البرادعي يقبّل أنجلينا جولي

شنّ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فايسبوك وتويتر، هجومًا لاذعًا على محمد البرادعي الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية، وذلك بسبب تقبيله الفنانة الأميركية أنجلينا جولي، واتهمه البعض بالعمالة لأميركا ومعاداة الإسلام.


تسببت قبلة منحها الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الممثلة الأميركية أنجلينا جولي بعاصفة من الجدل في مصر، لاسيما على مواقع التواصل الإجتماعي، وخاصة فايسبوك وتوتير، بعضها تمثل في إنتقادات عنيفة موجّهة إليه من جانب معارضيه الإسلاميين أو بقايا النظام السابق، والبعض الآخر تعليقات ساخرة من النشطاء.

قبلة quot;الدم والعسلquot;
إلتقى البرادعي الحائز جائزة نوبل للسلام مع جولي في مهرجان السينما من أجل السلام في برلين، في الأسبوع الماضي، ومنحها جائزة باسم ''الأفضل قيمة'' عن فيلمها ''في أرض الدماء والعسل''، بصفته رئيس لجنة تحكيم الجائزة. والفيلم من تأليف وإخراج جولي، وتدور أحداثه في فترة الحرب التي شنتها صربيا ضد البوسنة والهرسك. وبطولة زانا مارجانوفيك وجوران كوستيك ورادي سيربدزيجا. وطبع البرادعي قبلة على وجنتي جولي حاضنًا إياها أثناء تسليمها الجائزة.

وانطلقت عاصفة من الجدل بين المصريين عبر مواقع التواصل الإجتماعي بسبب حضور البرادعي الحفل، وتقبيله لإنجلينا جولي، لاسيما أن الحدث تزامن مع الإحتفال بعيد الحب، وإنسحاب البرادعي من الترشح لإنتخابات رئاسة الجمهورية، وتعرّض البرادعي لعاصفة من الإنتقادات من جانب الإسلاميين، وصلت إلى حد إتهامه بـquot;العداء للإسلامquot;.

تعليقات ساخرة
تنوعت التعليقات وردود الفعل ما بين السخرية والنقد، ومنها: quot;ناس ليها السلف والإخوان... وناس ليها أنجليناquot;، quot;يعني إيه ليبرالية يابرادعي.. يعني تبوس إنجلينا لوحدك واحنا نبوووووس إيدينا وش وظهرquot;، quot;البرادعي: لو توفيق عكاشة عرف يبوس إنجلينا جولي أنا هنتخبه رئيس جمهوريةquot;، وذلك لأن الإعلامي توفيق عكاشة من أشد المنتقدين للبرادعي، وقال ذات مرة في برنامجه quot;مصر اليومquot; على قناته quot;الفراعينquot;: لو البرادعي يعرف يزغط البط أو عدد أعواد حزمة الجرجير سأنتخبه رئيساً للجمهوريةquot;.

ومن التعليقات أيضاً: quot;والله وعملوها الرجالة ورفعوا راس مصر بلدناquot;، quot;أحبك يابرادعي وانت بتقرّب الثقافاتquot;، quot;يا واد يا مؤمنquot;، quot;الرئيس اللي على حق هو اللي يبوس إنجلينا، ثم يهدأ ويذهب لتقبيل نيكول كيدمانquot;، في إشارة إلى حديث الراحل متولي الشعراوي يقول فيه: quot;الثائر الحق من يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ يبني الأمجادquot;، quot;والقبلة مستمرة يا منىquot;، في إشارة إلى مقولة البرادعي الشهيرة في برنامج العاشرة مساء مع المذيعة منى الشاذلي quot;الثورة مستمرة يا منىquot;، البوسة بريئة.....دي مؤامرة دنيئةquot;، quot;البرادعي: شايف إن طالما البوسة مفيهاش Feelings وIn Public يبقى So whatquot;، quot;البرادعي بعد البوسة، خلاص بقى بيتكلم كويس من غير تهته، مبروك علينا يا رجالةquot;، quot;مش كان واجب برضه يبوس الراجل اللي واقف ورا إنجلينا جوليquot;، quot;لينا الشرف إن مرشح لرئاسة مصر يبوس ممثلة عالمية زي ديquot;، quot;هو ده العصيان المدني ولا بلاش.. يا برادعي يا لعيبquot;.

قبلة لتوثيق العلاقات
وانسحبت بعض التعليقات على الأجواء المتوترة بين مصر وأميركا حالياً، على خلفية قضية التمويل الأجنبي، ومنها: quot;غرض القبلة توثيق العلاقات المصرية الأميركيةquot;، quot;إبعد عن أنجلينا يا برادعي، البرادعي دمه حامييا جدعان، واحنا مش ناقصين مشاكل مع الأمريكانquot;، وquot;يا سلام لو كمان قبلة لهيلاري كلينتون.. تبقى مصر دولة عظمىquot;، quot;البرادعي ينفع سفير مصر في أميركا من أجل البوس وبسquot;، quot;وأمريكا ومصر زي السمن على العسل.. والدليل البوسة ديquot;، quot;يعني إيه لما مصر تبقى علاقاتها مع أمريكا متوترة.. يعني أبعت البرادعي يبوس إنجلينا جولي، والتوتر يزول فوراًquot;، quot; جدع يا برادعي.. كده مصر علمت على أميركاquot;، quot;السياسة حاجة، والبوس حاجة تانية.. لكن البرادعي بيمارس سياسة البوس في أميركاquot;.

