اتهم العراق جهات خارجية قال إنها تهدف إلى عرقلة انعقاد القمة العربية في بغداد أواخر الشهر المقبل بتنفيذ تفجيرات ضربت أنحاء متفرقة من العراق اليوم وأوقعت حوالى 50 قتيلاً و250 جريحاً بينما قالت وزارة الداخلية إن الهجمات مسعى لتنظيم القاعدة بتوجيه رسائل الى أنصاره بأنه ما زال يعمل في الأراضي العراقية ولديه القدرة على توجيه ضربات في حين دعت الكتلة العراقية الى استقالة الحكومة في حال عجزها عن حماية أرواح المواطنين.


تفجير مفخخة في كركوك اليوم

أكد رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أن quot;التفجيرات الإجرامية وأعمال العنف التي طالت المدنيين العراقيين اليوم الخميس، تهدف الى إذكاء نار الفتنة بين أبناء الشعب العراقي وترمي الى إفشال عقد القمة العربية والمؤتمر الوطني العام وتعطي إشارة واضحة الى ضلوع جهات خارجية تحاول تصدير مشاكلها الداخلية الى العراقquot;.

ومن المنتظر أن تحتضن بغداد في 29 من الشهر المقبل اعمال القمة العربية في دورتها الثالثة والعشرين حيث يقوم وفد من الجامعة العربية بمباحثات في بغداد حاليا للاطلاع على الجاهزية الفنية والأمنية لانعقاد القمة.

وأعرب النجيفي عن حزنه العميق لسقوط عشرات الشهداء والجرحى جراء هذه الاعمال الشنيعة داعيا الاجهزة الامنية كافة الى اتخاذ إجراءات مسؤولة للحد من هذه الأعمال الارهابية كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منه.

وقالت وزارة الداخلية العراقية إن هذه الهجمات تأتي في سباق محموم تبذله جماعات الإرهاب للإيحاء بأن الوضع الأمني في العراق لن يستقر ومن خلال سعي تنظيم القاعدة الإرهابي لتوجيه رسائل الى أنصاره بأنه ما زال يعمل في الأراضي العراقية ولديه القدرة على توجيه ضربات في العاصمة والمدن والأقضية الكبيرة والصغيرة بعد أن لوحظ في الآونة الأخيرة أن هجمات القاعدة أخفقت في تحقيق الأهداف السياسية والطائفية ولم تعد مثيرة إعلاميا وأمنيا فالمواطن العراقي وأجهزة الدولة يدركان أن الحرب ضد الإرهاب طويلة وشاقة وهي حرب أفكار وعقول وصراع إرادة ضد قوى التطرف والتكفير والقتل والدمار.

وأضافت في بيان تلقته quot;إيلافquot; أن الشعب العراقي بات مدركا أن تطورات الوضع الإقليمي والدولي تنعكس بظلالها السلبية على استقراره وأمنه فأهمية العراق الجيوستراتيجية وعمقه التاريخي والحضاري وأثره الجغرافي والفكري تجعل من قوى الظلام ومن يساندها حريصة على إقلاق استقراره وأمنه، لكي لا يستعيد حضوره ودوره المركزي في المنطقة.

وقالت إن المراهنة الكبيرة حاليا هي في استمرار إشغال العراق في حرب استهداف ضد الإرهاب لإعاقة مشروع النهوض والنمو لاعتقاد الآخرين بأن استقرار العراق يجعل منه عملاقا اقتصاديا ومركزا تنويريا وحضاريا، وعليه فلابد من ضرب ديمقراطيته الناشئة وتحريك الفتن الطائفية والسياسية فيه لإحباط مشاعر شعبه وتيئيسه ولإشعاره بأن دوامة العنف والإرهاب ستستمر ما لم يذعن لمنطق قوى التكفير والظلام والتطرف.

