأزمة الحالية بين الحكومة المصرية والأميركية على خلفية قضية تمويل منظمات المجتمع المدني، والتي تمت إحالتها على محكمة الجنايات؟
**لا أتمنى أن نصل إلى نقطة اللاعودة في العلاقات مع الولايات المتحدة، ولكن هناك مجموعة من الثوابت، التي نتحدث عنها في هذا الموضوع، دعنا نتفق أولاً على أن عمل أي جهة على الأراضي المصرية لا بد أن يكون خاضعًا للقوانين المصرية، وأن تكون الحكومة على علم بالأموال التي يتم دخولها إلى البلاد، على الأقل حتى لا يساء استخدامها، ويتم صرفها في الأغراض المخصصة لها، كما إن الأمر لا بد أن يدار بشيء من الحكمة، بحيث لا يصل إلى القطيعة بين البلدين، لأن هذا ستكون له أبعاد أخرى بخلاف قطع المعونة، فأنا أميل إلى أن الأمور تحلّ عن طريق التفاوض والمواءمات، لأن السياسة لها حساباتها المختلفة، ولا بد من الوصول إلى حل وسط، بحيث يقدم كل طرف تنازلات إلى الآخر.

*ما هو موقفك من الجدل الدائر حول أسبقية وضع الدستور على إجراء الانتخابات؟
**من يقم بوضع الدستور فلا بد أن لا يكون له علاقة بالمجالس النيابية، لأن هذا المجلس لا يشكل إلا الذوق العام لمدة 5 سنوات فقط، وهي مدته، وليس بالضرورة أن يستمر التوجه العام بعد ذلك، لذا أرى أنه من الأفضل أن يتم انتخاب الرئيس أولاً، وبعد ذلك يتم تشكيل لجنة محايدة من كل التيارات والقوى السياسية، تقوم باختيار مجموعة، تضع الدستور الجديد، على أن يتم الاستفتاء على أسماء أعضائها شعبيًا، وبعد انتهائها من مهام عملها يتم إجراء استفتاء آخر على الدستور الجديد.

*ما هو الدور الذي تقوم به زوجتك حال فوزك؟
**لن تكون لها علاقة بالعمل العام على الإطلاق، ولكن العمل الخيري يكون شخصيًا بعيدًا عن الحكومة تمامًا، ولا علاقة لها بالسياسة.

*هل يمكن أن تتنازل لمصلحة أحد المرشحين؟
**لا أفكر في ذلك، على الأقل في المرحلة الحالية، وإذا قررت أن أنسحب من الترشح لسباق الرئاسة فسيكون قرارًا شخصيًا، ولكنني لن أتنازل لمصلحة أحد من المرشحين.

*ومن تجده الأفضل في ما بينهم؟
**الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، لأنه يقول الحقيقة، وتعجبني صراحته.

*كيف ترى مستقبل مصر؟
**مستقبل مصر سيحدده أبناؤها، إما أن ترتفع وتكون في مصاف الدول المتقدمة، أو تتراجع، والمستقبل بيدهم.