البرادعي عدو الإسلام
فيما كانت تعليقات الإسلاميين المتشددين قاسية، ووصلت إلى حد إتهامه بمعاداة الإسلام، ومنها: البرادعي برهن على أنه لا يحترم مشاعر شعبه المسلم، الذي يحرّم مثل هذه الأعمال، ويؤكد أنه يتبع أخلاق الغرب، ولا يتبع أخلاقناquot;، quot;الغرب يريد رئيساً لمصر يتبع عقيدتهمquot;.

كما إنتقدوا الفيلم نفسه quot;أرض الدم والعسلquot;، ومن تلك التعليقات: quot;يشوه مسلمات البوسنة، ولا يظهر فائدة واضحة، ويقدم الحل لإنقاذ المسلمين من الذبح من خلال ممارسة المسلمات الزنى مع جنود الاحتلال الصربيquot;، وquot;السيدات اللاتي تم اغتصابهن في حرب البوسنة والهرسك، عبّرن عن استيائهن من الفيلم ومن صورة المرأة المسلمة المحجبة فيه، لأنها أحبت من اغتصبها، على الرغم من كونه صربياً قتل أهلهاquot;، quot;يسقط البرادعي رجل أميركا.. يسقط البرادعي عدو الإسلامquot;، quot;هو ده آخر البرادعي يقدم ممثلة، ويقف وراها لغاية لما تخلص .. إزاي ده أقنع حد أنه ممكن ينفع رئيس لمصرquot;، quot;دي مش أول مرة يبوس واحدة، ماهو باس في مصر، وبرضه مشوار الخمور، مااحنا شفناه قبل كده وسط الخمور، طالما سابنا في حالنا ربنا يسهله في الغرب، خليه يدوّر على أكل عيشه بالطريقة اللي هوه عايزها بعيد عنناquot;، quot;البرادعي لا يمثلني.. والله على ما أقول شهيدquot;، quot;إرفع راسك فوق إنت مصري ... نزل راسك تحت يا برادعيquot;، المسلم لا يجوز له أن يقبِّل النساء.. فإن كان البرادعي مسلمًا حقيقيًا فلماذا لا يلتزم بتعاليم الإسلام؟!!quot;، quot;وسيادته نسي الشهدا، ونسي اللي احنا فيه، وحزننا على شهداء الالتراس وشهداء مصر ورايح يبوسquot;.

غير أن أشد ردود الفعل جاءت من خلال ناشط في حملة دعم البرادعي، ويُدعى حازم عرفة، فقد أعلن إنسحابه من الحملة، إحتجاجاً على تلك القبلة، وكتب على صفحته في فايسبوك: quot;ربما كان البرادعي لا يعلم أن أنجلينا جولي لها مئات الأفلام الإباحية، ولكن ألا يعلم البرادعي أن هناك شبابًا بالمئات جاهدوا في النقاش كي يقنعوا الناس بأنه ليس خواجة، وأنه مازال متمسكًا بالقيم والتقاليد المصريةquot;، وأضاف: لن أتوقف عن مشروع النهضة، الذي أيقظه البرادعي، ولكنني سأتوقف عن دعم البرادعيquot;.

الرجل المحترم
وأنبرى آخرون في الدفاع عن البرادعي، ومن تلك التعليقات: الدكتور البرادعي إنسان محترم، والشعب المصري الآن غير مستعد لرئيس مثله.. ولكن المصريين الآن مستعدون لرئيس زي الأستاذ حازم صلاح أبو إسماعيل لأنه بذقن وبيكلمهم بلغة يفهمها الشارع .. ولن يقبلوا حتى برئيس محترم، مثل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوحquot;، quot;الراجل سابلكو البلد ومشي برضو لسه متعلقين في رقبتو.. ده لما البت إتعرّت في التحرير غصب عنها مسمعناش صوت منكمquot;، quot;كل شعب مصر يبوس .. أي حاجة .. جات على البرادعيquot;، quot;والله المشكلة أن الشعب المصري حمبلي، وبياخد الحاجة ويكبرها جدًاquot;.

وألقى البرادعي خلال الحفل كلمة حول الربيع العربي، قال فيها إن ثقافة الخوف ذهبت بلا عودة، وقال: ''في العالم العربي نرى مذبحة في سوريا، ومن قبل في ليبيا، ولكن شعلة الحرية والكرامة انطلقت وتنتشر، لقد تم كسر ثقافة الخوف، وليست هناك عودة إلى الوراء''.

وأضاف: ''نحن نعيش في عالم شابه الظلم وانعدام الأمن؛ حيث 3 مليارات شخص يعيشون في فقر، وأكثر من 20 ألف رأس نووي معلقة فوق رؤوسنا، وما زال الملايين يموتون في الكفاح من أجل الحرية والكرامة الإنسانية''. وتابع: ''يجب أن نلزم أنفسنا بأن نكون وكلاء للتغيير والقنوات من أجل السلام لكي نخلق عالمًا يقوم على أساس الحرية والمساواة والتسامح والعدالة''.