وأشارت إلى أن وضوح هذه الأهداف في ذهن غالبية العراقيين هو ما يسقط مشروع الإرهاب وأهدافه الخبيثة، وهو الذي يزيد من إصرار العراقيين على الصمود في معركة مقاومة الإرهاب والتطرف، لأن لهم أملا وحيدا بأن مستقبل العراق سيكون مشرقا ومزدهرا وإن إرادة القتل والتكفير والموت ستتلاشى وتنهار وسيكتشف من انحاز من العراقيين الى ثقافة القتل والتدمير بأن المكر السيئ سيحيق بأهله وسيلحق بهم عارا ودمارا كما إن الأجهزة الأمنية وطدت عزمها على التلاحم مع الشعب في مهمة التصدي للإرهاب مهما كانت التضحيات.

أما الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي فقد حملت الحكومة ورئيسها نوري المالكي مسؤولية الحفاظ على أرواح المواطنين وقالت انه بعكس ذلك عليها تقديم استقالتها.

وقالت الناطق الرسمي باسم الكتلة العراقية النائبة ميسون الدملوجي في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;إيلافquot; ان قوى الإرهاب والجريمة تعود مجددا لتضرب quot;مدننا العزيزة مستهدفة المواطنين الأبرياء وتنال من الاستقرار المجتمعي والوحدة الوطنية عاكسة بشكل واضح الإخفاقات في ضبط الملف الأمني وتوفير الأجواء السياسية الصحيحة بالإضافة الى البطالة والفساد اللذين يتسلل من خلالهما الإرهاب ويعتاش على تداعياتهماquot;.

وحملت كتلة العراقية الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة (نوري المالكي) المسؤولية الكاملة في الحفاظ على دماء الشعب العراقي وإيقاف نزيف الدم quot;وفي حال عجزها فعليها تقديم استقالتها وعلى مجلس النواب أن يكلف حكومة قادرة على التصدي للإرهابيين وبسط الأمن والاستقرار في ربوع العراقquot;.

ومن جهتها، اعتبرت لجنة الأمن والدفاع النيابية التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد وعدد من المدن العراقية اليوم مؤشراً خطراً ودليلاً على عدم جاهزية القوات المسلحة العراقية. وقال عضو اللجنة حسن جهاد إن quot;العمليات الإرهابية التي حدثت اليوم مؤشر خطر وأثبتت أن جاهزية القوات المسلحة العراقية ليست بالمستوى المطلوبquot;. وأوضح أن quot;المجموعات الإرهابية لا تزال تتحرك في مدن عراقية عدة وتستطيع أن تخترق القوات العراقية بشكل كبيرquot;كما نقلت عنه وكالة quot;السومرية نيوزquot;.

وتعرضت مدن وبلدات عراقية في الشمال والجنوب اليوم الى 28 هجوما ادى الى مصرع اكثر من 50 شخصا واصابة 250 اخرين بجروح ما دعا السلطات الى اعلان حظر للتجوال في عدد من المدن. فقد ضربت التفجيرات بغداد وكركوك والموصل والحلة وبعقوبة وبلد وتكريت وبيجي وجلولاء والدجيل والمسيب فيما اعلنت السلطات حظرا للتجول في مدن تكريت وبلد وبيجي.

وجاءت هجمات اليوم بعد مقتل 26 شخصا واصابة 25 بجروح الاحد الماضي في هجمات متفرقة في وسط وشمال وغرب البلاد، بينها هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مدخل اكاديمية للشرطة في بغداد وقتل فيه 15 شخصا. وفي 27 من الشهر الماضي قتل 31 شخصا على الاقل واصيب ما لا يقل عن ستين اخرين في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف تشييعا في حي الزعفرانية في جنوب بغداد.

كما قتل 60 عراقيا على الاقل واصيب نحو 180 بجروح في كانون الاول (ديسمبر) الماضي في سلسلة هجمات بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة استهدفت مناطق مختلفة من العاصمة، بينها مبنى هيئة النزاهة حيث قتل 23 شخصا.

وكانت هذه الهجمات الاكثر دموية منذ مقتل ما لا يقل عن 74 شخصا واصابة اكثر من 230 اخرين في سلسلة هجمات مماثلة ضربت 17 مدينة عراقية في يوم واحد في اب (اغسطس) الماضي وتبناها تنظيم quot;دولة العراق الاسلاميةquot; الفرع العراقي لتنظيم القاعدة.