أكدت مرجعية المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيّد علي السيستاني انزعاجها من شراء مجلس النواب العراقي 350 سيارة مصفّحة لحماية أعضائه في وقت تحصد التفجيرات أرواح المواطنين داعيا السياسيين إلى تقديم مصالح المواطنين على مصالحهم الشخصية.. فيما اتخذت السلطات إجراءات أمنية مشددة في المحافظات الجنوبية لمنع تجدد المواجهات الشيعية الشيعية.


عراقيان يتفحصان آثار حرق أحد مساجد المرجع الصرخي في البصرة

طالب السيد أحمد الصافي معتمد مرجعية السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم النواب بالتفكير في مصلحة الشعب قبل مصالحهم الشخصية وأن تكون الأولويات للمواطن وليس للنائب.

وأشار إلى انه في الوقت الذي تخصص هذه المصفحات للنواب وقيمتها 50 مليون دولار فإن هناك تقارير تشيرالى وجود 200 قرية في محافظة واسط (160 كم جنوب بغداد) لا تتوفر فيها مياه صالحة للشرب إضافة الى قرى مشابهة في بقية المحافظات لذلك كان من الأهم تخصيص تلك الأموال لتحسين الأوضاع العامة للمواطنين العراقيين. ودعا المسؤولين إلى أن يقفوا مع المواطنين ومصالحهم بشكل أفضل وان تصرف المبالغ بطريقة أخرى تخدم مصالح الشعب.

وكان السيستاني أعلن قبل حوالى الأربعة اشهر عن عدم رضاه عن أداء الحكومة وأوقف جميع اتصالاته مع المسؤولين العراقيين الذين رفض استقبالهم منذ ذلك الوقت.

وطالب الصافي السلطات بالعمل الجاد لتوفير الحماية للمواطنين وانتقد موقفها من التفجيرات التي شهدتها مناطق متفرقة من العراق أمس وأدت إلى مصرع وإصابة حوالى 350 مواطنا وما سبقها من تفجيرات التي قال ان توضيحات الحكومة عليها كانت متواضعة ولا توازي فداحة الخسائر الناجمة عن تلك التفجيرات.

ودعا الأجهزة الأمنية إلى اتخاذ إجراءات حازمة لوضع حد للاعتداءات التي يتعرض لها المواطنون التي قال إنها تهز البلاد بين الحين والآخر مشددا على ضرورة تبيان الأسباب الحقيقية وراء تكرار عمليات التفجير.

وأشار إلى أن المسؤولين باتوا يمتلكون أعذاراً جاهزة لتبرير وقوع التفجيرات دون أن يقدموا برامج وخططا لمواجهتها. وتساءل قائلا : لماذا نبقى في دائرة الاستهداف الأمني وهل المشكلة في المال او التجهيزات الأمنية؟.

إجراءات أمنية واعتقالات لمنع تجدد المواجهات الشيعية الشيعية

وحول المواجهات التي تشهدها محافظات جنوبية بين أنصار السيستاني وأنصار المرجع السيد محمود الحسني الصخري منذ يوم الجمعة الماضي وبدأت بمدينة الرفاعي في محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) فقد أوضح الصافي أن المرجعية الدينية لم تعين معتمدا لها هناك بعد معتمدها الشيخ عبد الصاحب الرفاعي الذي توفي قبل ثلاثة أسابيع.. مشددا بالقول quot;إن المرجعية لا دخل لها بتلك الأحداثquot;.

وأشار إلى ان نهج المرجعية الدينية هو الالتزام بالقانون وتقويته والتزام الأسلوب السلمي بعيدا عن العنف وناشد وسائل الإعلام توخي الدقة والموضوعية في نقل المعلومات وعدم تهويلها في اشارة الى المصادمات ومحاولات الاغتيال وحرق المساجد المتبادلة بين أنصار السيستاني وأنصار المرجع السيد محمود الحسني الصرخي وهو زعيم جماعة شيعية عقائدية يتهم مقلدو السيستاني أتباعه بالتطرف والتعصب الديني. وبالتوازي مع ذلك فقد اتخذت السلطات إجراءات امنية مشددة في المحافظات الجنوبية لمنع تجدد المواجهات الشيعية الشيعية.

وفرضت القيادات الأمنية في النجف (160 كم جنوب بغداد) مقر مرجعية السيستاني إجراءات امنية مشددة إثر حدوث بعض الخروقات الأمنية في النجف على خلفية تلك الأحداث فيما اتهم نائب رئيس مجلس محافظة النجف خضير الجبوري جهات خارجية لم يسمها بمحاولة خلق صراع بين أبناء الطائفة الواحدة على حد تعبيره. وقد شددت السلطات الأمنية إجراءاتها حول البلدة القديمة حيث الصحن الحيدري للامام علي بن ابي طالب ومكاتب المرجعيات والمؤسسات الدينية في المدينة.

وقد أعلنت قيادة شرطة محافظة ذي قار الجنوبية فرض حظر للتجوال في مداخل ومخارج المحافظة وامام حركة المركبات منذ فجر اليوم وحتى انتهاء صلاة الجمعة. وجاء هذا الإجراء تحسباً من وقوع مصادمات أو أعمال عنف على خلفية ما شهدته الجمعة الماضية من اضطرابات في قضاء الرفاعي في المحافظة التي شهدت الجمعة الماضي اضطرابات وفرض حظر للتجوال بعد أن خرج متظاهرون طالبوا بإغلاق مكتب المرجع آية الله السيد محمود الحسني الصرخي في القضاء والتي على أثرها اعتقلت القوات الأمنية في المحافظة عددا من أنصاره من سكان القضاء والوافدين إليها من باقي المحافظات المجاورة. فيما قررت قيادة شرطة محافظة ذي قار إعفاء مدير شرطة قضاء الرفاعي من منصبه على خلفية الأحداث التي شهدها القضاء الأسبوع الماضي.

