الأسير خضر عدنان

تشهد الأراضي الفلسطينية حالة من الفعاليات التضامنية اليومية غير المسبوقة تضامنا مع الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية لاسيما مع خضر عدنان الذي يخوض اصرابا عن الطعام منذ قرابة الشهرين احتجاجا على اعتقاله.


قال رائد عامر، مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة نابلس في لقاء خاص مع quot;إيلافquot;: quot;إن حالة من الغليان تسري بين أوساط الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نظرا للمارسات الإسرائيليةquot;.
وأكد عامر، أن وضع الأسرى يزداد صعوبة بسبب التضييقات التي تقوم بها سلطات السجون الإسرائيلية، لافتا إلى أن العديد من السجون شهدت في الآونة الأخيرة تشديدات واضحة انعكست سلبا على الحياة المعيشية للأسرى.

وبين أن العديد من الأسرى هددوا عبر بيانات وصلت نادي الأسير بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام ضد ما وصفوه بالسياسات القمعية التي تنتهجها إدارة السجون.

وأفاد عامر، أن الأسير خضر عدنان الذي يواصل إضرابه عن الطعام منذ نحو شهرين احتجاجا على اعتقاله أكد لمحامي نادي الأسير الذي زاره، مؤخرا، أنه سيواصل إضرابه حتى تحقيق مطالبه، نافيا الشائعات التي رددتها بعض وسائل الإعلام والتي أفادت أنه دخل في حالة غيبوبة.

وبين أنه تم اعتبار يوم 15 شباط (فبراير) يوماً وطنياً في مواجهة سياسة الاعتقال الإداري.

إلى ذلك، أكد وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; أن الأسرى في السجون الإسرائيلية يواصلون مشاوراتهم نحو خوض إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على سياسات مصلحة السجون الإسرائيلية وتضامنا مع الأسير خضر عدنان.

وحذر قراقع، من خطورة ما يتعرض له الأسير عدنان، مؤكدا أن الأوضاع داخل السجون قد تنفجر بأي لحظة في حال حدث أي مكروه لعدنان.
وأوضح أن الوقفات التضامنية مع الأسير وبقية الأسرى تأتي في سياق الدعم المعنوي للأسرى، منوها إلى أن هذه الحملات ستتواصل ما دام الأسير عدنان يخوض quot;هذه الملحمة الشريفة من أجل كل انسان حر وله ضمير وانتماء ومن أجل بقية الأسرىquot;.

وبخصوص التحرك الرسمي لمتابعة هذا الموضوع، قال قراقع: quot;إن هناك تحركات على مستوى القيادة الفلسطينية ومن قبل الحكومة المصرية بالتعاون مع مؤسسات حقوق الإنسان ومن خلال مخاطبة السفارات والقناصلquot;.
وأضاف: quot;أن القيادة تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير عدنان، كجهة مسؤولة عن الأسباب التي أدت إلى خوضه الإضراب عن الطعام والتي من بينها تعرضه للإذلال والقمع والإهانةquot;.

وأوضح وزير شؤون الأسرى والمحررين أن الحركة الاسيرة بصدد القيام بخطوات جماعية احتجاجية في شهر نيسان المقبل لتحسين ظروف الاعتقال ورفضا لسياسة إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية.
وفي تصريح صحافي لوزير الأسرى، فقد أفاد أن الأسير خضر عدنان الذي يخوض إضرابا عن الطعام نظرا لاعتقاله وتثبيت الحكم الإداري ضده، قد رد على قرار محكمة الاستئناف الإسرائيلية القاضي بتثبيت حكمه الإداري أربعة شهور، quot;بإعلانه مواصلة الإضراب المفتوح عن الطعام حتى إلغاء قرار اعتقاله الإداريquot;.

وبحسب الوزير فقد زارت المحامية حنان الخطيب مؤخرا، الأسير خضر عدنان، الموجود في مستشفى زيف في صفد نتيجة تردي وضعه الصحي في ظل استمراره بخوض الإضراب، وأبلغها بقراره مواصلة خطوته النضالية، واصفا قرار المحكمة بالجبان وغير الشرعي والعنصري.

ووصفت المحامية، حالة الأسير بأن معنوياته عالية جدا ويقرأ القرآن الكريم بشكل مستمر رغم التدهور الواضح على صحته وتناقص وزنه وشعوره بالآلام في مفاصله وبطنه وتقيؤه مادة حامضة.

إصرار على الإضراب
وكان الأسير عدنان قد أثنى على كافة المتضامنين معه، وثمن كل الجهود التي بذلت من الرئيس محمود عباس والحكومة ومن المؤسسات والمحامين، وأشاد كذلك بجهود الحركة الأسيرة والأسرى المتضامنون معه.
وأكد الأسير في رسالة وجهها إلى الشعب الفلسطيني عبر محامي وزارة شؤون الأسرى جلال أبو عامر، أنه يخوض هذا الإضراب دفاعا عن كرامته وكرامة الشعب.

وقال عدنان في رسالته: quot;إنني لست ذاهبا إلى العدمية وإنما أدافع عن كرامتي وكرامة شعبي، مؤكدا أنه سيواصل إضرابه عن الطعام حتى تحقيق كافة المطالبquot;.
وأوضح أن المحكمة استخفت بحياته وبكل المطالب الدولية والإنسانية، لافتا إلى أن سيف الاعتقال الإداري سيبقى مسلطا على رقاب الأسرى.

وقال: quot;إنني أضع نفسي في مقدمة الدفاع عن حقوق الأسرى ومن أجل إلغاء سياسة الاعتقال الإداري المجحفةquot;.
وأضاف: quot;لقد بدأت معركتي متوكلا على الله ومصمما على المضي في هذه المعركة حتى ينتصر الحق على الباطلquot;.

وأردف: quot;لقد تعرضت للإهانات والضرب والإذلال على يد المحققين دون أية تهمة أو مبرر وقد أقسمت بالله أن أقف ضد سياسة الاعتقال الإداري التي أنا والمئات من الأسرى ضحية لهاquot;.
وأكد عدنان، أن هذه السياسة تعد سياسة ظالمة حيث يتمادى السجانون في التعذيب ويتجاوزون حدود القانون والشرائع السماوية والإنسانيةquot;.

واختتم الأسير رسالته: quot;أقول لشعبي لست هاويا للجوع ولست ذاهبا للتهلكة ولكن الأمر أصبح لا يطاق وتجاوز كل المحرمات في العالم فإن كتب الله لي الشهادة فإنني أكون قد سرت على طريق الإيمان والحق ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإن كتب الله لي الحرية فهذا انتصار لشعبي وأمتي ولكل الأحرار ومناصري العدالة على هذه الأرضquot;.
وشدد على ضرورة أن يتحرك العالم ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية لالزام إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني ووقف سياساتها التعسفية التي تتعامل بها مع الأسرى.

وكان الأسير خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الاسلامي من بلدة عرابة قضاء جنين، قد اعتقل منذ نحو شهرين ونيف وخاض إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على سوء معاملته، ويرفض تناول الطعام ويعيش على السوائل فقط، كما رفض الانصياع لأوامر سلطات السجون المتمثلة بإجباره على تناول الطعام وتغذيته عنوة.

وبحسب مراقبين ومهتمين بقضايا الأسرى فإن إضراب الأسير عدنان يعد أطول إضراب فردي عن الطعام لسجين فلسطيني، مؤكدين أنه وفي حال وفاته نتيجة إضرابه المتواصل فإنه من المتوقع حدوث احتجاجات كبيرة داخل السجون ومسيرات كبرى في الوطن.