تظاهرة كردية في سوريا ضد الأسد وفي الإطار شيركو عباس

دعا رئيس المجلس الوطني الكردستاني في سوريا شيركو عباس الى تأسيس نظام فيدرالي يضمن للأكراد حق تقرير المصير وصولاً إلى تشكيل حكومة غرار كردستان العراق، ولفت إلى أن أكراد سوريا يواصلون النقاش مع المجلس الوطني السوري لوضع رؤية سياسية تضمن حق القومية الكردية.


واشنطن: قال رئيس مجلس الوطني الكردستاني في سوريا شيركو عباس، في حديث خصّ به quot;إيلافquot; من مقر إقامته في العاصمة الأميركية: quot;نحن جعلنا من الفيدرالية تفسيرنا لمبدأ quot;حق تقرير المصير للشعب الكردي في سوريا ومن وجهة نظرنا هذا النظام الفيدرالي الاتحادي هو أفضل صيغة لسوريا الحديثةquot;.

ورفض شيركو عباس عروبة سوريا، مشدداً على أن quot;الأكراد يشكلون القومية الثانية من ناحية الحجم السكاني والتوسع الجغرافي وهم لا يشكلون جزءاً من الأمة العربيةquot;، معتبراً أن إصرار الديمقراطيين السوريين على العروبة خطأ لن يحصدوا منه سوى المشاكل كما هو الحال قائم مع نظام البعث.

ولفت رئيس المجلس الوطني الكردستاني في حديثه إلى أن أكراد سوريا يواصلون النقاش مع المجلس الوطني السوري لوضع رؤية سياسية تضمن حق القومية الكردية في تقرير مصيرها، مضيفاً أن quot;الأكراد لن يقبلوا أن يخرجوا من quot;المولد بلا حمصquot;، كما حدث لهم بعد الثورة على الاستعمار الفرنسي، حيث جاء دستور ما بعد الاستقلال خالياً من أي حق لهمquot;.

واعترف عباس أن التجاذبات الكردية الكردية في سوريا زادت من تردي اوضاع أكراد سوريا، لكنه أرجع تشتت حالتهم الى دور المخابرات السورية، قائلاً :quot; لا يستطيع أحد من الكرد التهرب من مسؤولية تردي أوضاعهم السياسية واتساع رقعة خلافاتهمquot;.

واعتبر تعدد المرجعيات السياسية للأحزاب السياسية الكردية حالة طبيعية:quot;إن تأثيرات الأحزاب الكردستانية (الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني، وحزب العمال) في مجمل الحراك الوطني الكردي quot;السوريquot; طبيعي، كما هي تأثيرات السياسة السورية في البلد الجار لبنانquot;.

وغمز في اتجاه الاخوان المسلمين، حين ذكر في رده على سؤالٍ لـquot;إيلافquot; إن بعض الأكراد يعتبرون الجهة الأخيرة أسوأ من بشار الأسد،quot;، قائلاً: quot;بعض الكرد لهم آراء مختلفة في شتى المسائل، وهذا الاختلاف في الرأي هو الأصل في الديمقراطيةquot;.

وشدد شيركو عباس على أن :quot;حزبه ينظر إلى كل القوى والأحزاب من منظار ذي عينين، الأولى عين على القضية الكردية القومية لأنها حقنا المشروع دولياً، والأخرى على مدى اقترابها من الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات المدنيةquot;.

وفي ما يلي نص الحوار:


قدمتم من كردستان العراق مؤخراً ... ما كانت طبيعة الزيارة؟

زيارتنا لجنوب كردستان (كردستان العراق) كانت تلبية لدعوة من مكتب رئاسة الإقليم لحضور مؤتمر أربيل للجالية الكردية السورية في 28-29 كانون الثاني 2012، حيث عقد هذا المؤتمر تحت رعاية السيد الرئيس مسعود بارزاني، الذي ألقى كلمة ترحيبية، وأكد عدم تدخله أو تدخل قيادة الإقليم في الشؤون السورية أو الكردية السورية، إلا أنه سيدعم ما يتفق عليه السوريون بأنفسهم، فقضية الحرية واحدة في كل مكان. ولذا كانت الزيارة محددة الهدف ومختصرة وقصيرة الأمد.

هل هو اجتماع لكافة الأحزاب السياسية الكردية السورية؟

لم يكن المؤتمر لكافة الأحزاب الكردية السورية، حيث بقي بعضها خارج المؤتمر، والمساعي جارية لتحقيق حضورها جميعاً في مؤتمرٍ قادم، إن شاء الله.

