تباينت آراء العراقيين حول تفضيلهم بين انعقاد (الاجتماع الوطني لحل الازمة السياسية في البلاد) وبين (مؤتمر القمة العربية) والاثنان من المزمع عقدهما في بغداد خلال الشهر الجاري، حيث يسعى الاجتماع الى تفكيك الازمات السياسية التي تنتاب العراق فيما تحاول القمة إعادة العراق الى بيته العربي بعد سنوات من القطيعة والفتور.

لملمة البيت الداخلي مقدّم علىالقمة العربية حسب عراقيين

بغداد: في الوقت الذي ترى فيه الغالبية من العراقيين الذين استطلعت (إيلاف) اراءهم، أن الاجتماع العراقي أهم من القمة العربية لأسباب يرون أن من أهمها لملمة البيت العراقي وهي ضرورية اكثر مما ستنتجه القمة العربية من قرارات ليست لهافائدة، ويعللون ذلك بالقمم العديدة التي انعقدت ولم تكن ذات فائدة تذكر، فيما أشار البعض الى أن القمة العربية ستعيد العراق الى مكانته الاصلية والى الحضن العربي.

أكد العديد من العراقيين الذين طلبنا منهم المفاضلة بين الاجتماع والقمة، أنهم لا يجدون نفعاً من عقد القمة التي ستكون عبارة عن مجاملات ولا تحل أية مشكلة بقدر ما ستكون إضاعة للوقت والمال والجهد وسيكون حالها حال القمم السابقة حتى اذا ما اعتقدنا أنها ستضع العراق تحت الاضواء وتمكنه من العودة الى الحالة الطبيعية.

يرى فائز الشرع، عميد كلية الاداب / الجامعة المستنصرية، أن انعقاد الاثنين ضروري للعراق لأن لكل منهما فائدة.

ويقول: quot;من الصعب التفضيل بين حدثين كبيرين أحدهما ذو بعد وطني، وهو اللقاء الوطني وآخر ذو بعد عربي وحتى عالمي، كلاهما مهمان للعراق في هذه المرحلة، وكلاهما يضغطان على السياسي ويضغطان على الشعب كذلك، ولا بد من تفعيل كلا المؤتمرين، وأعني بالتفعيل أن تدخل الاطراف جميعاً مخلصة في أداء مهمتها لا سيما في المؤتمر الوطني الذي هو الاهم بالنسبة للداخل العراقيquot;.

ويضيف: quot;أما مؤتمر القمة فأعتقد أنه يعود بالعراق الى مركزه في الساحة السياسية العربية والى مكانته التي حالت الاوضاع التي مر بها البلد والصعوبات دون أن يكون على هذا النحو، وأعتقد ايضاً أن وحدة الصف العراقي والوقوف الى جانب الحكومة الحالية في هذا الظرف، ظرف ادارة القمة العربية، سيكونان واجباً مكلفاً به المختلف مع الحكومة والمختلف معها لأنهما يمثلان العراق الذي يقدم صورته الآنquot;.

وخلص الشرع الى القول: quot;كنت أتمنى ان يكون اللقاء الوطني قبل القمة العربية، وأن ندخل بخطوط عريضة للاتفاق حتى لو لم يحصل اتفاق نهائي وأن نكون بوجه واحد يمثل العراق خير من أن نكون بأكثر من وجه، كما تنوي بعض الاطراف أن تقدم شكواها الى المحيط العربيquot;.
من جانبه يرى مظفر الربيعي، الصحافي في مكتب اعلام وزارة الثقافة، أن الاجتماع الوطني افضل للشعب من القمة، ويقول: quot;لا أؤيد عقد مؤتمر وطني على اعتبار أن المسائل التي ستطرح في هذا المؤتمر من الممكن حلها في مجلس النواب العراقي باعتباره مؤسسة تشريعية أقيمت وفق الدستور، وكل الخلافات التي تحدث بين الكتل السياسية من الممكن اللجوء الى الدستور وقبة البرلمان من أجل حلها، وأنا أرى أن لا حاجة لعقد هذا الاجتماع لأنه سيكون مجرد لقاءات مفرغة من محتواها، وهي محاولة لكسب الوقت وإضاعة الفرص أمام الشعب العراقي، نحن بلدما زلنا على الاعتاب الاولى من النظام الديموقراطي ولدينا دستور وبرلمان يجب اللجوء اليهما في حال وجود أية خلافات سياسيةquot;.