وقال مكتب المرجع الصرخي في الناصرية عاصمة ذي قار اليوم إن قوات حكومية اعتقلت وكيل المرجع هناك وخمسين من أنصاره. وقال المتحدث باسم الصرخي في الناصرية محمد الياسري إن quot;قوات الشرطة والمهمات الخاصة منعت المئات من أنصار المرجع الديني من أداء صلاة الجمعة في جامع الشهيد محمد باقر الصدر في الناصرية. وأكد الياسري في تصريح صحافي أن quot;تلك القوات اعتقلت الوكيل العام للحسني في ذي قار الشيخ علي السراي وأكثر من خمسين من مقلدي الحسنيquot;، مبيناً أن quot;القوات الأمنية استخدمت طرق قمع وحشية وسحبت المصلين في الشوارع وأصابت عدداً منهم بجروح وكدمات، فيما اعتصم المصلون حول الجامعquot;.

لكن قيادة شرطة المحافظة نفت اعتقال أي شخص من أنصار الصرخي، وقال معاون قائد شرطة محافظة ذي قار لشؤون الأفواج العميد راضي نعيمة في حديث مع وكالة quot;السومرية نيوزquot; إن quot;شرطة المحافظة لم تعتقل أي شخص من أتباع المرجع محمود الحسني الصرخيquot;.. مؤكداً أن quot;أجهزة الأمن توفر الحماية لجميع المصلين في محافظة ذي قار ضمنهم أتباع الصرخي ولم تمنع أي شخص من ممارسة طقوسه الدينيةquot;.

وتزامنت مع هذه الأحداث سلسلة من الاستهدافات ضد ممثلي ومعتمدي المرجع السيستاني في عدد من محافظات البلاد بقنابل يدوية وعبوات ناسفة كما شهدت عدة محافظات جنوبية احراق عدد من مكاتب تابعة للصرخي. وكانت مرجعية النجف قد نأت بنفسها الاثنين الماضي عن عمليات حرق مساجد واعتداءات على معتمدي المراجع الشيعية في مواجهات بين أنصارها ومقلدي الصرخي، ودعت إلى ضبط النفس وطالبت السلطات بحفظ الأمن.

ومنذ الجمعة الماضي، تتصاعد عمليات إحراق متبادلة لمكاتب مرجعيات شيعية عراقية واستهداف معتمديها في عدد من محافظات البلاد الجنوبية ما أرغم السلطات على اتخاذ إجراءات أمنية مشددة تحسبا لاندلاع مواجهات شيعية شيعية.

فقد احرق مجهولون الأحد مكاتب المرجع الديني آية الله الصرخي الذي يعارضه مقلدو المرجع السيستاني في ناحية السدير جنوب محافظة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) كما أضرم النار في مسجد قيد الإنشاء يعود إلى أنصار الصرخي جنوب غرب البصرة (550 كم جنوب بغداد). وسبق ان شهد قضاء الرفاعي شمال محافظة ذي قار الجمعة اضطرابات وفرض حظر للتجوال لساعات بعد أن خرج متظاهرون مطالبين بإغلاق مكتب الصرخي في القضاء.

وكانت المواجهات التي بدأت الجمعة الماضي قد اندلعت عقب تظاهرات في قضاء الرفاعي في محافظة ذي قار لمنع جماعة الصرخي وهو زعيم جماعة شيعية عقائدية يتهم مقلدو السيستاني اتباعه بالتطرف والتعصب الديني من افتتاح مكتب لهم ما تسبب بحرق المكتب واصابة عنصرين من الشرطة بجراح حيث تدخلت قوات المهمات الخاصة في المحافظة واعتقلت 50 عنصرا من جماعة الصرخي.

وتأتي هذه الاحداث اثر تعرض منازل ستة من معتمدي ومقلدي المرجع السيستاني في محافظتي الناصرية والديوانية جنوب العراق الجمعة والسبت لهجمات بقنابل يدوية لم تؤد الى سقوط ضحايا. ووقعت هذه الهجمات بعد ان هاجم مئات المتظاهرين في الناصرية الجمعة مركز محافظة ذي قار (375 كلم جنوب بغداد) مكتبا جديدا للصرخي الذي اتهم متحدث باسمه احد معتمدي السيستاني بالتجييش للهجوم.

وقبيل الهجمات اتهم الشيخ بلال الخفاجي المتحدث باسم الصرخي ممثل المرجع السيستاني في منطقة الرفاعي شمال الناصرية بالوقوف وراء عملية احراق مكتب الصرخي في المنطقة. وبعد تعرض المكتب للاحراق توجه عدد من انصار الصرخي من الكوت (160 كلم جنوب بغداد) والديوانية (180 كلم جنوب بغداد) الى الناصرية (375 كم جنوب بغداد) للاحتجاج على ذلك لكن السلطات الامنية فرضت حظرا للتجوال واعتقلت عددا من انصار الصرخي. وكان اتباع الصرخي خاضوا عام 2006 مواجهات مع الشرطة في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) قتل فيها العشرات منهم فيما جرى اعتقال نحو 200 شخص.