وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل

جدّدت السعودية موقفها الغاضب مما يجري في سوريا عبر انسحاب الوفد السعودي بعد كلمة الافتتاح لمؤتمر أصدقاء سوريا، واعتبر سعود الفيصل أنه لا يمكن للمملكة أن تشارك في أي عمل لا يؤدي إلى حماية الشعب السوري، وأن الحل يكمن في رحيل الأسد طوعا أو كرها.


الرياض: لم يمرّ سوى يومين على اتصال الرئيس الروسي، صديق النظام السوري بالملك عبدالله الذي انتقد فيه الملك السعودي موقف موسكو حول الأحداث في سوريا؛ حتى تبعه موقف آخر في المسار ذاته من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر quot;أصدقاء سورياquot;.

السعودية نقلت غضبها المتزايد مما يجري في سوريا عبر كلمة رئيس وفدها للمؤتمر ووزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل الذي قال: quot; لا يمكن لبلادي أن تشارك في أي عمل لا يؤدي إلى حماية الشعب السوريquot; معتبرا أن التركيز على المساعدات الإنسانية quot;لا يكفيquot;.

ويرى سعود الفيصل قائد دبلوماسية بلاده أن دعم الشعب السوري بالمساعدات الانسانية فقط أشبه بـquot;تسمين الفريسةquot; لأجل أن يتزايد اعتداء المجرم عليها، معتبرا أن الحل في سوريا لا يأتي إلا عبر رحيل بشار الأسد quot;طوعا أو كرهاquot;.

وجاء في كلمة الفيصل كذلك موافقته على مشروع البيان على الرغم من شكوكه حسب قوله: quot;ضميري يحتم عليّ مصارحتكم بأن ما تم التوصل إليه لا يرقى إلى حجم المأساة ولا يفي بما يتوجب علينا فعله في هذا الاجتماعquot; موجها لحضور مؤتمر أصدقاء سوريا السؤال quot;هل فعلا قمنا بنصرة الشعب السوري الحرّ الأبي الذي صنع حضارة عريقة أم أننا سنكتفي بإعلانات رمزية وخطوات متباطئة ونتركه ضحية للطغيان والإجرام؟quot;

معبرا أن المملكة العربية السعودية تحمّل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي، المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري.


الفراج: العملية الآن تحركها الحسابات الأخلاقية

تبعات الموقف السعودي ممّا يجري في سوريا تتوحّد جميعها في صيغة تبتعد عن quot;أنصاف الحلولquot; وفق ما ذكره الكاتب السعودي الدكتور أحمد الفراج في حديثه لـquot;إيلافquot; الذي رأى أنه ومنذ بداية الأزمة كانت المملكة أولى الدول التي سعت إلى استدعاء سفيرها في دمشق واستمرت في مواقفها التي وصفها بـquot;المشرفةquot; حتى اليوم.

وقال الفراج إن السعودية أغلقت الباب على واحدة من أقوى الدول وهي روسيا، بعد مهاتفة العاهل السعودي الرئيس ميدفيدف، التي وجهه فيها إلى أنه من الأولى الاجتماع مع الدول العربية لتحديد الموقف قبل النطق بالفيتو، الفراج رأى كذلك أن في تسلسل الموقف السعودي المتزايد غضبا على نظام دمشق، خروجًا عن الهدوء الذي تنتهجه المملكة في مواقفها.

وأضاف أن المملكة ومن خلال حديث الملك عبدالله الأخير وانسحاب الفيصل بعد كلمة الافتتاح له، دلالة على أن quot;الحسابات السياسية لم تعد حاضرة، وأن المحرك الأكبر للموقف السعودي هو الحسابات الأخلاقيةquot;.

السعودية جددت عبر مواقف تزداد حدة يوما بعد آخر عن ألمها لما يجري في سوريا، فبعد سحب السفراء؛ قادت الرياض الدول الخليجية لطرد سفراء النظام السوري الذي يزيد من قوة عملياته على الشعب السوري، إضافة إلى حشد السعودية وقطر التأييد من غالبية المجتمع الدولي لدعم خطة العمل العربية تجاه سوريا ونيلها موافقة ١٣٧ دولة نقل السلطة التي تتمحور حولها الخطة، بعد الفيتو المحطم للآمال من قبل روسيا والصين.

مؤتمر أصدقاء الشعب السوري مطلبه التخلص من النظام

إلى ذلك، أكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي أمام المؤتمر الذي تستضيفه بلاده أن تونس التي قامت ثورتها للمطالب نفسهاالتي يرفعها الشعب السوري اليوم من اجل الحرية والكرامة quot;لا تقبل بأي حال تواصل المجازر اليومية في كبرى المدن السوريةquot;، متمنيا التوفيق للمبعوث الأممي كوفي أنان في مهمته الدولية.

ورأى المرزوقي أن معنى أصدقاء سوريا يقتضي الأخذ في الاعتبار مطلب الأغلبية في التخلص من النظام الاستبدادي هناك وحقن أكبر قدر من الدماء، وشدد على أن ذلك لا يكون بالتصعيد العسكري سواء تعلق الأمر بتسليح جزء من السوريين ضد سوريين آخرين أو بتدخل أجنبي عسكري، مؤكدا رفضه المطلق لذلك واعتبره خطأ جسيما.

ودعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون إلى الاعتراف بمجلسه ودعمه في مسعاه إلى تنسيق جهود جميع الأطراف المشاركة في الثورة السورية ضمن خطة وطنية واحدة، وعبر عن أمله في أن يشكل المؤتمر منعطفا في مسيرة الشعب السوري التي وصفها بالمريرة من اجل استعادة حقوقه الطبيعية والتحرر ممن وصفهم بالطغمة الدموية.

وقال إن الشعب السوري ينتظر تقديم الإغاثة الفورية والإعلان عن وجود مناطق منكوبة في سورية وفتح ممرات آمنة لإمداد الأهالي بالمعونات الإنسانية العاجلة وإخراج الجرحى والنساء والأطفال من الأحياء والمدن المحاصرة، وإيجاد مراكز لتجميع المساعدات الإنسانية في دول الجوار وتأمين حرية عمل منظمات الإغاثة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لمساعدة الأهالي على مواجهة الأوضاع القاسية في عموم البلاد، إلى جانب توفير وسائل حماية المدنيين السوريين وحق الإعلام والصحافة الحرة.