ويضيف: quot;أما القمة العربية فأنا أعتقد من الضروري للعراق وبغداد خاصةأن يستعيدا مكانتهما العربية والاقليمية والدولية، وعقد مؤتمر القمة هو واحد من استحقاقات بغداد، لذلك نؤيد وندعم حضور الدول العربية والدول الصديقة ايضا إلى هذه القمة، بعد أن غابت بغداد عن قمم عربية سابقة، ونحاول أن نعيد دور العراق في المنطقة وأن يرجع العراق البلد الموجه للقضايا العربية وأن تأتي الدول العربية لتملأ الفراغ وتأخذ استحقاقها ومكانتها في بغداد ولا تسمح لأي نفوذ أجنبي آخر بأن يملأ هذه الساحةquot;.

المخرج السينمائي عمار العرادي يرى أن المؤتمرين ضروريان للعراق، ويقول موضحاً :quot;مؤتمر القمة العربية له أهدافه وتوجهاته ومعطياته للعراقيين وللعراق، وهذا اقليمياً، اما الاجتماع الوطني فهو ايضاً له معطيات مهمة جداً على الصعيد الداخلي، وفي اعتقادي أن المؤتمرين سياسياً مهمان جداً للعراق ، فقد يكون الاجتماع الوطني أكثر اهمية لأنه ليس بروتكولياً ولا قراراته مثل قرارات القمة العربية، قدلا تنعكس على حياة العراقيين، ولكنه ذو صلة صميمية بحياة العراقيين وقضاياهمquot;.

ويضيف: quot;أهمية كل منهما بحسب التهيئة والاستعدادات، ولكنآمل أن يعقد الاجتماع الوطني غداً لأن كلما كانت المدة قصيرة وكلما كان اللقاء مرتقباً من الممكن أن نعقد عليه آمالاً حقيقية تختلف عن كل اللقاءات التي مرت علينا طوال السنين العجاف، طبعاً الاجتماع الوطني مهم جدا،حيث يلتقي القادة ويناقشون وضعنا ويضعون الامور في نصابها الصحيحquot;.

أما احمد البياتي الكاتب والصحافي، فقد أشار الى تفضيله للاجتماع الوطني كونه يهتم بالبيت العراقي، وقال: quot;أنا أفضل أن يكون اجماعاً وطنياً لأنه بالتأكيد سيؤدي الى رص الصفوف ولم الشمل وتوحيد الكلمة باتجاه بناء العراق الجديد، نحن نأمل من كل الكتل السياسية أن يكون برنامجها حقيقياً لخدمة المواطن وهذا يتطلب تضافر جهود جميع الوطنيين الاحرار الذين تهمهم مصلحة الشعب لأن الشعب العراقي عانى ما عاناه، وهو بالتأكيد يحتاج الى من ينظر اليه نظرة احترام وتقدير لأجل تخليصه من عقود ماضية سلبت إرادته وحريته، اما عن القمة العربية فهناك قمم عديدة عقدت لم تثمر شيئاً، والدليل هناك تصريحات وتضاربات سياسية وإعلامية بين هذا الرئيس وذلك الملك، وهؤلاء لا تهمهم مصلحة الوطن العربي بدليل أن كل واحد منهم يسعى الى مسعاه؟

وعبر سامي كاظم فرج، الكاتب والصحافي، عن رأيه كمواطن عراقي وقال إنه لا يحبذ انعقاد القمة العربية لأنها ليست مفيدة للعراق.

وأضاف :quot;بالتأكيد أن الاجتماع الوطني هو الافضل بالنسبة لنا كعراقيين، يعني كحالة وطنية، أفضل من عقد القمة العربية، والسبب لأن القمم العربية منذ تأسيس الجامعة العربية الى حد الآن، لمتكن ذاتفائدة تذكر،ولم تحقق للبلدان العربية مجتمعة أو منفردة أي فائدة. اذن، فالقمة العربية اساساً ليست لها أية فائدة، فيما الاجتماع الوطني اذا تغيّرت نوايا القادة السياسيين والكتل السياسية فسيحقق الكثير من الفوائد للعراقيينquot;.
وتابع: quot;برأيي كمواطن عراقي أتمنى أن يعقد الاجتماع الوطني اولاً، ثم القمة العربية لأن ما يهمنا كعراقيين هو حل المشاكل الداخلية لأننا على يقين أن القمة العربية ليستلها أية فائدة، وربما أقول لك لا تعنينيquot;.