دخان يتصاعد من حرق مكتب الصرخي في مدينة الرفاعي بمحافظة ذي قار

تصاعدت اليوم الأحد عمليات إحراق متبادلة لمكاتب مرجعيات شيعية عراقية واستهداف معتمديها في عدد من محافظات البلاد الجنوبيّة مما أرغم السلطات على اتخاذ إجراءات أمنية مشددة تحسباً لاندلاع مواجهات شيعية شيعية وسط تنديد مرجعية النجف بهذه الاعمال التي قالت انها تهدف لاثارة المزيد من البلبلة والاحتقان السياسي والأمني في المدن العراقية.


أسامة مهدي من لندن: أحرق مجهولون اليوم الأحد مكاتب المرجع الديني محمود الحسني الصرخي الذي يعارضه مقلدو المرجع الشيعي الاعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني في ناحية السدير جنوب محافظة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) مما ادى الى احراق محتوياته ولكن من دون وقوع خسائر بشرية. كما أضرم النار في مسجد قيد الإنشاء يعود إلى أنصار الصرخي جنوب غرب البصرة (550 كم جنوب بغداد).

واوضح مصدر امني ان مجهولين اقتحموا بعد صلاة الفجر مسجد فارس الحجاز الذي يعودلانصار الصرخي في ناحية أم قصر وأضرموا النار فيه مما ادى الى اتلاف محتوياته من دون وقوع خسائر بشرية. وسبق ان شهد قضاء الرفاعي شمال محافظة ذي قار (260 كم جنوب بغداد) الجمعة اضطرابات وفرض حظر للتجوال لساعات بعد ان خرج متظاهرون مطالبين باغلاق مكتب الصرخي في القضاء.

وكانت المواجهات بدأت يوم الجمعة الماضي عندما اندلعت تظاهرات في قضاء الرفاعي بمحافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) لمنع جماعة الصرخي وهو زعيم جماعة شيعية عقائدية يتهم مقلدو السيستاني اتباعه بالتطرف والتعصب الديني من افتتاح مكتب لهم ما تسبب بحرق المكتب واصابة عنصرين من الشرطة بجراح حيث تدخلت قوات المهمات الخاصة في المحافظة واعتقلت 50 عنصرا من جماعة الصرخي.

وفي مقابل لذك احبطت الشرطة في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) اليوم الاحد محاولة لاستهداف منزل وكيل للمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني بعبوة ناسفة. وفككت الشرطة عبوة ناسفة مزروعة قرب منزل أياد الشريفي وكيل السيتاني وذلك وسط مدينة الحلة مركز المحافظة من دون حدوث أضرار.

كما تم اليوم ايضا في المحافظة نفسها احباط محاولة لتفجير مدرسة دينية تابعة للمرجع السيستاني بعبوة ناسفة جنوب الحلة. وتمكنت قوة من وحدة مكافحة المتفجرات من ابطال مفعول عبوة ناسفة كانت مزروعة بالقرب من مدرسة دينية تابعة للمرجع السيستاني في ناحية القاسم (16كم جنوب مدينة الحلة) من دون وقوع خسائر بشرية او مادية.

وفي مواجهة هذا التصعيد في المواجهات فقد نددت المرجعية الشيعية في النجف (160 كم جنوب بغداد) اليوم بأستهداف عدد من معتمديها ووكلائها في عدد من المحافظات الجنوبية معتبرة ذلك محاولة لتقويض دورها وطالبت الأجهزة الأمنية بحماية وكلاءها ومعتمديها أسوة ببقية أبناء الشعب العراقي.

وقال الشيخ علي النجفي نجل المرجع الشيعي الشيخ بشير النجفي إن quot;استهداف وكلاء المرجعية الدينية هو محاولة لتقويض دورها في العراقquot;، واصفاً إياه بـquot;عمل سيء ومرفوضquot;. وأضاف أن quot;هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها المرجعية ووكلاءها للاعتداءquot; معتبراً أن دورها quot;هو التهدئة والبناء وتعزيز أواصر الأخوةquot;.

ولفت النجفي في تصريح نقلته وكالة quot;السومرية نيوزquot; إلى أنه quot;لا يمكن توجيه الاتهام إلى أي جهة بالوقوف وراء الحوادث حتى انتهاء التحقيقاتquot; متهماً quot;أعداء العراق والشعب بأنهم يريدون إثارة المزيد من البلبلة والاحتقان السياسي والأمني في المدن العراقية الآمنةquot;. وطالب الأجهزة الأمنية بـquot;حماية وكلاء ومعتمدي المرجعية أسوة ببقية أبناء الشعب العراقيquot;.

وتأتي هذه الاحداث اثر تعرض منازل ستة من معتمدي ومقلدي المرجع السيستاني في محافظتي الناصرية والديوانية جنوب العراق الجمعة والسبت لهجمات بقنابل يدوية لم تؤد الى سقوط ضحايا. ووقعت هذه الهجمات بعد ان هاجم مئات المتظاهرين في الناصرية الجمعة مركز محافظة ذي قار (375 كلم جنوب بغداد) مكتبا جديدا للصرخي الذي اتهم متحدث باسمه احد معتمدي السيستاني بالتجييش للهجوم. وحاول متظاهرون التحدث مع القائمين على مكتب الصرخي لاقناعهم باغلاقه وابعاد المدينة عن quot;التطرف الديني بكل اشكالهquot; موضحين انه quot;لم يستجب لمطلبهم ما دفعهم لاحراق المكتبquot;.

وتعرضت على اثر ذلك منازل تابعة لممثلي ومقلدي السيستاني الى سلسلة من الهجمات لكنها لم تصب ايا من ساكنيها باذى. ففي الديوانية تعرض منزل الشيخ باسم الوائلي ممثل السيستاني فيها لهجوم بقنابل يدوية. كما تعرضت ثلاثة منازل اخرى تابعة لابرز مقلدي المرجع السيستاني لهجمات مماثلة لكن من دون اصابات. وفي قلعة سكر شمال الناصرية عثرت الشرطة على عبوة ناسفة قرب منزل الحاج فليح حسن ممثل السيستاني في المدينة تمكن فريق من مديرية مكافحة المتفجرات من تفكيكها.

وفي مدينة النصر شمال المدينة ايضا عثرت الشرطة على قنبلة صوتية صباح السبت قرب منزل السيد علي الغرابي وكيل السيستاني هناك. وقبيل الهجمات اتهم الشيخ بلال الخفاجي المتحدث باسم الصرخي ممثل المرجع السيستاني في منطقة الرفاعي شمال الناصرية بالوقوف وراء عملية احراق مكتب الصرخي في المنطقة.

وبعد تعرض المكتب للاحراق توجه عدد من انصار الصرخي من الكوت (160 كلم جنوب بغداد) والديوانية (180 كلم جنوب بغداد) الى الناصرية (375 كم جنوب بغداد) للاحتجاج على ذلك لكن السلطات الامنية فرضت حظرا للتجوال واعتقلت عددا من انصار الصرخي. وكان اتباع الصخري خاضوا عام 2006 مواجهات مع الشرطة في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) قتل فيها العشرات منهم فيما جرى اعتقال نحو 200 شخص.