فيما احتفل اقليم كردستان العراق اليوم بالذكرى 66 لتأسيس أول جمهورية كردية عام 1946، أكد الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الاقليم مسعود بارزاني ان الوقت حان ليقرر الشعب الكردي مصيره واشارا الى ان العالم يشهد متغيرات كبيرة وسريعة تتطلب من الاكراد التحضر للتعامل معها.


إحياء الذكرى السنوية66 لتأسيس جمهورية مهاباد الكردية

لندن: في احتفال اقيم في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق (220 كم شمال بغداد) لمناسبة الذكرى السنوية السادسة والستين لتأسيس جمهورية مهاباد الكردية في كردستان أيران، اكد بارزاني أن الوقت حان ليقرر الاكراد حقوقهم.

واشار الى أن quot;العالم في تغير مستمر وسريع وعلى الشعب الكردي ان يجهز نفسه من أجل التعامل تلك التغيراتquot;.

وقال quot;أن هذا اليوم له خصوصية وقد شهد حدثاً مهماً في تاريخ الشعب الكردي المليئ بالاحداث التاريخية من نصر وهزيمة وغدر وتقسيم من قبل الدول لهذا الشعب ورغم ذلك استمر في نضالهquot;.

وتابع: أن quot;النضال المسلح في تاريخ الاكراد كان من أجل الحفاظ على الهوية والوجود مشدداً بالقول أن quot;الحقوق لا تنال بالحرب والعنف وإنما بالحوار وهو الطريق الصحيح الذي يتوجب علينا إختيارهquot;.

ورأى بارزاني ان اكراد العراق قد اجتازوا مرحلة الحروب بنجاح على الرغم من تقديمهم الكثير من التضحيات في زمن النضال، مضيفاً quot;لقد اريقت دماؤنا ودماء اصدقائنا من الامم الاخرى لكننا اثبتنا وجودنا وحافظنا على هويتنا وحان الان وقت القرار على حقوقنا ويتوجب أن نحافظ على تلك التجربة لأنها كانت تجربة غنيةquot;.

ولفت الى انه quot;على الرغم من محاولة الاعداء لاضعاف ارادة الشعب الكردي والتدخل في شؤون الحركة التحررية الكردية الا انهم لم يستطيعوا ذلك بعد ان حاولوا اشعال اقتتال بين الاكراد ليريقوا دماءهم بأنفسهمquot;.

البارزانيين

وحول دور عشيرته البارزانيين في اعلان جمهورية كردستان، اوضح بارزاني قائلا quot;الملا مصطفى بارزاني الخالد (والد مسعود) أبلغني بأنه عند اعلان جمهورية كردستان قرر الذهاب مع الشيخ احمد (بارزاني) إلى الشرق، ويبدو أنهم لاقوا ترحيبا جيدا هناك وخاصة قرب الحدود وفي مهاباد وبقرار من بيشوا قاضي محمد تقرر أن يتم تقاسم منازل اهل مهاباد مع البارزانيين احتراما وتقديرا لهم وفي المقابل عرف بارزاني نفسه بأنه جنديquot; في جمهورية كردستانquot;.

واضاف quot;انه عند محاكمته قدم بيشوا دفاعا كبيرا عن الملا مصطفى بارزاني، ثم قال له إن علم كردستان أمانة عندك ويبدو أن بارزاني كجندي كرس نفسه لخدمة جمهورية كردستان وحتى يومنا هذا فان (القادة الاكراد السابقين) الشيخ محمود الحفيد وشيخ سعيد بيران وقاضي محمد وشيخ احمد بارزاني وشيخ عبد السلام بارزاني كلهم رؤساؤنا ونعتبر أنفسنا طلبتهمquot;.

وشدد بارزاني على ان تأثيرات تلك الجمهورية الفتية مازالت تؤثر على اوضاع الاكراد وتطلعاتهم في تقرير المصير.

تاريخ الجمهورية

ويذكر ان جمهورية كردستان تأسست في 22 كانون الثاني/يناير عام 1946 في شمال غرب ايران بدعم من الاتحاد السوفيتي انذاك وفي العاشر من كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه انهارت هذه الجمهورية اثر سقوطها امام الجيش الايراني.

وفي 31 آذار/مارس عام 1947 تم اعدام رئيس الجمهورية قاضي محمد.

ويحيي الاكراد في مناطقهم في العراق وسوريا وايران وتركيا حيث يبلغ تعدادهم حوالي 30 مليون نسمة ذكرى اعلان الجمهورية الكردية من خلال إقامة الحفلات والندوات والتجمعات متطلعين الى قيام جمهورية مستقلة لهم برغم معارضة الدول التي يعيشون فيها لذلك.

وفي الاحتفال اليوم القى محافظ اربيل نوزاد هادي كلمة الرئيس العراقي جلال طالباني، التي هنأ فيها الشعب الكردي بهذه المناسبة واعرب عن الامل في ان يقرر الشعب الكردي مصيره عن طريق وحدة الصف والكلمة.

ومن جهته اكد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني رئيس حكومة تصريف الاعمال لكردستان برهم صالح اهمية قيام جمهورية مهاباد لتطلعات ونضال الشعب الكردي.

ودعا الاكراد الى توحيد كلمتهم من أجل quot;مواجهة مخططات الاعداء لان تجربة اقليم كردستان الحالية لا تختلف كثيراً عن جمهورية كردستان بغض النظر عن الوقت والمتطلباتquot;، محذرا من ان quot;المخططات ضد الشعب الكردي لازالت مستمرة ولكن باسلوب اخرquot;.

وخلال الاحتفال تحدث كل من صلاح الدين دميرتاش رئيس حزب الشعب الكردي في كردستان تركيا وعبد الحكيم بشار رئيس المجلس الوطني الكردي في سوريا وحسين شريفي ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، حيث اكدوا على اهمية اعلان جمهورية مهاباد في تاريخ الاكراد.

وشددوا على ضرورة quot;تمسك الاكراد بالوحدة خلال المرحلة الراهنة والعمل معا من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية للشعب الكردي في جميع أجزاء كردستانquot;.