ماذا سمعتم من وجهة نظر حكومة كردستان العراق تجاه الأزمة السورية؟

الحكومة الكردية في إقليم جنوب كردستان تحاول قدر الإمكان البقاء في وضع حيادي، لأن ظروفها الموضوعية والذاتية تفرض عليها قواعد معينة في أي لعبة إقليمية، سياسية أو اقتصادية، ونحن نقدر ذلك.

هل هناك انقسام بين الرئيس طالباني وبارزاني تجاه الأزمة السورية؟

ليس هناك أي انقسام تجاه الأزمة السورية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه السيد البارزاني وبين الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يرأسه المام جلال طالباني، رئيس العراق، بل حرص السيد رئيس وزراء الإقليم برهم صالح من حزب المام جلال طالباني مرافقة السيد البارزاني في حضوره إلى مؤتمر الكرد السوريين.

من المعروف ان القادة في كردستان العراق يدعون الى الحوار مع بشار لا سيما طالباني؟ هل انتم توافقون؟

الكرد كعهدهم دائماً يفضلون الحوار على الشجار مع الأنظمة المستبدة في الأمة الكردية، فالحروب لها نتائج رهيبة، وقد عانى منها الكرد طويلاً، ولكن لا ندري هل ينفع الحوار مع نظام بشار الأسد بعد كل ما جرى؟

يرى العديد من المراقبين أن الأكراد في سوريا غير متحمسين للثورة ضد بشار... لماذا هل هو خلافكم مع المجلس الوطني السوري؟

الكرد هم أول من انتفض على نظام الأسد في عام 2004، ومنذ ذلك الحين يقدمون التضحيات الجسام، وقد جرت حتى الآن تظاهرات عديدة ومتتالية في المدن الرئيسة في الجزيرة وكوباني وجبل الأكراد، حيث تعيش غالبية الكرد. ولقد أثبت الكرد أنهم يشكلون جزءا من هذه الثورة اليوم أيضاً بمساهمتهم الكبيرة في جمعة quot;المقاومة الشعبيةquot; في شتى الأنحاء التي يتواجدون فيها. هناك نقاط اتفاق عديدة مع المجلس الوطني السوري، والنقاش يجري حول الحق القومي الكردي ضمن سوريا المستقبل، وانتساب الكرد إلى أي إطار سوري معارض متعلق بهذه النقطة، لأنها أساسية وهامة جداً، إذ لن يقبل الكرد أن يخرجوا من quot;المولد بلا حمصquot;، كما حدث لهم بعد الثورة على الاستعمار الفرنسي، حيث جاء دستور ما بعد الاستقلال خالياً من أي حق لهم.

ماذا تريدون منهم أن يفعلوا فهم يدعون الى الديمقراطية التي تكفل في النهاية حقوق الجميع؟

وهل حققت الديمقراطية حقوق شعب الباسك في اسبانيا أو الشعب الايرلندي في بريطانيا أو الشعب الكورسيكي في فرنسا، أو الشعب الكردي في ديمقراطية مصطفى كمال في تركيا؟ فالديمقراطية لا تعني حصول سائر المكونات الاثنية أو الدينية على الحقوق ذاتها بشكل عملي... لا بد من استمرار الحوار بين الكرد وإخوتهم السوريين من مختلف الاتجاهات للتوصل إلى حل عادل لوضعهم السوري.

يعتبر بعض من الأكراد في سوريا ان الإخوان المسلمين أسوأ من نظام بشار الأسد... هل تتفق مع ذلك؟

بعض الكرد لهم آراء مختلفة في شتى المسائل، وهذا الاختلاف في الرأي هو الأصل في الديمقراطية، وليس الاتفاق على كل شيء. نحن ننظر إلى كل القوى والأحزاب من منظار ذي عينين، الأولى عين على القضية الكردية القومية لأنها حقنا المشروع دولياً، والأخرى على مدى اقترابها من الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات المدنية. وقس على ذلك بخصوص quot;الإخوان المسلمينquot; أيضاً.

بصراحة هل ترغبون في نظام فيدرالي على غرار كردستان العراق؟

نعم، نحن جعلنا من الفيدرالية تفسيرنا لمبدأ quot;حق تقرير المصير للشعب الكردي في سورياquot; منذ تكوين المجلس الوطني الكردستاني ndash; سوريا في عام 2006، ولدينا مشروع لسوريا فيدرالية منشور في بعض المواقع الالكترونية. ومن وجهة نظرنا هذا النظام الفيدرالي quot;الاتحاديquot; هو أفضل صيغة لسوريا الحديثة، لأسباب عديدة منها التكوين الفسيفسائي القومي والطائفي والمذهبي في البلاد. ولقد أثبتت الفيدرالية نجاحها كنظام سياسي في العديد من البلدان الكبيرة والصغيرة في العالم، بل في النظم الاشتراكية أيضاً، كما هو الحال في النظم الديمقراطية العريقة... فهل سيقبل إخوتنا في الإنسانية وشركاؤنا في الوطن من العلويين أو الدروز أن يحكموا بعد الآن من قبل أكثرية سنية؟ الفيدرالية تفرض نفسها كحل لا بد منه في سوريا المستقبل.

يعني حكومة وبرلمان ورئيس تحت كيان فيدرالي؟

بالطبع يتضمن الكيان الفيدرالي هذه الأمور، ولكن تتفاوت درجة التمتع بها من دولة إلى أخرى حسب الدستور الاتحادي، ومدى استيعاب واضعيه لفكرة الفيدرالية.

لنأتي إلى الخلافات الكردية الكردية هل تتحملون مسؤولية تردي الأوضاع الكردية بسبب ذلك؟


نعم، لا يستطيع أحد من الكرد التهرب من مسؤولية تردي أوضاعهم السياسية واتساع رقعة خلافاتهم، ولكن يجب أن لا يغيب عن البال استمرار النظام الشمولي الاستبدادي في سوريا لما يقارب نصف قرنٍ من الزمن، وهذا يشكل عائقاً كبيراً أمام نمو طبيعي للحركات السياسية عامة.

يقال إن سبب الخلافات الكردية الكردية في سوريا هي تعدد المرجعيات بين اربيل وتركيا؟

إن تأثيرات الأحزاب الكردستانية (الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني، وحزب العمال) في مجمل الحراك الوطني الكردي quot;السوريquot; طبيعي، كما هي تأثيرات السياسة السورية في البلد الجار للبنان، وبخاصة أثناء الأزمات وفي أجواء الحروب. ولكن هناك خلافات غير أساسية، داخلية بحتة، تتعلق بالصراعات الشخصية والخلافات الحزبية الضيقة بين الزعامات الكردية السورية الكلاسيكية، ويجب عدم غض النظر عن دور الاستخبارات السورية في تأجيج هذه التناحرات والتخريب المستمر في الحياة السياسية الكردية.


تردد ان الاكراد سيجتمعون في واشنطن لرأب الصدع بينهم؟ هل هذا صحيح؟ ومتى؟

لقد اجتمع الكرد السوريون سابقاً في واشنطن، بدعوة من مؤسسي هذا المجلس بالذات، لأن واشنطن مركز هام جداً من مراكز القرار الدولي، بل هو من أهمها على الإطلاق في هذه المرحلة من تاريخ البشرية، ولكنهم اجتمعوا في أوروبا أيضاً، ولعدة مرات، ولو كان هناك نظام ديمقراطي في سوريا لاجتمعوا في القامشلي أو كوباني أو عفرين... إن تواجد جاليات كردية سورية كبيرة ذات ظروف معينة تفرض عليها أحياناً اللقاءات في أماكن بعيدة أحيانا،ً أو قريبة من سوريا. وكان آخر اللقاءات في عاصمة إقليم جنوب كردستان، في مدينة هه ولير (أربيل)...في العراق الحر الديمقراطي... إلا أن عقد المؤتمرات هنا وهناك، كما هي مؤتمرات المعارضة السورية، متعلق بالظروف الذاتية والموضوعية للحراك السياسي الكردي، وليس بأماكن عقدها في غالب الأحيان.

هل ترفضون عروبة سوريا؟

نحن نؤمن بأن quot;سورياquot; اسم معروف وكبير في التاريخ لمنطقة تتعايش فيها مكونات قومية ودينية عديدة، منذ زمن سحيق في القدم، وإن أول جمهورية في هذه البلاد سميت بـquot;الجمهورية السوريةquot; لهذا السبب بالضبط، ولكن هذا لم يمنع من أن تصبح الجمهورية السورية عضواً مؤسساً في الجامعة العربية، والشعب العربي في سوريا جزء من الأمة العربية، ولكن هل الشعب الكردي، الذي يشكل القومية الثانية في البلاد من حيث الحجم السكاني والتوسع الجغرافي، جزء من الأمة الكردية أم الأمة العربية؟ هذا ما يجب توضيحه لأولئك الذين يصرون على عروبة سوريا... لقد حاول البعثيون إنكار الوجود القومي للشعب الكردي، فجعلوا من سوريا quot;جمهورية عربية سوريةquot; ولم يحصدوا من ذلك سوى المشاكل، وأملنا هو أن لا يقع الديمقراطيون السوريون في الأخطاء ذاتها.